المرأة العربية تسجل حضورها في منتدى العلوم والتكنولوجيا
بالقاهرة كانت شهادة نجاح للمرأة العربية سجلها انعقاد المنتدى الفكري العربي الذي استضافته مصر تحت شعار ( المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا ) حيث تم استعراض أوراق عمل تؤكد أن المرأة العربية لم تعد بعيدة عن هموم النهضة التكنولوجية لوطننا العربي .... وقد رفع المنتدى مطالب أهمها رسالة إلى الحكومات تطالب بإدراج شئون المرأة في خطط النهضة العلمية والدفع بعناصر نسائية في المراكز القيادية وفتح قنوات الاتصال العلمي للمرأة مع مراكز الأبحاث وطالب المنتدى وسائل الإعلام بإبراز دور الباحثات العربيات في نهضة المجتمع ... هذا وقد افتتحت المنتدى السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية.
عاشقة الأرض
في اليوم الثاني من أيام منتدى المرأة العربية وعلوم التكنولوجيا قدمت سمو الأميرة الدكتورة / مشاعل بنت محمد آل سعود ورقة عمل عن دور المرأة السعودية في استخدام العلوم والتكنولوجيا في التنمية البيئية وهي التي عرفت نفسها بأنها عاشقة للأرض إلى حد الانتماء .
وأكدت الدكتورة مشاعل أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا كلية الآداب – جامعة الملك سعود والمعارة حاليا بمعهد بحوث الفضاء بمدينة الملك عبدا لعزيز للعلوم التقنية أن مشاركة المملكة العربية السعودية في المنتدى قد جاءت استجابة وتفاعلاً مع قضايا المرأة العربية لعرض وتحليل دور المرأة السعودية في مجال الدراسات البيئية من أجل التنمية المستدامة التي ترتكز على كيفية مواجهة المخاطر والكوارث البيئية باستخدام وتطبيق الأساليب والتقنيات العالمية المعاصرة من خلال عرض نماذج بحثية تطبيقية حية في مجالات مختلفة للدراسات البيئية .
وتضمن عرض الدكتورة على أربع محاور رئيسية :
المحور الأول: ويتناول ماهية العلوم والتكنولوجيا وواقعها في المملكة العربية السعودية حيث يتناول مفاهيم وأسس العلوم والتكنولوجيا ومتطلبات التطوير التكنولوجي، ومعوقاته، وعيوبه ثم حرصت على توضيح الواقع والاتجاهات المستقبلية للبحث العلمي في المملكة العربية السعودية مع التركيز على التعريف بمهام وأدوار القلعة العلمية الرائدة في المملكة العربية السعودية ألا وهي مدينة الملك عبدا لعزيز للعلوم والتقنية.
المحور الثاني: ويتضمن مفاهيم وسمات التنمية البيئية، والبشرية مع التطبيق على واقعها في المملكة العربية السعودية في ظل مسيرة التطوير الحضاري التي تشهده.
المحور الثالث: ويتضمن توضيح لمخرجات التعليم النسائي، والتوزيع الديموغرافي ومشاركات المرأة السعودية في مجالات العمل المختلفة: الحكومي، والعمل الخاص، والعمل التطوعي، كما تناولت المشكلات والحلول في هذه المجالات المتعلقة بعمل المرأة السعودية.
المحور الرابع: وهو يعتبر صلب الدراسة فهي نماذج حية من مشاركات المرأة السعودية في مجالات التنمية البيئية مستخدمة أرقى الأساليب العلمية والتقنيات المتطورة كالاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية GIS والأساليب الجيولوجية والجيوفيزيقية، والمسح الجيوديسي المتطور. وغيرها، وتنسجم هذه النماذج المفروضة مع فسيوجرافية أرض المملكة العربية السعودية كصحاري ممتدة يقطعها الوديان الجافة وتنتابها مخاطر بيئية.
وإيحاءا من ذلك فقد قسمت المشكلات البيئية البارزة إلى ثلاث مجالات: في مجال مكافحة التصحر: تعرض في ذلك نموذجين تطبيقيين، أحدهما في صحراء الدهناء والآخر في واحة الإحساء، والمجال الثاني هو تنمية الوديان الجافة وتعرض في ذلك: نموذجين آخرين أحدهما في مورفومترية وادي نساج بالرياض، والآخر عن مخاطر السيول في وادي ضلع بعسير وأما المجال الثالث فهو المخاطر البيئية حيث تعرض نموذجين أحدهما لمخاطر البراكين والزلازل في المدينة المنورة، والآخر عن الإنهيارات في المملكة العربية السعودية.
وأثبتت الدراسة التي قدمتها الدكتورة مشاعل بصورة جلية موثقة أن المرأة السعودية استطاعت أن تقوم بدور عظيم وضخم وإيجابي في نهضة الوطن، إضافة إلى رسالتها الفطرية الأساسية في بناء كيان أسري متماسك .... كما أشارت أيضا إلى أن النساء هن شقائق الرجال، ولا يستطعن أن يقمن بهذا الدور إلا من خلال تحصيل العلم النافع المفيد والتدريب والتخطيط الواعي والسعي الدؤوب إلى النجاح الدائم الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ونبذ سراب الشهرة والثراء، مستشهدة بتاريخ المرأة المسلمة الذي يعتبر من أشرف وأجل الصور العالمية لدور المرأة وتفاعلها مع الحياة نهضة وتقدما .
وقد سجل الحضور إعجابهم بطرح الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد والتي استقبلت بعد الانتهاء من ورقتها العديد من التعليقات والمداخلات المؤيدة لضرورة أن تستفيد المرأة العربية من تكنولوجيا المعلومات ... من بينها مداخلة ( نانسي بكير ) من وفد البحرين والأمين العام المساعد للجامعة العربية والتي طالبت خلال كلمتها بضرورة دعم الحكومات للمرأة في مجال علوم التكنولوجيا ... كما طالبت ( د. سعاد عبد العزيز الفريح ) من وفد الكويت أن توفر الجهات المعنية الاعتمادات المالية الكفيلة بمساعدة المرأة العاملة في هذا المجال .
من جهة أخرى صرحت سمو الأميرة مشاعل للصحفيين عقب انتهاء كلمتها بأن مشاركة المملكة العربية في المنتدى لا تعتبر الأولى من نوعها للمرأة السعودية التي سبق لها وأن سجلت مشاركات مشرفة في عدد من المؤتمرات والمنتديات العالمية ، وأكدت أن المرحلة القادمة سوف تشهد انطلاقات عديدة للمرأة السعودية في شتى العلوم ... مضيفة إلى ذلك أهمية مشاركة علماء الأمة العربية بالأبحاث التي تهدف إلى خدمة البشرية .... وأكدت عشقها للصحراء التي ترى فيها ألوان متعددة على خلاف من يرى أن للصحراء لون واحد هو لون رمالها.
وكانت سمو الأميرة قد أجابت على عدد من اسئلة الحضور منها :
ما الأهداف التي حرصتم من أجلها على المشاركة في منتدى المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا الذي تستضيفه القاهرة خلال هذه الأيام؟
هناك العديد من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها من وراء مشاركتنا في منتدى المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا في مقدمتها مد جسور التواصل مع السيدات العربيات اللاتي يمثلن بلدانهن في هذا المنتدى ويعملن في مجال التكنولوجيا والمعلومات لأن أكثر ما يحزنني أننا كأبناء أمة واحدة نشترك في عادات وتقاليد وثقافات واحدة ولدينا هموم مشتركة ولكننا نعيش في حالة اغتراب شديدة لا يعرف بعضنا البعض والمثير للدهشة أننا نجد الغرب يعرف عنا أكثر ما نعرف عن أنفسنا.. ومن أهم الأهداف أيضا التي دعتنا للمشاركة في أعمال هذا المنتدى هي التعرف على التجارب والخبرات العربية في مجال تنمية المرأة على الصعيد التكنولوجي كما نحاول استغلال فرصة وجود هذا التجمع العربي النسائي الذي ينصب اهتمامه على أوضاع المرأة العربية في ظل ثورة المعلومات والاتصالات لفتح آفاق التعاون مع جميع الدول العربية في هذا المجال.
بالرغم من حرص المنتدى على وضع المرأة العربية على خريطة التكنولوجيا العالمية إلا أن الواقع يؤكد أن المرأة العربية بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص تواجه العديد من الصعوبات التي تحول بينها وبين الانخراط في مجتمع المعرفة ، ما تعليقكم ؟
بالفعل هناك العديد من الصعوبات التي تعوق طريق المرأة العربية نحو التكنولوجيا ومنها الأمية والمستوى الاقتصادي وغيره ذلك من العقبات وهذا ما نحاول أن نطرحه من خلال المنتدى أما بالنسبة للمرأة السعودية فبالرغم من أنها تواجه أيضا صعوبات كثيرة إلا أن القيادة الحكيمة بالمملكة تسعى بكل قوة لتذليل كل هذه الصعوبات إيمانا منها بأن المرأة السعودية هي شريك أساسي للرجل في بناء وتنمية المجتمع السعودي.. ولذلك تأتي مشاركتنا في أعمال المنتدى العربي لبحث أوضاع المرأة في عصر المعرفة واستجابة وتفاعلا من المملكة العربية السعودية مع قضايا المرأة العربية.
هذا وقد ضم الوفد السعودي عدد من القيادات العلمية هن ( د. شيخه عاشور أستاذ الكيمياء الفيزيائية ، د. فاطمة جمجوم من جامعة الملك سعود ، ود. تحية ميمني من جامعة الملك عبد العزيز ، ود. دلال التميمي من جامعة الملك فيصل ) .
رؤى وآراء
قالت إحسان عبدالله ممثلة وزارة الاعلام الإماراتية أن حضور المنتدى كان له أثر إيجابي، وأضافت أنها تطالب الحكومات العربية بتفعيل توصيات المنتدى حتى لاتفقد قيمتها، كما طالبت بإزالة العقبات التي تواجه المرأة... وأكدت أن المرأة الإماراتية قد قطعت شوطا كبيرا نحو آفاق التكنولوجيا فخلال 3 عقود نجحت المرأة الإماراتية في استثمار الفرص المتاحة لها... وأشارت إلى أن الإناث يشكلن مانسبته 72% تقريباً من إجمالي الدارسين في الجامعة مما يعكس اهتمام الدولة بتعليم الفتاة .
وعن الاستفادة من المشاركة في المنتدى قالت : " أعتبر المنتدى فرصة جيدة لتبادل الخبرات والتجارب وكانت هناك أوراق عمل جيدة خلال المؤتمر منها ورقة عمل الأميرة مشاعل التي شاركت بها ممثلة عن السعودية والتي قدمت صورة فعلية وصادقة عن المرأة السعودية التي أثبتت قدرتها على المشاركة في التنمية الاجتماعية " .
وقالت حمدة درويش المنصوري إحدى ممثلات الوفد الإماراتي أن أكثر من فائدة تحققت للوفد الإماراتي المشارك في المنتدى من أهمها التعرف على أطر تفكير الأخريات وعلى آليات تطوير قدرات المرأة وتدعيمها في مجال التكنولوجيا .
السيدة خديجة الغريان، كاتبة الدولة لدى وزير الاتصالات التونسي ورئيسة وفد تونس المشارك في المنتدى أكدت أن المنتدى فرصة جيدة لتبادل الخبرات واكتساب المعرفة من تجارب الآخرين.
وقالت : " منتدى العلوم والتكنولوجيا يمثل أول مشاركة للمرأة التونسية ولكنها لن تكون الأخيرة ".. كما أشارت إلى أن وصول المرأة للمناصب القيادية يتطلب منها الإلمام بالعلوم التكنولوجية التي يجب أن نبدأ بالتفكير فيها بجدية حتى نصبح مصدرين للتكنولوجيا ولانكتفي باستخدامها فقط .
وتحدثت لعربيات السيدة لمياء الشافعي التي ذكرت أن تسلح المرأة بالعلم والتكنولوجيا سيسهم في الحد من ظاهرة البطالة، وأكدت على أهمية تطوير المرأة لثقافتها ومهاراتها في هذا المجال لتساير التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم.. كما تطرقت إلى دور القطاع الخاص وضرورة تحوله إلى صناعة التكنولوجيا وتصديرها من أجل غد أفضل .
وقالت سونيا عبداللطيف الجريبي رئيس الجمعية التونسية للمساعدة على البحث العلمي للشبكات الالكترونية أن حضورها كان بهدف إلى التواصل مع القيادات النسائية في الوطن العربي.. للتكاتف والتعاون من أجل تحقيق الحلم وتخطي الحواجز والحدود ... واعتبرت أن للمنتدى أثر طيب وفائدة سيحصدها المجتمع العربي في مجال التكنولوجيا ... كما وصفت ورقة العمل السعودية بأنها رد عملي مشرف على الصورة التي يحاول الغرب تصديرها عن المرأة الصورة زاعماً بأنها عالة على المجتمع بينما هي تشارك في دفع عجلة التنمية .