وقفة مع رسائل القراء
لابد أن أعترف بتقصيري في التواصل مع قراء هذه الزاوية وأعتذر حقاً عن ذلك فعندما لا أتمكن من الرد أو نشر التعقيب يعود ذلك لضيق الوقت حيث لا أجد فرصة لقراءة البريد الإلكتروني إلا بعد وصوله بفترة طويلة, أو يعود ذلك إلى محاولتي عدم تكرار طرح نفس الموضوع أكثر من مرة في هذه المساحة... وسأحاول اليوم أن أنشر بعض رسائل القراء الأفاضل مع التعقيب السريع عليها.
* الكابتن (فاروق الحسيني) يطرح في رسالته مشكلة الطيارين السعوديين وخطة السعودة التي لم تكتمل في هذا القطاع... ويذكر أن الآلاف من الكوادر السعودية الشابة قد تكلفوا بتكاليف الدراسة والشهادات التي تؤهلهم لأن يضعوا أقدامهم في مؤسستهم الوطنية طامحين إلى أن يستكملوا تأهيلهم على أسطولها... ويؤكد بأن طابور الانتظار ضم منذ عدة سنوات أكثر من ألف طيار سعودي -على حد قوله- بينما دأبت الخطوط السعودية على استقدام الطيارين الأجانب وتدريبهم في أفضل مراكز التدريب وعلى أحدث أنواع الطائرات بالإضافة لابتعاثهم في مراكز أخرى عالمية وتوظيفهم بمميزات عالية... كما يشير إلى مساعدي الطيارين السعوديين الذين رفعت الإدارة مستواهم التجريبي لأكثر من خمسة آلاف ساعة طيران دون أن تتم ترقيتهم... ويصف كل ذلك بأنه محير ومحزن.. وأضيف ربما لو صح الأمر فهو يعد كذلك محبطاً بالتأكيد!!
* (الدكتور عمر) تعليقاً على مقال (أنشطة تجارية محظورة على النساء) يقول: (اسمحي لي أن أعقب فيما يختص بالغرفة التجارية فهي من وجهة نظري للكبار فقط أما الصغار فلا حظ لهم فيها سوى تسديد الرسوم السنوية)... ويشتكي من رسوم فسح البضائع حيث كان رسم فسح أي بضاعة من وكالة السفن هو 10 ريالات ارتفعت إلى 20 ثم 30 ثم 50 حتى وصلت إلى 150,,. كما أن تأمين الحاوية كان بضع مئات من الريالات حتى تسترجع الحاوية بعد إفراغها في مستودع التاجر وإذا وجد بها أي عيب يقتطع من مبلغ التأمين الذي أصبح الآن بين 2000 و3000 ريال دون وجود رقيب أو حسيب... ويشير إلى أنه إذا استورد تاجر صغير بضاعة وفتح اعتماداً عن طريق البنك فيجب أن يدفع 25% من قيمة البضاعة التي إذا شحنت من بلد المصدر وجب تسديدها عن طريق نفس البنك قبل أن يراها التاجر حتى يستخرج بوليصتها من البنك ومن ثم يفسحها من وكالات السفن حال وصول الباخرة... وسؤال القارئ هنا أن البنك يضمن للمصدر الأجنبي قيمة البضاعة لكن من يضمن للتاجر أن تصل مطابقة للشروط والمواصفات؟ وإذا أتت البضاعة مخالفة من يضمن استرجاع المبلغ للتاجر مع رسوم البنك؟ هل هي الغرفة التجارية أو وزارة التجارة؟... ويؤكد أن الحاجة ماسة إلى نشرات دورية وسنوية تصل لكافة المشتركين وتحتوي على جميع الخدمات التي تقدمها الغرف التجارية والوزارة... وتعقيبي للقارئ هو تأييد لهذه النقطة تحديداً حيث لابد من توفير معلومات مفصلة ودقيقة وتحديثها باستمرار لتكون بمتناول صغار وكبار التجار على حد سواء وهذا أضعف الإيمان لنتمكن من مواكبة النقلة التجارية التي تمر بها بلادنا.
* القارئة (نادية سليمان) تعقب على خبر نشر يشير إلى أن أمانة مدينة جدة تعتزم تأجير عدد 150 بسطة للأرامل والمطلقات لمساعدتهن على تحسين أوضاعهن المعيشية... وتتساءل هل الأرامل والمطلقات سوف يقمن بالعمل في هذه البسطات أو أنهن سيكن مطالبات بتأجيرها للعمالة الوافدة أو تكليفهم بالعمل عليها؟!... وتؤكد أنه في الاحتمال الثاني الوارد ستكون سلبيات هذه الخطوة أكبر من إيجابياتها كونها ستوفر فرص عمل للأجانب وسيترتب عليها مغادرة الأموال للبلاد ومردود بسيط جداً سيعود على المطلقات والأرامل... وتعقيبي هو الأمل بمحاولة إضفاء طابع حضاري على البسطات التي تنتشر على الأرصفة بعشوائية أو تلك التي يقتصر وجودها على الأسواق الشعبية للفئات المحدودة الدخل واستبدالها بتجهيز مساحات مغطاة على كورنيش جدة مثلاً نقتبس فكرتها من ما هو قائم على أسوار (هايدبارك لندن) حيث يسمح في كل يوم أحد لكل من يملك سلعة أو مهارة فنية ولو بسيطة ولا تتوفر له إمكانية تسويقها أن يعرضها في هذه المساحة بشكل جميل يستقطب الزائر والسائح ويشجع فئات عديدة ومن ضمنها الشباب على عرض منتجاتهم وإبداعاتهم... وجود هذه المساحات في مواقع استراتيجية مع مراعاة تجهيزها والشروط الواجب توفرها فيها سيحد من المخالفات ومن البسطات العشوائية التي تحتل الأرصفة وتشوه الوجه الحضاري لمدننا, كما أنه على صعيد آخر سيدعم سعودة البسطات ويدعم الدور الذي تقوم به البازارات الخيرية التي تعرض فيها النساء تحديداً بشكل دوري منتجاتهن إلا أنهن يكن بحاجة إلى الانتظار شهوراً أو ربما سنة حتى تتاح لهن فرصة المشاركة في بازار جديد يشاركن فيه بأعمالهن لأيام معدودة فقط يعود بعدها هذا الإنتاج إلى التخزين لعدم قدرة صاحباته على افتتاح محلات خاصة بإيجارات باهظة الثمن.
* المهندس (عادل الغامدي) تعليقاً على مقال (جدة, مشاهدة على طريق السياحة) فاجأني بتحدٍ يؤكد من خلاله أنه يملك الحل الأكيد لمطبات جدة ويقول بأن هذا الحل لا يتطلب سوى مساحة 10*10سم في صحيفة لمدة 6 أشهر مع استعداده للتكفل بكافة مصاريف فشل هذه المحاولة... ويذكر أن فكرته -التي لم يصرح عنها- مقتبسة ومطورة من فكرة شاهدها في إحدى الدول الأجنبية... اللطيف أنه أرفق طلبه بمقال ساخر صادر عن جمعية (سيارة في مطب الريح) التي كشفت عن أن في جدة (مطب لكل مواطن), كما أنه صنّف أنواع المطبات ومنح كلا منها تسمية خاصة معتبراً أن هناك علماً جديداً يجري استحداثه هو علم (المطبولوجي) وأنه مواكبة للتطور الإلكتروني تم إنشاء شبكة كمبيوتر تربط بين المطبات وفي حال هروبك من أحدها يتم الاتصال بالمطب المقابل ليترصّد بك.
* تعليقاً على مقال (المستر- رجالات) أو النساء المسترجلات يتمنى القارئ (عبدالله الأحمدي) أن يكون طرح هذا الموضوع الشائك خطوة لدراسة هذه الظاهرة وما يقابلها كذلك في المجتمع الذكوري... معتبراً أنها كوارث كفيلة بسحق الجنس البشري السوي... ومتسائلاً هل ملّ الإنسان من فطرته? وما هي العناصر المكونة لهذه الانتكاسة؟... كما أنه يختلف معي في إمكانية أن تجد العيادات النفسية حلولاً لهذه الحالات معتبراً أن تفعيل الرقيب الذاتي عند الأفراد هو الأهم... وتعقيبي أنه على كل حال الاعتراف بوجود مشكلة هو أول الطريق لحلها وقد كانت العيادة النفسية هي الحل المقترح نظراً لأن الحالات التي تعرّض لها المقال لا تعاني من مشاكل بيولوجية ولكنها تعاني من اضطراب عقلي بالتأكيد!!
* رئيسة تحرير مجلة (عربيات) الإلكترونية
[email protected]
المصدر: جريدة عكاظ