تعتبر الكاميرا الرقمية الجيل الجديد من أجهزة التصوير الفوتوغرافي وقد أثبتت جدارتها وتواجدها بقوة لتعلن عن بداية النهاية للجيل السابق من آلات التصوير التي تعتمد على الأفلام ومعامل التحميض والأدوات التي أصبحت بدائية إلى حد ما قياساً بمميزات وأحجام الكاميرات الرقمية التي تختصر جميع متطلبات المصور في حجم مناسب وخفيف خاصة مع استخدام بطاريات الليثيوم ... إلى جانب أهم خصائصها وهي التوافق مع أجهزة الحاسب الآلي لتنزيل الصور التي يتم التقاطها الى جهاز الكمبيوتر مباشرة حيث يمكن طباعتها على أوراق الصور بأنواعها المختلفة أو ارسالها بالبريد الإلكتروني.
والسباق على تطويرها لايتوقف بين الشركات المتخصصة في هذا المجال فمن الواضح أن الكاميرات الرقمية الجديدة أصبحت تحتوي على خصائص متقدمة لإخراج الصور تناسب المحترفين والمبتدئين للتخلص من احمرار بؤرة العين وقص الصور واضافة بعض المؤثرات الخارجية إليها والتي تساعد على اعداد صور رائعة تصلح للاستخدام في الألبومات العائلية والتوافق مع تقنيات التكبير بوضوح وبطاقات التهنئة وغيرها من التصاميم التي يمكن اخراجها حسب الرغبة.
هذا إلى جانب الشاشات الخلفية العريضة التي تتيح للمستخدم معاينة المشهد بشكل واضح واجراء التعديلات المطلوبة على وضعية الكاميرا قبل التقاط الصورة .
وتتوقع الدراسات المتخصصة في هذا المجال أن تحل الكاميرات الرقمية محل الكاميرات التقليدية تماماً في عام 2005 م نظراً لسرعة تطورها المصاحب لإنخفاض تدريجي في أسعارها.
كيف تعمل الكاميرا الرقمية؟
بدلاً عن استخدام أفلام التصوير التقليدية تعتمد الكاميرات الرقمية على شريحة الذاكرة المتطورة والتي تحفظ الصور مباشرة على هيئة tiff أو jpeg . وفي الحالتين يكون بإمكان المصور أن يراجع الصور على شاشة الكاميرا ويحذف منها أو يعدل عليها ويضيف اللمسات الإخراجية أثناء التصوير أو فيما بعد.
عن ماذا تبحث ؟
تتوفر الكاميرات الرقمية بمميزات مختلفة تناسب مختلف المطتلبات التي يجب على المشتري أن يقوم بتحديدها أولاً ليصل إلى الإختيار السليم. ومن أهم النقاط التي يجدر معرفتها:
1 ) الدقة والوضوح Resolution : هذه الخاصية تعتبر الأهم في تقييم مستوى الكاميرات الرقمية وكلما ارتفعت نستبتها تزداد جودة الصور التي يمكن التقاطها .... وأغلب الكاميرات الرقمية تلتقط الصور بالأحجام
(1600X1200, 1280X960 , 1024X768 , 640X480 , 320X240)... أما أي منها تختار؟.. فهذا يعتمد على حاجتك، فإذا كنت بحاجة فقط إلى استخدامها لشبكة الإنترنت والمراسلة البريدية ، فالحجم (640X480) يعتبر مناسب.
أما إذا كانت أولوياتك طباعة الصور وتكبيرها فننصح باختيار الكاميرات ذات الدقة (1800X1200) فأعلى للحصول على نتائج أفضل.
2 ) الذاكرة Memory : هي التي تحدد عدد الصور التي يمكن التقاطها وتخزينها في المرة الواحدة على نفس الشريحة .... فعلى سبيل المثال الكاميرات بالدقة ((640*480)) يمكنها أن تحفظ 40 إلى 120 صورة ضعيفة الجودة أو 8 إلى 10 صور عالية الجودة .... ولاتشكل هذه المساحة الصغيرة نوعاً ما عائقاً أما المصور ذلك أن الشريحة يمكن تفريغها في أي وقت على جهاز الحاسب لإعادة استعمالها أو الإحتفاظ بذاكرة إضافية في حال الحاجة لإلتقاط عدد كبير من الصور .
من أنواع بطاقات الذاكرة الرائجة:
ـ CompactFlash : وهي بطاقة صغيرة بحجم علبة الكبريت تتمتع بقدرات تخزينية عالية وهي أكثر صيغ الذاكرة شعبية لآلات التصوير الرقمية كما تستخدم في نطاق واسع خاصة على أجهزة التسجيل MP3 ... وتتوفر بمساحات تخزينية مختلفة تبدأ بـ 2 mb وتصل إلى 512 mb.
- SmartMedia : ويمكن تشبيهها بأقراص الفلوبي المستخدمة في الحاسبات لكنها مضغوطة وصغيرة الحجم وهي أقل انتشاراً نظراً لمحدودية توافقها مع أجهزة النقل المختلفة لكنها تتميز بانخفاض تكلفتها .... وتتراوح سعتها التخزينية بين 4 mb و 128mb.
- Memory Stick : يعادل حجمها حجم العلكة وتنتجها شركة ( سوني ) وبالتالي تتميز بتوافقها مع جميع منتجات الشركة الرقمية بينما لاتتوافق مع غيرها ... تتراوح سعة تخزينها بين 4 mb و 128 mb.
- Recordable CD ROM : هذه الشرائح لاتتميز بانتشار واسع نظراً لإقتصار استخدامها على الكاميرات ذات الحجم الكبير في الوقت الحالي بالرغم من سعتها التخزينية العالية التي تصل إلى 256 mb لكن من المتوقع أن تلقى الرواج في المراحل القادمة بشكل سريع .
Conventional Floppy disc : أو أقراص الفلوبي التقليدية لتخزين البيانات وتتميز بتكلفتها المنخفضة في مقابل حجمها الكبير قياساً بالشرائح السابقة فهي وكما هو معروف عنها تتسع إلى 1.4 mb للتخزين وتتعرض للتلف على المدى البعيد كما لايمكن استخدامها إلا مع الكاميرات الكبيرة إلى حجم ما والتي يمكن ادخال القرص فيها .
3 ) العدسة Lens: غالباً تكون أحجام العدسة في الكاميرات الرقمية المتوسطة أصغر من نظائرها على الكاميرات التقليدية ... ولمعرفة المناسب لك يجب أن تحدد الصور التي سيتم التقاطها ... فالعدسات الأقصر من 50 mm مناسبة لالتقاط المشاهد البعيدة والواسعه عن بعد مثل المناظر الطبيعية .... أما الاطول من ذلك تسمح لك بتكبير وتقريب المشاهد لالتقاط جزئيات صغيرة محددة.
4 ) شاشة العرض LCD : وهي الشاشة العريضة التي تكون في خلفية الكاميرا وتتيح لك مشاهدة نسخة من الصورة التي ستظهر قبل التقاطها وبالتالي يمكنك تعديل الوضعية ، وتعتبر من أهم مميزات الكاميرات الرقمية لالتقاط صور مثالية إلى جانب إمكانية العودة لاستعراض جميع الصور الملتقطة والإلغاء أو التعديل عليها وإضافة المؤثرات المتوفرة ... ولكن يجب الأخذ بعين الإعتبار أنها تستهلك طاقة البطارية بشكل كبير في حال الإفراط في استخدامها لذلك تمنحك أغلب الكاميرات الرقمية الخيار بتعطيلها واستخدام البؤرة العادية في حالات التصوير الخارجي لفترات طويلة مالم تكن تحتفظ ببطاريات إضافية.
5 ) البطاريات : أغلب الكاميرات تعتمد على الأنواع التقليدية للبطاريات ، لكن لأن الكاميرات الرقمية تستهلك هذه البطاريات بشكل كبير في حال استخدام الشاشة المتطورة والفلاش والزوم فتكون دائما بطاريات الليثيوم هي الخيار الأفضل ولقد لاحظنا من خلال جولة ( عربيات ) أن بعض الكاميرات لها نفس المميزات مع تفاوت كبير في السعر سببه الوحيد هو أن أحدها يعتمد على البطاريات العادية والآخر على بطاريات الليثيوم التي تتميز بحجمها الخفيف وسرعة الشحن وتحمل العمل لفترات أطول.
الخصائص الإضافية
عدسات الزوم : بينما تؤدي العدسات الرقمية الآلية المتوفرة في أغلب الكاميرات الرقمية الدور المطلوب لتقريب المشاهد أو ابعادها 50% من المسافة الإفتراضية ، توفر بعض الكاميرات خصائص أكثر تطوراً بعدسات إضافية تعمل مع العدسة الرقمية لإلتقاط تفاصيل أكثر دقة في الصورة والتركيز عليها ... وتعرف بـ "2X" و "3X" ، فعلى سبيل المثال عدسات 2X تضيف 50% إلى قدرات العدسة الإفتراضية على التكبير لتصل قدرة الكاميرا إلى 100%.
الإعدادات اليدوية : بالإضافة للإعدادات التلقائية تتيح بعض الكاميرات للمحترفين التحكم في اعدادات التصوير لكل لقطة بشكل أكبر يضاهي كاميرات التصوير الإحترافي التقليدية ... إلى جانب المؤثرات الإضافية والتقاط الصور بالأبيض والأسود أو بأحجام وأشكال مختلفة منها البانوراميك والمايكرو.
اللقطات المتتالية : هذه الخاصية تتيح لك بإعداد الكاميرا لالتقاط عدد متوالي من الصور بضغطة واحدة وتعتبر مفيدة لالتقاط الصور لجسم أو مشهد متحرك وغير ثابت حتى تتمكن لاحقاً من استعراضها واختيار الأنسب منها .... كما تناسب التقاطك للصور أثناء حركتك دون الحاجة للوقوف واتخاذ الوضعية المناسبة.
مشاهد الفيديو : بعض الكاميرات المتقدمة تحتوي على امكانية تسجيل مشاهد متحركة قصيرة على غرار كاميرات الفيديو ويتم حفظها بصيغة AVI ليتم استعراضها على الكمبيوتر وتبادلها بالبريد الإلكتروني .... وغالباً تلتقط الكاميرا المشاهد بلا صوت لكن مؤخراً أضافت بعض الشركات مثل ( سوني ) خاصية التقاط الكاميرات الرقمية الثابته لمشاهد فيديو متحركة تتضمن الصوت ... وقد قمنا في (عربيات) بالتقاط بعض مشاهد الفيديو عن طريق هذه الكاميرات للتجربة ووجدنا أن النتيجة لاتكون مرضية تماماً ولايمكن أن تغني عن كاميرات الفيديو المتخصصة إلى جانب استهلاكها الشديد للبطاريات.
مدخلات الفيديو : وهي امكانية ربط الكاميرا بجهاز التلفزيون لاستعراضها عن طريق مدخلات جانبية موجودة على الكاميرا أو نقل الصور للحفظ على أشرطة الفيديو.
الإلتقاط الذاتي للصور : وهي خاصية متعارف عليها في الكاميرات التقليدية تتيح لك ضبط وضعية الكاميرا ثم برمجتها لتتركها في هذه الوضعية وتنضم إلى مشهد التقاط الصورة حيث تقوم الكاميرا في خلال ثواني محددة بالتقاط الصورة تلقائيا .
تصنيف الكاميرات الرقمية
يمكن تصنيف الكاميرات الرقمية وفقاً لمتطلبات المصور ودرجة احترافه على الشكل التالي :
الإبتدائية : وهي مناسبة للمبتدئين ولالتقاط الصور الفردية والعائلية واستخدامها لشبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني .... وهنا يمكن الإكتفاء بدقة 1.3 ميغا بيكسل لهذا الغرض بينما لن تكون مناسبة لطباعة الصور من حيث وضوحها .
المتوسطة : تمنحك صور واضحة ومناسبة لشبكة الإنترنت وكذلك للطباعة على أوراق التصوير المخصصة لهذا الغرض ... وتبدأ هذه المرتبة بالكاميرات التي تتمتع بدقة 2 ميغا بيكسل فأعلى.
المتقدمة : وهي خيار المحترفين لإلتقاط صور ذات جودة عالية تضاهي جودتها صور الكاميرات المتقدمة التقليدية وتحتوي على خصائص إضافية منها تغيير العدسات ... وتناسب الصور التي يتم اعدادها لدور النشر والإعلانات ... حيث تتمتع كاميرات هذه المرتبة بدقة تبدأ من 4 ميغا بيكسل.