توأم روحي
يقول علماء الكيمياء أن "الكيمياء هي الحياة" أو (LIFE IS CHEMISTRY) ... وتضيف الدراسات النفسية على هذه المقولة بأن "الحب كيمياء" أو (LOVE IS CHEMISTRY) مؤكدةً أن تناغم الأرواح ماهي إلا كيمياء عجيبة تتفاعل مركباتها بداخلنا وتنتج عنها ردود أفعال مختلفة.. لكنها خلافاً للكيمياء التي نعرفها لا تخضع للقوانين ولا المعادلات ولايملك أحد عناصر تركيبها في المختبر فهي تتفاعل تلقائياً وتعمل بداخلنا كقطب المغناطيس... تجذبنا لسين من الناس وتنفرنا من صاد من الناس... و تحرك مشاعرنا باتجاهات مختلفة... فتشكل لغة خاصة لازالت أبجدياتها غامضة.
وقد يكون العلم توصل بشكل أو بآخر إلى تفسير بعض الظواهر الناتجة عن كيمياء الحب والإرتباط... فمن الثابت والمسلم به على سبيل المثال أن الأم تشعر بأطفالها وتفهم احتياجاتهم حتى عن بعد بسبب الإرتباط الداخلي فيما بينها وبينهم.
ولكن هناك اعتقاد قديم مختلف عليه يقول أن لكل انسان نصفه الآخر وما أن يلتقي النصفان حتى يحدث نوع من تفاعل و تناغم الأرواح، ومن اللحظة الأولى تدرك أنك تعرف هذا الشخص وأن ثمة شيء ما يجذبك إليه.. احساس غالباً ما يكون مزدوج بين طرفين دون سابق انذار أومعرفة.
وربما تلتقي بنصفك الآخر وتتأكد من صحة هذا الإعتقاد... وربما لا تلتقي به وتقول ماهي الا خرافة ووهم ينسجه خيال البعض... ولكن قصص واقعية ذكرت بلسان أصحابها تؤكد أن المسألة ليست سراب ولا وهم يهيأ لنا اننا نعيشه بل حقيقة لا نتعرف عليها الا اذا عشناها، واحساس صادق يلمسه ويشعربه الطرفان في ذات اللحظه متى ما كان اللقاء مكتوب لهما.
أغلب القصص كانت تذكر موضوع النصف الآخر وتقصد به الرجل والمرأة وخلافا لما يعتقد البعض للوهلة الاولى فنصفك الآخر ليس بالضروره زوجتك بل ربما تكون انسانة اخرى لم تلتقي بها، وقد يكون صديق أو أخ وليس بالضرورة من الجنس الآخر... و حذاري من أن تسيطر عليك هذه الفكرة فتتعمد البحث عن توأم الروح حتى لا تضللك رغبتك في العثور عليه ويصوره لك خيالك في أول شخص تصادفه في طريقك... فلا تشقي نفسك بطول البحث حتى لاتفقد متعة احساسك بنصفك الآخر بتلقائية ، فاللقاء مكتوب لنا والأقدار تضع في طريقنا شخصيات محددة نلتقيها في وقت محدد وفي ظروف غير متوقعة ، لكن متى ما أصبح محور تفكير الإنسان ذلك التوأم المفقود يفقد في رحلته القناعة بما يمنحه الله ويبقى طوال حياته يبحث عن شيء خفي قد لا يلتقي به أبداً .
وعلى ذكر النصف الآخر أورد لكم ما ذكر في أحد الكتب عن "التوأم الزمني" فيقال أنه لكل انسان على وجه الأرض توأم زمني، أي يكون هذا الانسان قد ولد في نفس يوم ولحظة ميلادك وعلى نفس خطي الطول والعرض فتتشاركا في تفاصيل وصفات وأحداث تمر بكما واليكم هذا المثال : في 4 يونيه عام 1738ولد طفلان لا صلة بينهما في نفس الدقيقه وكان الطفل الاول من أسرة بسيطة اسمه "صموئيل" والآخرهو الملك "جورج الثالث"، افتتح صموئيل مكتبا خاصاً في نفس اليوم الذي جلس فيه الملك على العرش وتزوج كل منهما في 8 سبتمبر من نفس العام... وهكذا كان لكل حادث في حياة أحدهما ما يماثله عند الآخر واخيراً توفي الاثنان في29 يناير 1820م... ولعلها حالة نادرة... وربما تكون حقيقة غائبة.. من يدري؟!
وما أوتيتم من العلم الا قليلا... فعنها عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "الأرواح جنود مجندة، فماتعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف"... وقد فسرها علماء الحديث بأن التناكر نتيجة التباين، والإئتلاف نتيجة التناسب، ومن هنا ربما يكون التفسير العلمي والفلسفي للنصف الآخر أو توأم الروح فيه شيء من الصحة حيث لابد وأنه على وجه الكرة الأرضية شخص تتناسب سمات شخصيته وطباعه معك لتصل إلى درجة التطابق حتى تشعر أنه نصفك الآخر ومتى مالتقيت به تصبح درجة التفاهم والإحساس عالية جداً من اللحظة الأولى وتمتزج الأرواح قبل أن تتواصل الجوارح لأن سرعة تناغم الأرواح أسرع من أي لغة تواصل انساني أخرى... والمعادلة تتوازن وتكتمل بقدر محتوم ومكتوب .
* رئيسة تحرير مجلة (عربيات) الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ