ملكة آل شريم: "كتارا" الأول من نوعه في الشرق الأوسط
يقال إن التواضع يترافق مع المسؤولية الكبيرة وزيادة مستوى الثقافة والعلم، وهي صفة تتجسد في شخصية ملكة محمد آل شريم خبيرة علاقات عامة- بمكتب الرئيس في الحي الثقافي "كتارا". تستقبلك بابتسامتها الهادئة، وثقة تتجسد في كلماتها التي تميز شخصية ريادية تعتبر من الأيدي التي تعمل على بناء قطر الحديثة، بدأت رحلتها المهنية مع "قطر للبترول" لتكمل معهم أحد عشر عاماً من العطاء والانجاز ولتنقل ما اكتسبته من خبرات لتأسيس المشروع الرائد والخلاق "كتارا" الحي الثقافي.
ملكة استقبلت عربيات لتروي لها حكاية نجاح على الصعيد الشخصي، ونجاح مشروع يمثل أحد الواجهات الحضارية لقطر.
من هي ملكة آل شريم؟
فتاة قطرية تتمتع بطموح كبير، تعمل باجتهاد وهو ما كان السبب في وصولي لما وصلت إليه الآن في عملي، بدأت حياتي العملية في قطر للبترول، حيث تشكلت شخصيتي العملية وبدأت آفاق العمل تتفتح أمامي، لانتقل بعدها إلى العمل في الحي الثقافي "كتارا" ويمكن اعتباري من المؤسسين له فرقمي الوظيفي 3.
كيف تقيمين تجربتك في الحي الثقافي "كتارا"؟
على الصعيد الشخصي لم يكن من السهل نسيان أحد عشر عاماً من العمل في قطر للبترول، غير أن ما دفعني وشجعني على المضي قدماً في قرار العمل ضمن فريق "كتارا" هي فكرة الحي بحد ذاتها والتي تعتبر التجربة الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي.
هي تجربة غنية وخلاقة بالنسبة لي، فهي تلك المدينة الصغيرة التي تضمّ مبان عشوائية تجسّد مختلف معاني الثقافات، وتسهّل في الوقت نفسه عمل المثقفين بحيث توفّر لهم الحاضن لعطائهم والمنطقة التي يمارسون فيها هواياتهم "رسم، نحت، تصوير، تمثيل، غناء، وغيرها".
ما التحديات التي تعرضت لها وماذا قدمت لك؟
العمل في حقل العلاقات العامة من أكبر التحديات التي يمكن أن تواجهها الفتاة العربية عامة والقطرية بشكل خاص، وذلك لوجود عادات وتقاليد تحكمنا كمجتمع قطري إلى اليوم، ولكن هناك توجّه من قبل الدولة لدعم الفتاة القطرية لتمتلك الجرأة وتخوض مجالات عمل مختلفة تماماً كالعلاقات العامة. هناك العديد من التحديات والضغوط التي تتعرض لها الفتاة العاملة في مجال العلاقات العامة، فالعمل في هذا المجال يفرض علينا التواجد في مقر العمل لوقت متأخر، وكثيراً ما كنت أعمل حتى ساعات الفجر الأولى، ولكن للعائلة دور كبير في استيعاب هذا الأمر ولعائلتي فضل كبير فقد وقفت إلى جانبي ودعمتني وشجعتني. على الصعيد الشخصي صقل هذا العمل شخصيتي وأصبحت أتمتع بقدرة كبيرة على احتواء أي مشكلة تواجهني، فبحكم منصبي تعاملت مع مختلف الجنسيات والشخصيات "رؤوساء، وزراء، سفراء، مفكرين، أدباء"، ولكلّ شخصية أسلوب خاص في التعامل معها، وكلّ ذلك اكتسبته من الخبرة العملية.
هناك تشجيع كبير من قبل الدولة على دعم المواهب الشابة، كيف ترين المواهب القطرية، وأي المجالات الأكثر تفضيلاً لديها؟
وجودي في "كتارا" جعلني أطلع على عدد هائل من المواهب الشابة والتي يمكن وصفها بالمبدعة، وهناك إقبال كبير على المجال الفني الإبداعي من تصوير ورسم ونحت وغيرها من مجال الفنون، لذلك نحرص بشكل دائم على إقامة الورشات الخاصة بالتصوير والرسم والنحت، كما تلاحظ أن الشباب القطري مهتم بدرجة كبيرة بموضوع التصوير السينمائي، وهناك إقبال لافت على ورشات التصوير الضوئي. ولكن أهم ما يعجبني في هذه الفترة هو حرص الشباب القطري على حضور أغلب الفعاليات التي تجري في "كتارا" وكافة النشاطات الثقافية وهو أمر ممتاز على صعيد بناء الثقافة المجتمعية.
الفتيات القطريات يقبلن بشكل كبير على التصوير الضوئي وهو ما لاحظناه في الفترة الأخيرة من خلال المعارض والفعاليات الخاصة بالموضوع، ماذا تحدثينا عن ذلك؟
من أجمل المجالات التي أرغب خوض التجربة فيها، فالتصوير يأخذك إلى عوالم جديدة مع كل صورة، وهو موهبة إبداعية وكثيراً ما تراني بحكم تواجدي في معارض التصوير الضوئي التي تقام في "كتارا" أقف أمام إحدى الصور مذهولة من حجم التفاصيل، فعدسة الكاميرا تروي من خلال الصور قصصاً مختلفة تحمل الروعة في تفاصيلها.
البعض يعتبر أن "كتارا" وجد لفئة معينة من المثقفين، هل أنت مؤيدة لهذا الرأي؟
الحي لا يأخذ طابعه من اسمه، فأبوابه مفتوحة للجميع بلا استثناء والنشاطات مستمرة وهناك فعاليات مجانية، وأخرى برسوم رمزية معينة. هو مشروع واعد، وبالرغم من ما حققناه من نجاح إلى الآن إلا أننا نطمح إلى الأحسن، خاصة أن الفكرة قامت على أيدي مؤسسين قطريين منذ البداية ونحن نفتخر بذلك، ولي الشرف أن أكون من أول ثلاثة موظفين بعد التأسيس، كما أن نسبة 99% من الموظفين في القسم قطريين، ومعظمهم قد تخرجوا حديثاً من الجامعات وتشكلت خبرتهم من العمل في الحي الثقافي، فأهم تعليق تسمعه من الزوار أن الاستقبال في الحي يتميز بالروح القطرية.
بالعودة إلى عملك في حقل العلاقات العامة ما هي المواصفات التي يجب أن يتمتع بها من يعمل في حقل العلاقات العامة كي ينجح؟
العلاقات العامة تعني الدبلوماسية و"سعة الصدر"، بالإضافة إلى القدرة على استيعاب الضيف مهما كانت طباعه، والقدرة على التعامل مع مختلف الجنسيات، وأن تتمتع بسرعة بديهة وقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وأخيراً العمل بروح الفريق الواحد. كما يجب أن يكون لدى كل موظف شغف للعطاء والبحث عن الجديد وتقديم اقتراحات حتى لا يكون العمل روتينياً، فالعطاء لا يكفي عندي أن يكون 100% بل يجب أن يكون 101%.
ما تأثير عملك على حياتك الشخصية؟
اكتسبت الجرأة على الصعيدين الشخصي والعملي وأعتبرها من أساسيات العمل في مجال العلاقات العامة، من جهة أخرى أثر عملي على طبيعة شخصيتي في الحياة فعلى سبيل المثال أصبحت أكثر جدية في الحوار حتى مع صديقاتي وتصحبني هذه الشخصية في البيت ومع أصدقائي.
أين يتوقف الطموح لديك؟
طموحي لا حدود له، لقد تمت ترقيتي منذ ثلاثة أشهر لخبيرة علاقات عامة في مكتب رئيس المؤسسة، وبالتالي أصبح عملي إشرافي أكثر من كونه تنفيذي، لذلك أعتقد أنه الوقت المناسب لمتابعة دراساتي والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراة.
على المستوى الشخصي والعملي، من كان له أثر على ملكة وتعتبره قدوة لها؟
على المستوى الشخصي والدي ووالدتي، أو العائلة بشكل عام بالتشجيع والتحفيز والرأي والنصيحة، وأدين بالامتنان الكبير لوالدي -رحمه الله-، حيث سمح لي بالعمل في هذا المجال مراعياً ساعات العمل الطويلة، ودفعني إلى متابعة دراستي وعدم التوقف عند حد معين.
وعلى صعيد العمل هناك مدرائي السابقين في قطر للبترول، وأتوجه لهم بجزيل الشكر لتحفيزي عل الدراسة إلى جانب العمل وتوفير المناخ المناسب للنجاح، وإلى الآن أنا على تواصل معهم، وأخيرا مدرائي في "كتارا" الذين فتحوا لي الآفاق لأواصل العطاء والتعلم.
في حال تم تعيينك في موقع اتخاذ القرار في الدولة، ماهو الأمر الذي سيكون على رأس قائمة أولوياتك؟
من المشاكل في وقتنا الحالي تخطيط الطرق، فالعمل يستغرق وقتاً طويلاً مما يشكل أزمة سير على أغلب طرقات المدينة، كما أن الصيانة غير متوفرة بشكل دائم ودوري للطرقات، وكذلك أعتبر ملف الصحة في غاية الأهمية، ونحن بحاجة لاهتمام أكبر في هذا المجال. ولكن في ذات الوقت قطر حققت مكانة مهمة في المجالات التعليمية، الرياضية، وحتى الاقتصادية.
هل ترين قطر قادرة على خوض تحدي استضافة كأس العالم 2022، وما دور "كتارا"؟
بكل فخر نعم، و "كتارا" أحد المواقع التي زاراها مفتشو الملف، حيث استقبلناهم في الحي الثقافي واصطحبناهم بجولة، لأن من شروط الملف التعرف على الأماكن الترفيهية، وكان رد الفعل إيجابياً، والتحدي الوحيد هو الطقس بسبب الرطوبة العالية، ولكننا قمنا بعلاج هذا الموضوع بواسطة تكييف الهواء الطلق، واستضفناهم بمقهى مفتوح ومكيف، حيث كانت الحرارة حوالي 32 درجة ولكن في المقهى بلغت درجة الحرارة 19 درجة فقط. وبالتأكيد هناك نشاطات خاصة لدعم الملف، والأمر في النهاية يعود للجنة المنظمة للملف فإذا رغبوا بوجود نشاطات ثقافية مصاحبة من الممكن أن تكون من خلال كتارا، كما يمكن أن يستغلوا الشاطئ.