إعلاميات
عناوين ملفتة ومواضيع مثيرة تتصدر وسائل إعلامنا... لا أدري إن كانت تعكس واقعنا، أم تفرض واقعاً غريباً علينا، أم تقلب الواقع خيالاً... من مرصدي أوافيكم بهذه المقتطفات الإعلامية.
- تقنية الـ(نانو) هي العلم الحديث الذي نبغت فيه عالمتنا السعودية الشابة الدكتورة حياة سندي ... أما (الواوا) فهي أحدث منتجات الحضارة العربية، هذا ما أكدته لي أغلفة المجلات التي تروج لنفسها في مكتباتنا عن طريق (الواوا)... خطفت إحداها لأتعرف على هذا الاختراع غير أنني عجزت ذلك أن اللقاء الصحفي الذي قرأته كانت اسئلته عميقة للغاية مثل (لمن قدمت الواوا؟)، (هل الواوا مثيرة؟)، (هل تعرضت الواوا للسرقة؟)، (هل أنت راضية عن الواوا؟)... ووجدت أوجه تشابه واختلاف بين المسيرتين، فحياة سندي كانت أول النابغين في هذا المجال من السعوديين و العرب والمسلمين، وكذلك المطربة تؤكد أنها أول من غنى (للواوا)... وحياة سندي تعرضت بعض اختراعاتها للسرقة، كذلك (الواوا) حاولت أن تسرقها أخريات... والحقيقة الوحيدة هي أن بطلة (النانو) تناول الإعلام انجازها على استحياء، بينما بطلة (الواوا) يتم تقديمها لنا يومياً بلا حياء.
- في تحقيق صحفي للزميلة حنين موصلي عن الإعلانات التجارية التي تفاجئنا بترويج منتجاتها عن طريق (أفعال الرجال) و(خصوصيات النساء) تلميحاً وتصريحاً... كشفت عن دراسة أمريكية أثبتت أن مدرسة الإثارة قد تراجعت في الغرب بل وأكدت فشلها إعلانياً ذلك أن المشهد واللفظ المثير يطغى على السلعة في ذاكرة المشاهد... الأكثر إثارة هو أن نفس المدرسة قد افتتحت أبوابها مؤخراً في إعلامنا!.
- من وقت لآخر أتوجه إلى موقع (العربية نت) المتميز ليس لأقرأ محتواها الخاص فحسب، ولكن لأتابع تعليقات القراء التي أحيي القناة على إجازتها وإن كانت جريئة، وإن كانت تنتقدها فهذا هو الإعلام التفاعلي وهكذا يتعامل معه من يدرك معناه... أما العنوان الأول الذي قطفته لكم فهو (المطربة غرام.. ارتدت ملابس «مثيرة» لتجسد صراعات العالم العربي المختلفة) ويبدو أنه تصريح صادر عن الفنانة التي تبدي استغرابها من جمهور انشغل بالإغراء عن المضمون وغابت عنه الفكرة النبيلة التي ترمي إليها لتجسيد المذكور أعلاه في العنوان... وأعترف أنني لم أرتقِ بعد للمرحلة التي تؤهلني إلى تحليل هذه الرؤية الفلسفية العميقة ولكن لا أدري إن كنت قد أمضيت ساعة أو أكثر أو أقل وأنا أقرأ وأضحك وأصفق لحوالي 200 قارئ، تساءل بعضهم ماذا كانت الفنانة المناضلة سترتدي لو أن الصراعات اشتدت قليلاً في العالم العربي؟ أو لو أنها أرادت تجسيد صراع الحضارات أو الحروب العالمية؟، وآخرون بحثوا عن جذور ظاهرة التعبير عن القضايا العربية بالتعري خاصة بعد أن قامت امراة عربية بخلع ملابسها في ساحة واشنطن سكوير احتجاجا على الحرب في العراق وفلسطين!!... وأخيراً تحليل منطقي من إحدى القارئات وهو أن الفنانة يبدو أنها قد أمسكت بصحيفة لأول مره في حياتها قبل أن تطلق هذا التصريح فحفظت بعض الكلمات منها ولكن لسوء حظها اتضح أنها حفظتها من صفحة السياسة لا الفن... المثير أن التعليق على هذا التصريح قد خلق صراعاً من القراء العرب حول هويتها، ومنه قد تستلهم الفنانة فكره أغنيتها القادمة... فترقبوها.
- (أربعة شروط لقبول طلاق الزوجة عبر رسائل الـSMS) أحدث العناوين في كتاب (فقة الواقع) أما المحتوى فيقول (قبول الطلاق عبر الرسائل القصيرة مرهون بأربعة شروط هي: أن يكون الزوج هو المرسل، وأن يكون لديه العزم والرغبة على تطليق زوجته، وألا تعني صياغة الرسالة أكثر من معنى الطلاق، وأن تستقبلها الزوجة)... بهذه البساطة يتم الطلاق الحديث... وأما قراء موقع العربية فهن من يتساءلن (هل أستطيع أن اخلع زوجي بالبلوتوث؟)، ومنهم من يستشرف المستقبل ويقول (هل هناك طلاق «الميسد كول»؟)... ومنهم من يحاول استيعاب الحكم فيقول (بعد دراسات وبحوث وجدت أن هذه الخدمة للجبناء فقط)، أو ربما (مشاغلنا في العالم العربي كثيرة والموضوع «مش مستاهل» محاكم وصكوك وانتظار).
اتساءل بعد قراءة التعليقات هل نلوم الجمهور لاستهزائه بمثل هذه الفتاوى؟ أم نلوم من يطلق فتاوى وأحكاماً ويسعى إلى نشرها في وسائل الإعلام بالرغم من أنه يعلم أنها لحالات شاذة وأحوال غير مألوفة ليدفع المتلقي مع هذا الطرح إلى أن يفقد ثقته تدريجياً بالفتوى وأحكام القضاء؟!.
رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: جريدة عكاظ