يوميات صحافية
لامتني إحدى الصديقات على فكرة نشر يومياتي الصحفية متسائلة إن كنت أرى في مسيرتي شيئا يستحق الكتابة؟! وفي الواقع لست أرى فيها إلا تجربة حلم كان كلما يتعثر يدفعني إلى التفكير في جدوى الوقوف خلفه من جديد لتحريكه خطوة إلى الأمام.
هذه السطور التي سأنشرها تباعاً، لا يمكن تصنيفها بالعمل الأدبي، كما لا يمكن أن ترقى للمقال، إنما هي بعض المحاولات لقراءة العالم من حولي حينما كنت في أوائل العشرين، كتبتها في أجندتي الخاصة كيوميات لأرصد التغيرات التي طرأت عليّ وأراقب ردود أفعالي.
حاولت إعادة صياغتها ففشلت في تقمص شخصية الفتاة التي كانت تصحب والدتها معها في معظم اللقاءات الصحافية التي تقوم بها، فتاة كانت ترتبك عند توجيه سؤال، وتلجأ إلى ورقة تقرأ منها سيناريو المحادثة الهاتفية بدءا من التحية إلى الوداع، لذا فها أنا اعترف بأن هذه اليوميات ليست سوى واقع عشت فيه الحلم ورأيت من خلاله تطور شخصيتي ونمو أفكاري.
وكما اغتيلت فكرة العمل الصحفي في معمل الكيمياء الذي كنت أقف فيه لساعات أثناء دراستي الجامعية، ولدت من خلاله أيضا بعد تخرجي من الجامعة وإيثاري الالتحاق بإحدى الصحف في مدينتي، أذكر جيداً حواري مع الأستاذ عبد المحسن البدراني مدير مكتب عكاظ في تلك الفترة، والذي نبهني في لحظة تسول للمعرفة إلى أن الصحيفة هي أكبر جامعة يظل يتعلم من خلالها الصحفي الفنون والأشكال الصحفية بقوله "افتحي الصحيفة وتعلمي"!.
كنت أطرح وأجمع أفكاري أمام إنسانة عظيمة آثرت أن تناقشني وتفتح لي أبواب الأفكار الموصدة، فعلمتني أبجديات الحلم والعمل في وقت كنت أظن فيه أن استعدادي للتعلم ميزة، فاكتشفت أن المعرفة لا تنحصر في درس نحصل عليه ولا تؤتي ثمارها إلا من خلال فشلنا ونجاحنا، وأن الطرق جميعها مفتوحة وأن العظماء فقط من يمنحوننا الشموع لنضئ بها الطريق كي لا نتعثر!
ومن خلال هذه الزاوية التي ستنشر أسبوعيا أجدد الولاء والطاعة لصاحبة الجلالة التي أدين لها بكل ما طرأ على شخصيتي من تغيرات إيجابية بينما أبرأها من كل الصفات السلبية والتي التصقت بشخصيتي خلال مشواري الصحفي!!