صورة في ذكرى توحيد الوطن
بينما كان الوطن يستعد للاحتفاء بذكرى التوحيد التي يفخر التاريخ بتسجيلها لهذا البناء الشامخ مُعلناً تجدد العهد ووحدة الصف والتلاحم, تشرفتُ وغيري بمتابعة صورة نموذجية مشرفة جسدتها الرعاية الكريمة لحرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الأميرة/ الجوهرة البراهيم خلال افتتاحها لمعرض عمل المرأة الثاني بجدة والذي نظمته جمعية مكة للتنمية والخدمات الاجتماعية وجمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان.. حيث كانت سموها كما عهدناها رمزاً للوطن عكست واقعاً حياً نعيشه من التكاتف والمؤازرة والوحدة, وجعلت من ذلك المحفل النسائي صورة مشرقة للرعاية التي تلقاها المرأة السعودية في وطننا الحبيب.
تلك الرعاية تجلت ولمسناها بكل فخر واعتزاز من خلال جولتها الكريمة التي استغرقت قرابة الساعتين في كافة أنحاء المعرض... وذلك الاهتمام شاهدناه بكل إعجاب وتقدير في حرصها الكبير على التواصل مع المواطنات اللاتي جئن للتعريف بأعمالهن فحصدن ثمرة مجهودهن.
وكنت إحداهن وربما آخرهن لأتشرف بزيارتها لجناح "عربيات" في المعرض وأسعد بكلمات اختصرت علينا كل ما أعددناه من سرد لمشوار خمسة أعوام على شبكة الإنترنت, وتجاوزت بوقعها كل تكريم فكانت الشهادة الأغلى على قلوبنا بتأكيدها الكريم أنها تعرف عملنا وتتابعه على شبكة الإنترنت وتثني على انجازات بنات الوطن في مجالات عمل جديدة, مشجعة لفريق العمل ومتمنية الاستمرارية والنجاح له.
ولم تسعفني الكلمات إلا بتقديم الشكر وطلب الإذن لتسجيل تلك الشهادة الغالية والوسام الرفيع لا لأتقلده وحدي وأزهو به فحسب, ولكن لأنني شعرت به يتجاوز انجازنا وعملنا ويتوجه إلى كل من تنتمي لهذا الوطن أو تعمل في مجال جديد لتشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وتدرك أنها تمثل وطناً فريداً يحيطها بهذه المتابعة والرعاية دون استصغار لدورنا أو تهاون في عملنا.
وأحسست به إنصافاً لأداة لطالما ظلمها البعض بسوء الاستخدام والرؤية الخاطئة حتى كاد أن يطغى غثها على سمينها فجاءت تلك الكلمات مؤكدة الوعي والإدراك لأهمية التقنيات الحديثة وضرورة استثمارها بالشكل الصحيح حتى تصبح خيراً لنا لا وبالاً علينا.
ورأيت انعكاسات تلك الجولة الكريمة واضحة المعالم في نفوس من شهدها لتعزز من الحس الوطني وتزيل الحواجز الوهمية التي يضربها المغرضون في مجتمعنا وتكسب المرأة السعودية العاملة الثقة بالنفس والمزيد من الفخر والاعتزاز بالانتماء لوطن بقيادته الحكيمة التي تثبت مواقفها المشرفة في كل محفل.
ويبقى لنا أن نحتفي بالوطن في ذكرى توحيده ساعين للمحافظة على أواصر التلاحم على الدوام, وأن نتحلى بالمسؤولية والنظرة المتفائلة والمليئة بالحيوية مع الوثبات الإيجابية التي يجدر بها أن ترفع من مستوى عطائنا... ونتطلع من القائمين على هذه الملتقيات واللواتي بذلن مجهوداً خارقاً في تقديم صورة للعمل الجماعي المدروس الاستمرارية ورصد أصداء هذه التجربة ومتابعة نتائجها لتحقق أهدافها البعيدة وتعرفنا على احتياجات سوق العمل لمواصلة مسيرة النهضة بخطوات واثقة نسعد فيها معاً بواقع نعيشه مستثمرين كافة الفرص المتاحة لعمل المرأة ومدركين لحجم الرعاية الكريمة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين لأبناء وبنات هذا الوطن.
* رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ