(ألف باء) نشر إلكتروني
مواقع الصحف الرسمية على شبكة الإنترنت تعتبر الواجهة الحضارية التي تعكس للآخرين صورة وطننا وقضايا مجتمعنا, وهي المصدر الأول للمتابعين لأخبارنا من مختلف دول العالم وكذلك للباحثين ومراكز الدراسات الاستراتيجية حول العالم. ولو القينا نظرة فاحصة عليها سنجد أن اغلبها وإن لم يكن جميعها بحاجة لإعادة النظر في آلية هذا التواجد على الإنترنت لتجاوز مفهوم (أنا موجود) إلى إثبات حضور قوي ومدروس يواكب النهضة التقنية التي نعيشها.. وقد سبق أن تطرقت الى العملية التنافسية بين المطبوعات والنشر الالكتروني وأهمية النظر إلى ذلك نظرة شمولية بعيدة المدى تضع بعين الاعتبار تطوير الأدوات وإيجاد صيغة تكاملية متطورة تخدم النشر والمتلقي لتحقيق استمرارية النجاح لكافة وسائل الإعلام المتاحة.
والمقصود بتطوير الأدوات هنا هو استيعاب واستغلال ماتتيحه لنا التقنيات الحديثة ليكون الناتج متوافقا معها ومواكبا لها وسأحاول فيما يلي أن ادرج بعض الأساسيات التي يعتمد عليها النشر الإلكتروني الناجح:
1- خاصية البحث بداخل محتوى الموقع: حيث تفقد قواعد البيانات الضخمة التي تستثمر فيها الصحف قيمتها إذا ما افتقدت لامكانية البحث فيها لاستخراج المعلومات, وقاعدة البيانات هي (الكنز) الذي ترتكز عليه مواقع النشر الالكتروني, وقد طبقت أغلب مواقع الصحف العالمية آلية تحويل عملية البحث في هذا الكنز الى عملية مدفوعة الثمن لأن من يستخدمها غالبا هم الباحثون والصحفيون والمتخصصون, بينما نجد ان النتيجة الشائعة لأي عملية بحث عبر محركات صحفنا تكون ( لا يمكن العثور على نتائج) أو تكون هذه الخاصية معطلة تماما, لخطأ في البرنامج أو مشاكل في توافق التعريب مع عملية البحث بالكلمات المفتاحية العربية أو ضعف قاعدة البيانات فلا تستوعب البحث في هذا الكم الهائل من المعلومات المنشورة.
2- خاصية توافق برامج النشر المستخدمة مع محركات البحث العالمية: تقوم محركات البحث الرئيسية على الانترنت بفهرسة الكلمات المفتاحية الموجودة بصفحات مواقع النشر. ومن المعروف أن هذه المحركات لا تلتقط الصفحات التفاعلية للبرامج بشكل تلقائي وتتطلب اضافات من قبل الشركة المنتجة للبرنامج أو المستخدمة له لتتمكن من تعريف الصفحات على محركات البحث ولتتيح للباحثين الوصول للأخبار والمقالات والمعلومات عن طريق الكلمات المفتاحية وهي الخاصية التي يطلق عليها search engine friendly URLS فإذا ما افتقدها برنامج النشر تتضاءل إمكانية وصول المتصفح لمحتويات الموقع وتنخفض تبعا لذلك معدلات الزيارة.
3-الخدمات التفاعلية: وهي مايميز الطبعة الإلكترونية عن الورقية ليتمكن القارئ من التفاعل مع محتويات وكتاب صحيفته بشكل سريع بالتعليق أو تسجيل رأيه في استطلاعات الكترونية وقدرة القارئ على التفاعل مع الصحيفة تُضاعف عادة من ارتباطه بها ومتابعته لها, مع ملاحظة أنه يوجد فرق بين إيجاد خدمات تفاعلية منفصلة وأخرى مرتبطة ارتباطا مباشرا بتخصص ومحتوى الموقع لاستثماره.
4- النشرات الالكترونية: والتي تتيح للصحيفة الوصول لصناديق القارئ البريدية فتكون مجانية بهدف الترويج للمحتوى واستقطاب القارئ لزيارة الموقع , أو تكون مدفوعة الثمن باشتراكات كما هو الحال لدى اغلب مواقع الصحف العالمية التي تتمتع بتحديث على مدار الساعة فيتم إرسال الأخبار العاجلة للمشتركين بحسب اهتماماتهم.
5- التسويق: امكانية استفادة الصحف المطبوعة من مواقعها على الإنترنت دعائيا تتجاوز إمكانيات المواقع التي ينحصر نشرها على الإنترنت فقط, كون المطبوعة لديها مسبقا وبشكل دائم معلنين من السهل تحفيزهم للإعلان على موقعها الالكتروني إذا ماتم إدراج ذلك كميزة إضافية ومكملة للإعلان على الصفحات المطبوعة مما سيساهم مع الوقت في استيعاب المعلن السعودي لجدوى الإعلان على الانترنت, والصحف العالمية اليوم أصبحت تحقق ارباحا طائلة من مواقعها تتجاوز تغطية تكاليف النشر والموقع الالكتروني.
بمراجعة ما سبق ذكره نجد أن أغلب مواقع الصحف السعودية تفتقد لجزء أو لجميع ماذكرناه فتشكل هذه المواقع بهذا الشكل عبئا على الصحيفة ولا تحقق الاستفادة لها ولا للمتلقي.. وقد نثني مؤقتا على الخطوة الأولى التي اتخذتها الصحف بالتواجد على الإنترنت لكن نتطلع الى أن نرى تفعيلا واستفادة أكبر من هذا التواجد.
*رئيسة تحرير مجلة (عربيات) الالكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ