في ختام منتدى جدة الإقتصادي الثاني
على هامش فعاليات أيام منتدى جدة الإقتصادي ، تحدث السيد لؤي هشام ناظر ، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة ناظر ، وأحد المتحدثين الرئيسين في منتدى جدة الإقتصادي لعام 2001م في المؤتمر صحفي الذي أقيم في اليوم الثالث والأخير من أيام هذا الحدث العالمي الهام.
في البداية سئل الأستاذ لؤي ناظر عن رؤيته للمنتدى من وجهة نظره بصفته أحد المشاركين فيه .
أجاب السيد لؤي قائلاً في البداية إسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر والتهنئة منظمي منتدى جدة الإقتصادي لعام 2001م على الجهد الكبير الذي بذلوه لإخراج المنتدى على المستوى ة اللائق بسمعة المملكة . وأوضح بأن المنتدى يعد تجربة ناجحة للغاية ، وأن المنتدى في حد ذاته لا يمثل غاية بل أنه أحد الوسائل الفعالة لتوعية رجال الأعمال بأهمية تسخير وسائل التقنيات الحديثة في الإقتصاد والإستعداد لدخول عصر الأعمال الإلكترونية . حيث تم التركيز في جميع الجلسات على أهمية تفعيل دور القطاع الخاص في دفع عجلة الإقتصاد السعودي والإستفادة قدر الإمكان من خبرات الدول المتقدمة وإنجازاتها في هذا المجال.
وعن درجة التجانس التي توفرت للمنتدى لاسيما في ظل مشاركة وفود متعددة تمثل إتجهات رؤى إقتصادية مختلفة ، قال السيد لؤي أن هذا التنوع يحسب للمنتدى خاصة مع وجود عدد كبير من الخبراء والأكاديميين الذين قاموا بعرض أرائهم وخبراتهم المختلفة وهو ما سيمكن رجال الأعمال والقائمين على القطاع الحكومي وصناعي القرار في المملكة من تحديد موقعنا على خريطة الإقتصادية للعالم كي ندرك أين نقف بالتحديد . كما أشار أن المتابع لفعاليات المنتدى يدرك بأن القائمين على تنظيمه قد وفقوا في إختيار المحاورين والمناقشين من بين من يجيدون اللغة الأم للمتحدثين الرئيسيين.
وفي إجابته عن تساؤل أحد الحضور حول معوقات نمو التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية ، أوضح بأن المملكة تتوفر فيه كل الأمكانات اللازمة لنمو التجارة الإلكترونية بشكل كبير ، بالإضافة إلى وجود رغبة هائلة لدى المسئولين ورجال الأعمال في تطوير هذا القطاع منوها بأن المملكة تسير الآن على الطريق الصحيح في هذا الإتجاه . وفي نفس الوقت فقد شدد السيد لؤي على أهمية توفير وسائل التقنيات الحديثة من أجهزة الحاسب الآلي وإمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت إلى المواطنين في المنازل بشكل واسع بما يدعم مسيرة التجارة الإلكترونية.
وعندما سئل عن ما إذا كان هناك تعارض بين وجهات النظر التي عرضت في المنتدى ممثلة في الإتجاهات العالمية المختلفة ، والإقتصاد السعودي بما يتمتع به من خصوصية . قال السيد لؤي أن المشاركين جاءوا ليعرضوا تجاربهم ووجهات نظرهم ليس أكثر وليس لأحد وصاية علينا ولا يستطيع أحد فرض رأيه على المملكة بتبني هذا الإتجاه أو ذلك ، فنحن أعلم الناس بوضعنا الإقتصادي وما يمكن أن يناسبنا فنستفيد منه وما لا يتناسب معنا لإعتبارات مختلفة فنرفضه . وهذا في حد ذاته ينفي وجود أي تعارض ، منوهاً بأن المنتدى يبشر بظهور أجيال جديدة من رجال الأعمال في المملكة قادرين على إتخاذ المزيد من الخطوات الهامة نحو الإنفتاح الإقصادي والتعامل مع معطيات العصر.
كما رد السيد لؤي على سؤال حول رؤيته للتجربة الإقتصادية الأقرب والأنسب للتطبيق في المملكة وهل هي التجربة الأمريكية أم الأوربية أم اليابانية أم تجربة النمور الإقتصادية الآسيوية ، قائلاً أنه ليس هناك تجربة بعينها يمكن تبنيها بالكامل بل أنه يرى إمكانية المزج بين مزايا جميع هذه التجارب جميعاً لنبدء من حيث ما إنتهى إليه الآخرون . فلو تمكنا من تحقيق ذلك نكون بالفعل قد حققنا إنجازاً كبيراً.
وفي معرض إجابته على سؤال حول ما إذا كانت قوانين الإستثمار الأجنبي في المملكة تلبي رغبات وتصل إلى مستوى طموحات المستثمرين الأجانب في الوقت التي تقوم فيه عدد من الدول المجاورة بتقديم تسهيلات كبيرة لإجتذاب رؤوس الأموال والإستثمارات الأجنبية إليها ، أشار السيد لؤي بأن هناك خطوات جادة تم تبينها بالفعل في هذا الإتجاه ، ومن ضمن ذلك إنشاء الهيئة العامة للإستثمار في المملكة العربية السعودية ، كهيئة متخصصه لها صلاحيات لتطوير الأداء الإستثماري في المملكة ، وهو ما يعد دليلاً على أننا نسير على الطريق الصحيح الذي لا يزال طويلاً أمامنا . كما أوضح أن هناك دول مجاورة تقدم المزيد من التسهيلات للمستثمرين الأجانب بالفعل إلا أن السوق السعودي يبقى متميزاً دائماً وأكثر إغراءً للمستثمر بما يتمتع به من حجم كبير يفوق معظم الأسواق المجاورة ، والقوة الشرائية الهائلة ، وهما عنصران لا يمكن لأي مستثمر إغفالهما ببساطة.لكن تبقى هناك الحاجة والضرورة لتهيئة المناخ وأعطاء المستثمر الثقة دائماً.
وأجاب السيد لؤي عن سؤال آخر يتعلق بمدى نجاح المنتدى في العمل على جذب الإستثمارات الأجنبية ، بقوله أن المنتدى لا يهدف إلى جذب الإستثمارات الأجنبية بقدر ما يهدف إلى توعية رجال الأعمال والمسئولين في القطاع الحكومي بالمملكة وإطلاعهم على آخر المستجدات التي تدور من حولنا في العالم . وبصفة عامة فإن جذب الإستثمارات لا يكون إلا من خلال وضع أنظمة وقوانين تعطي الثقة للمستثمر وتشجعه على الإستثمار في المملكة.
وإختلف السيد لؤي مع الرأي القائل بأن المنتدى هو مجرد تجمع نخبوي وأن القضايا التي يعالجه بالغة التعقيد في محاولة لضفاء صبغة منتدى دافوس الإقتصادي بدلاً من التركيز على هموم وقضايا الإقتصاد المحلي ، حيث أشار أن المنتدى يضم مجموعة كبيرة من الأكاديميين وأهل الخبرة على السواء في محاولة لتغيير مفاهيم القطاع الخاص والقطاع الحكومي وصانعي القرار لإعادة هيكلة الإقتصاد السعودي ومواكبة الركب العالمي . كما رفض الإدعاء بتغييب البعد السعودي وتهميش المشاركة السعودية إلى الحد الأدنى قائلاً بأن الجانب السعودي له تواجد كبير في المنتدى ممثلاُ بقوة من جميع القطاعات . وأن المنتدى إذا إستطاع أن يشكل مفهوم موحد لدى شريحة من شرائح المجتمع ، فإنهم بدورهم سيعملون تلقائياً على التأثير على صانعي القرار ، ومن ثم إحداث التغيير إلى الأفضل بكل هدوء وعمق . وكرر السيد لؤي بأن السعوديين هم أعلم الناس بإقتصادياتهم من غيرهم وأنهم قد إستفادوا كثيراً بوجود الجانب الأجنبي في المنتدى.