في حوار اختار أن يكون غير تقليدي تماماً كما هي أعماله متميزة ومختلفة....ومن داخل عالمه الخاص(مرسمه)الذي تولد فيه ابداعاته،اختار أن يطل على قرائنا من نافذة جديدة مليئة بالإثارة....الفنان ضياء عزيز ضياء ومشوار طويل مليء بالإنجازات ورؤية خاصة للفن الراقي عندما يصبح هواية وحالة حب بعيدة عن التجارة....فاللوحة بالنسبه له هي الإحساس والعمق في المعاني هو ما نجح لأن يصوره بريشته وألوانه...
وهاهو اليوم يحكي عن قصته مع محبوبته....
من المعروف أنك اقتحمت عالم الفن منذ مايقارب الأربعين عاما فكيف اتجهت إلى هذا المجال ؟ وماهي المصاعب التي واجهتك فيه؟
أكثر ما جذبني إلى الفن والدتي فقد كنت أراها وأنا صغير ترسم على الأقمشة وأتعجب كيف تتمكن أناملها من إخراج هذا الجمال وكذلك الوالد رحمه الله شعر بشغفي بفن الرسم وكان يحضر لي من سفرياته الكتب المتخصصة لصقل موهبتي.... ولم تكن مسألة ممارسة الرسم سهلة فقد كنا نشتري قماش التيل ونقوم بدهانه بالدهان الأساسي الأبيض ليصبح صالح للرسم ثم نشده على الخشب، أما الألوان لم تكن متوفرة الأنانيب التي ترونها الآن بل كانت عبارة عن بودرة زينك تستخدم لدهانات البيوت فكنا نحضرها ونخلطها مع الزيت لعمل ألوان زيتية وكانت ألوان محدودة والفرش كذلك كانت بدائية جداً لكن هذه المصاعب علمتنا الكثير.
ماذا كان ضياء عزيز ضياء يرسم في ذلك الوقت؟
في البدايات كنت أرسم لوحات لكبار الفنانين وأعتقد أنها المرحلة التدريبية التي لابد أن يمر بها كل فنان حتى بالتدريج يستطيع أن يحدد المسار الذي يناسبه ويجد نفسه فيه ويبدأ بعدها بالرسم بشخصية متميزة عن غيره.
إذن إلى أي مدرسة فنية تنتمي؟
أعتبر نفسي انطباعي واقعي حديث .
من المعروف أن والدك رحمه الله هو من أعلام الشعر والأدب في الوطن العربي وكذلك دائماً هناك ارتباط بين الرسم والشعر،فكيف تجد علاقتك بهذا المجال؟
بالنسبة للوالد رحمه الله فعلى العكس لم أحاول تقليده في هذا المجال ربما لأنني أعلم أن محاولة الابن لاتخاذ المسار الفني وتقليد مواهب والده يؤدي إلى فشله في جميع الأحيان ولم أكن لأقدر على الوصول إلى ما وصل إليه في عالم الأدب....وربما أيضاً لأن تركيبة عقلي أشعر أنها أقوى بصرياً فأجد نفسي أقل تفاعلاً مع الأمور اللغوية ويصعب عليّ حفظ القصائد والنصوص لكن في بعض الأحيان عندما أستوعب معنى معين من القصيدة أقوم برسمه مثل قول امرئ القيس: وواد كجوف العير قفر قطعته به الذئب يعوي كالخليع المعيل عندما سمعت هذا البيت تجسد في مخيلتي مباشرة وتحول لصورة قمت برسمها. وقد رسمت أكثر من لوحة شعرية لنفس الشاعر .
من الملاحظ تأثرك الكبير بالبيئة والمدن التي عشت فيها مثل أبها وجدة ومكة والعديد من المواقع الأخرى . فهل اختلاف المواقع وترحال الفنان يساهم في إبداعاته ؟
هذا صحيح وأنا أحب أن أحتفظ بالذكريات الجميلة وليس فقط المواقع لكن حتى القطع التي استخدمها عندما ينتهي عمرها الافتراضي أقوم برسمها أحيانا خاصة إن كانت عزيزة على قلبي لأشعر أنني خلدتها....وعودة إلى تأثر الفنان بالترحال والإنتقال فلدي مخطط لعمل جولةكاملة براً في مدن المملكة لأرسم عدد من اللوحات في مواقعها وقد تستغرق الجولة من 6 أشهر إلى سنة.
هل هناك لون محدد يستهويك؟
لا أدري لكن المتتبعين للوحاتي يعتقدون أنه اللون (الموف) وربما السبب في ذلك أنه لون الظل واللون المضاد للضوء.
للضوء سحر خاص في أعمال الفنان ضياء عزيز ضياء وهناك معاني مختلفة استطعت بمهارة أن توظفه للتعبير عنها فما تقول عن ذلك؟
بدون الضوء تنعدم الرؤيا وبدون التأثيرات الضوئية اللونية تفقد اللوحة روحها وحيويتها...من جهة أخرى قد يرى البعض أن له معاني من استخداماتي له في لوحات ليعبر عن رحمة الخالق أو مصدر انبعاث الوحي لكن جميع المعاني عندما يكون الفنان في حالة انسجام أثناء الرسم تتجسد تلقائياً ولا تكون مقصودة.
وماذا عن البحر؟
البحر يشدني كثيراً وجماله في أنه متغير ومتجدد مثله مثل النار لايمكن أن تجد لهبها متماثل ،هكذا هي الأمواج لاتثبت وتتدرج ألوانها بشكل ساحر وهذا مصدر جاذبيتها للفنان.
مارأيك في الفن المعاصر والذي تشطح فيه محاولات البعض للغموض حتى يصبح من المستحيل على الإنسان العادي أن يفهم أي شيء من اللوحة؟
المبالغة في محاولة الغموض كمعنى والتجريد كشكل بدون دراسة حقيقية يوقع الإنسان في مأزق ويؤدي لأن تصبح أعماله مسموعة أكثر منها مرئية ، بمعنى أنها لا معنى لها إلا إذا شرحها وهذا من وجهة نظري ضعف لأن اللوحة لابد أن تعبر عن نفسها بشكل يشد المشاهد ويؤثر فيه عاطفياً ومعنوياً،وليست المسألة أن أحد المدارس الفنية أفضل من غيرها لكن المهم أن يتحقق معنى الإبداع في المسار والمدرسة التي تناسبك وتعتمد على الصورة وليس على مايصاحبها من تأثير صوتي تقوم به للشرح عن المعاني المقصودة منها....وبشكل عام أنا لا أحب أن يشرح الفنان أعماله لأن ذلك قد يشوه اللوحة ومن الأفضل أن تترك الإنسان يتأملها ويشعر بها بطريقته،والمسأله أشبه بالقصيدة والأغنية فاللحن والأغنية قد يخدمان القصيدة وقد يطمسان معانيها.
لك تجربة في الرسم السريالي والتجريدي لماذا لم تتكرر؟
نعم، في الواقع هي تجربة قديمة لكن لا أدري لماذا شعرت كأنني أمشي برجل مبتورة أو كأن هناك تعبير يريد أن يخرج لكنه يوأد قبل أن يرى النور ولم أجد نفسي كثيراً في هذه المدارس .
إلى جانب الرسم لك أعمال رائعة في مجال النحت فمتى وكيف بدأت علاقتك به؟
كان ذلك في أكاديمية الفنون في إيطاليا عندما وجدت جميع الطلاب يعملون على قطع متشابهة ولم أفهم وقتها لماذا ولم اسأل عن السر وأكملت عملي على شيء مختلف حتى سألني أحد أساتذة الأكاديمية إن كنت أرغب بالاشتراك في المسابقة وشرح لي أنها لاختيار أفضل نحت وأن الفائز له جائزة كبيرة،ولم يكن تبقى على موعد التسليم إلا يومان فرفضت ولكن أصرت عليّ ليلى زوجتي للمشاركة وهي بالمناسبة فنانة ودفعتني للاشتراك والمحاولة واشتركت إكراماً لها وأنا عندي قناعة أنني لايمكن أن أفوز لأن المتقدمين هم متخصصون في النحت ومن مختلف اكاديميات إيطاليا ،وسلمت قطعتي ونسيت الموضوع لأتفاجأ بعد حوالي 3 أشهر بإعلان النتيجة وفوزي في المسابقة بالجائزة الأولى ومن هنا بدأت علاقتي بالنحت واستمرت إلى الآن.
يبدو أن لزوجتك دور في مسيرتك الفنية فهل هذا الدور مستمر إلى الآن؟وهل هي ممارسة للفن؟
لها دور كبير وهام جداً فهي فنانة ودارسة تقف إلى جانبي منذ أيام الدراسة وإلى اليوم، لكنها ليست ممارسة وأعتقد أنها الخط الأول بالنسبة لي كناقذة وأهتم برأيها والذي يكون في كثير من الأحيان صائب.
عندما يتحدث الفنان عن لوحاته نشعر أن لحظات الرسم هي موعد خاص بين الفنان ومحبوبته التي يبوح لها بكل ما يخفيه بداخله فيخرج التعبير بطريقته الخاصة على شكل صور وخطوط....هل شعرت أن بعض أعمالك تعبر عن حالات أو مشاعر خاصة وفضلت أن تحتفظ بها لنفسك وليس للعرض؟
هناك بعض اللوحات أعتبرها خاصة وأحب أن أحتفظ بها لنفسي ولكنها قليلة جداً فالفنان مثل أي إنسان آخر له خصوصيته ومشاكله وأحزانه التي قد يعبر عنها ، وبشكل عام أنا بطبعي صريح ولا أحب أن أخفي الكثير.
كان هناك بعض اللغط حول تصميم بوابة مكة فما القصة؟
كنت أعمل في ذلك الوقت في مؤسسة معمارية وكان أول عمل هو مسابقة بوابة مكة وتوليت المهمة ورسمت التصميم الذي ترونه الآن لكن حدث خلاف مادي فيما بيني وبين صاحب المؤسسة و لأهمية المشروع استمرينا حتى نهايته ثم تركت العمل معهم وتفاجأت بإنكار صاحب المؤسسة أنني صاحب التصميم ورفعت بهذا الشأن قضية حققت فيها وزارة الإعلام بأمر من الملك فهد حفظه الله وفي النهاية اتضحت الحقيقة وانتهى الأمر.
بعد اقتحام الإنترنت لحياتنا واتجاه الفنانين لإنشاء مواقع خاصة بهم على الشبكة هل تفكر بالتواجد وعرض أعمالك وسيرتك في موقع يحمل اسمك؟
بالفعل هذا ما بدأت بعمله وقد سجلت اسم الموقع وبدأت بتعلم خطوات التصميم والبرامج الخاصة بذلك ومتى ما انتهيت من العمل سيكون بمتناول الجميع.
أهم المشاركات والجوائز والإنجازات:
حاز على الجائزة الأولى لتصميم الميدالية الذهبية بمناسبة مرور خمسون عاماً على هيئة تموين الأشغال العامة بروما سنة 1970م. التي نظمتها أكاديمية الفنون الجميلة بروما .
حاز على دبلوم وكأس " أحسن فنان أجنبي " في المسابقة الدولية للرسم ( Oderisi da Gubbio ) والتي نظمتها الأكاديمية الدولية للثقافة والرعاية ، بروما في 18 مارس 1971 م .
حاز على الميدالية الفضية في مسابقة ( الرسم والنحت أبيض واسود ) SATURNIA TELLUS في 24 مارس 1971 م للعمل الفني ( رسم ذاتي ) .
حاز على دبلوم استحقاق فني رفيع في المسابقة ( CARNIVALE 71 ) للوحة ( LA PALMA ) " النخلة " بروما في مارس 1971 م
حاز على دبلوم استحقاق فني في ( البينالي الدولي للفن المعاصر ) بروما في 18 أبريل 1971 م .
حاز على الميدالية الفضية في المسابقة الدولية للرسم ( CAMPIDOGIO OGGI ) بروما في 1 يوليو 1971م.
حاز على الجائزة الأولى لتصميم شعار ( شركة السلام للطائرات ) بالرياض في نوفمبر 1988 م.
حاز على الجائزة الأولى لتصميم شعار ( أمانة مدينة جدة ) بجدة سنة 1991 م.
المعارض الجماعية الدولية :
شارك في معرض بينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية " الدورة الثانية " في ديسمبر 1988 م .
شارك في معرض الفنانين الإسلاميين المعاصرين الذي أقيم في الأردن / أكتوبر 1988 م و لندن 1989م وعدد من الدول العربية والإسلامية والغربية .
الإنجازات :
قام بتصميم ( بوابة مكة المكرمة ) طريق جدة مكة السريع / سنة 1979 م .
قام بنحت مجسم النادي الأهلي الرياضي بجدة عام 1985م بتكليف من صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز
قام بنحت مجسم ( حلم الإنسان ) مايو 1981 م . ثم قام بتنفيذه من قطع غيار الطائرات سنة 1993 م أمام مبنى الخطوط السعودية بالخالدية بجدة .
قام بتصميم وتنفيذ ( RELIEF ) واجهة مبنى الخطوط السعودية بالخالدية بجدة ( PRECAST ) سنة 1993 م بتكليف من الخطوط السعودية .
قام بتصميم (هدايا الذكرى الذهبية ) بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشاء الخطوط السعودية ، وهى على مستويات ثلاثة / مستوى مقام خادم الحرمين الشريفين / مستوى أصحاب السمو الملكي الأمراء / مستوى معالي الوزراء . سنة 1995 م بتكليف من الخطوط السعودية .
قام بتصميم (كأس الأمير سلطان ) بمناسبة المهرجان الرياضي / الذكرى الذهبية للخطوط السعودية سنة 1995 م
قام بنحت مجسم ( السلام ) لمعرض فروسية بالرياض / بمناسبة الذكرى المئوية للمملكة العربية السعودية سنة 1995 م بتكليف من مكتبة الملك عبد العزيز / صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله .
قام بنحت مجسم ( أرض الأصالة ) لسفيرنا في روما سمو الأمير محمد بن نواف سنة 1998م
قام بتصميم وتنفيذ الواجهات المطلة على ساحة مطار الطائف سنة 1976 م. بتكليف من الطيران المدني .
قام بتصميم ( RELIEF ) واجهة مطار الرياض سنة 1976 م . بتكليف من الطيران المدني
قام بتصميم (RELEIF ) نهضة المملكة حفر خشب سنة 1400 هـ / 1979 م الحرس الوطني / الرياض .
قام بنحت مجسم ( النسر ) برونز بتكليف من الشيخ ناصر العساف.
قام بتصميم و تنفيذ مجسم ( مركز التدريب ) الخاص بوكالة الحرس الوطني بالمنطقة الغربية بأم السلم سنة 1997 م . بتكليف من سمو الأمير فيصل بن عبد الله / وكيل الحرس الوطني بالمنطقة الغربية .
قام بتصميم مجسم ( المسيرة ) وافتتاح مجمع الحرس الوطني بجدة ، والذي يواكب الذكرى المئوية للمملكة العربية السعودية سنة 1999م