مع التحية للحرة الأمريكية
" بتسليم " الاسم الذي يتكرر من وقت لآخر في التقارير الإخبارية وهو اسم قد يكون له معنى أجهله في اللغة العبرية لكنه استناداً إلى نشاط المنظمة بعيد كل البعد عن المعنى العربي للتسليم والاستسلام للأمر الواقع فهي عبارة عن مركز معلومات إسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ، دورة نقل أكبر قدر من المعلومات لمواطنين إسرائيل والعالم عن الانتهاكات التي ترتكب في الأراضي المحتلة إيماناَ من المنظمة بأن المعلومات شرط أساسي للتحرك و إتخاذ موقف ... وقد نشر مركز " بتسيلم " حتى الآن عشرات التقارير التي تغطي مجالات انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة كعمليات التعذيب و سياسة إطلاق الرصاص بأيدي القوات الإسرائيلية و فرض القيود على حرية التنقل و مصادرة الأراضي والتمييز في مجال التخطيط والبناء في شرقي القدس و الاعتقالات الإدارية وأعمال العنف التي يمارسها المستوطنون وغيرها ... كما تتيح المنظمة للمتطوعين المشاركة بجمع المعلومات ونشرها أو العمل مع الدروع البشرية .
ثلاث منظمات أمريكية هي Faithful America و True Majority و Res Publica اتحدت لإطلاق حملة دعائية على الفضائيات الإخبارية العربية معبرين عن رفض ممارسات الحكومة الأمريكية في العراق ومؤكدين التضامن مع الشعوب العربية ومطالبين ببناء تحالف معها يضع مصلحة البشرية والعدالة الإنسانية في الدرجة الأولى ، ومستنكرين مزاعم القادة الذين يرتكبون الجرائم باسم شعوبهم متأملين أن يكون لهم دور كأفراد من خلال هذا الإعلان لإصلاح الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية بحق الشعب الأمريكي والشعوب العربية .
" جون بيلغر " الصحفي والكاتب الاسترالي المعروف كسر حاجز الصمت بفيلمه الوثائقي الذي أذيع قبل شهور في قناة ITV البريطانية بعنوان
Breaking the silence: Truth and Lies in the War on Terror
محققاً في المزاعم الأمريكية والبريطانية التي استخدمت في الحرب ضد الإرهاب و كاشفاً الحقائق المأساوية على أرض الواقع في أفغانستان والوضع المزري الذي تعيشه البلاد بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب ومشيراً إلى الخسائر البشرية التي تكبدها الشعب العراقي ورابطاً بين الصور في البلدين و التصريحات والوعود الكاذبة التي أطلقها القائمين على هذه الحروب .
نماذج من قلب الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وآراء حرة تأبى الحرة الأمريكية أن تنقلها للمشاهد العربي الذي استهدفت فضاءه لتكون "جرافة" كما وصفتها صحيفة يديعوت أحرونوت تجرف الفكر المترسب في العقل العربي وتفرغه لتصب مكانه الحداثة والحرية والديمقراطية بالمفهوم الأمريكي .... وقد أخفق القائمين عليها إلى الآن في عملية تزويد المشاهد العربي بنظارات رؤية تناسب درجة نظره الذي كان يعاني من الضعف قبل أن تعالجه الحروب والمواقف الأخيرة ليرى الحقيقة محررة أمامه على أرض الواقع ، فلا حرة ستحجب النور عنه ولا جرافة ستجرفه وراء الشعارات الجوفاء ويبقى الفضاء متسعاً ومؤكداً من خلال هذه النماذج أن البشر مهما اختلفوا في الديانة والنشأة وباعدت بينهم المسافات أو فرقتهم السياسات تعيدهم الفطرة الإنسانية إلى التلاحم في مواجهة الظلم والتضليل .
*رئيسة تحرير مجلة عربيات الالكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ