معرض ثلاثي للفنانين محمد حيدر ، عبدالرحمن مغربي ، فهد خليف
في تجمع فني من نوع خاص يعكس الوجه الجميل للفن التشكيلي بأرقى صوره ، قدم الفنانين " محمد حيدر ، عبدالرحمن مغربي ، فهد خليف " معرضهم الجماعي في صالة ( العالمية ) للفنون الجميلة بجدة، تحت عنوان (( وجوه من الذاكرة ))،وقد تميز المعرض بالمستوى الجيد إلى جانب التوحد في الرؤية ، فمن الملاحظ أن كل فنان قد التزم بالفكرة الأساسية لموضوع المعرض مع إطلاق العنان للمسات الصياغة الإبداعية لكي تقول كلمتها الخاصة، وليضع كل منهم بصمة مميزة في مشواره الفني من خلال (( وجوه من الذاكرة ))الذي نجح في تقديم رؤية حديثة تثبت في ذاكرة المتلقي أعمال تحمل توقيع مجموعة من أبرز الوجوه الشابه في الساحة التشكيلية السعودية .
الفنان / محمد حيدر (( الوجه في أعمالي هو وجه التاريخ لا الإنسان ))
في حوارنا مع الفنان ( محمد حيدر )حول الأعمال التي قدمها في المعرض يقول :" أعتبر هذا المعرض تطوير لفكرة معرضي الأول الشخصي ولقد قدمت في أعمالي وجه التاريخ وليس وجه الإنسان " ... وعن استخدامه للون الأبيض يقول : ( اللون الأبيض يحتاج إلى جرأة أكبر أردت أن أخوض التجربة بها ولاتوجد له دلالات خاصة أو رمز محدد لكن عندما نسترجع بذاكرتنا صور للمباني والحوائط القديمة سنجد أن اللون الأبيض يغلب عليها وبالتالي كان هو اللون الغالب على أعمالي لتقديم وجه التاريخ ) ....
وفي سؤالنا للفنان عن اللوحة الوحيدة من ضمن أعماله التي تضمنت وجه لفتاة وألوان مختلفة قال : ( لوحة الفتاة أنجزتها من بداية التجربة وهي مختلفة إلى حد ما عن مجموعة الأعمال التي شاركت بها في المعرض فهي الوجه الإنساني الوحيد من الذاكرة ولأنها تخدم نفس الفكرة وموضوع المعرض أضفتها إلى الأعمال المشاركة )
وعن الأصداء التي لمسها الفنان من هذا المعرض يقول : ( ردود الفعل من النقاد والمتذوقين كانت إيجابية ومشجعة جداً فالجميع أشاد بالمعرض وقد وجهت لنا دعوات لنقله إلى دبي ودعوات أخرى لإقامة معرض في فرنسا وهذا يعكس النجاح الذي حققه " وجوه من الذاكرة " بفضل الله )
الفنان / عبدالرحمن مغربي (( تجربة توحيد الرؤية في معرض جماعي تعتبر الأولى من نوعها في الساحة التشكيلية السعودية ))
أما الفنان ( عبدالرحمن مغربي )فيقول : " أتطرق في هذا المعرض إلى موضوع إعادة صياغة التراث بطريقة جديدة تتضمن رموز مختلفة وطقوس دينية ودلالات لاتينية "
وعن اجتماع الثلاثي ( مغربي ، حيدر ، خليف ) في هذا المعرض يقول " عبدالرحمن مغربي " : ( وجوه من الذاكرة يعتبر الفكرة الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية ، فلأول مرة يجتمع 3 فنانين في إطار فكرة موحدة فغالباً ماتكون المعارض الجماعية خليط من الإتجاهات المغايرة بينما في هذا المعرض هناك توحد في الرؤية فيما بيننا ).. ويضيف : ( تطرقنا جميعاً إلى البورتريه أو الوجه .... وبالنسبة لي اخترت الوجوه في الحفريات القديمة مثل مدائن صالح التي تعتمد على الوجه كرمز ) ...
وعن تقييمه للتجربة يقول : ( هذه التجربة الثانية لي بعد معرضي الشخصي الأول " صهيل اللون الأزرق " وأشعر باختلاف بين التجربتين ففي هذا المعرض تحلل اللون في أعمالي ولم يعد بؤرة الإهتمام حيث تركز اهتمامي على الفكرة و الموضوع الذي تناولته ... والحمدلله وجدت أن للأعمال صدى طيب مما يجعلني أفكر بإقامة معرض شخصي يقدم فكرة دراسة الآثار والحفريات مستقبلاً يإذن الله ... هذا إلى جانب الدعوة التي تلقيناها لنقل المعرض إلى دبي العام القادم كإستمرار للتجربة ).
الفنان / فهد خليف (( قصة آدم وحواء تحكيها الريشة والألوان ))
وفي لقاء ( عربيات ) مع الفنان (فهد خليف )تحدث موضحاً بعض الدلالات التي برزت في أعماله قائلاً : " العيون والتفاح كانا رمزان لقصة ( آدم وحواء ) أما الأسهم فهي غالباً متجهة نحو الأسفل في إشارة إلى النزول من الجنة ".... وعن تجربته في هذا المعرض يقول ( أعتبر هذا المعرض نقلة بالنسبة لي ففي مراحل سابقة كنت منصرف إلى تقديم الأعمال الواقعية بينما في هذا المعرض أتطرق إلى الفن التجريدي ولذلك قد يلاحظ الزائر للمعرض أن العيون في لوحاتي كانت تحدق بإنتظار وقع التجربة على المتلقي ).... ويضيف عن اختياره للألوان : ( انا ابن الجنوب وأعمالي دائماً تتأثر ببيئتي فأميل إلى استخدام الأحمر والأزرق والأصفر وغيرها من الألوان التي يشتهر بها التراث الجنوبي ) ...
أما عن أصداء التجربة يقول الفنان " فهد خليف " : ( لهذا المعرض أهمية كبيرة بالنسبة لي كوني أقدم تجربة جديدة في مشواري الفني ... وأيضاً بالنسبة لنا كمجموعة أعتقد أنه تبث أقدامنا في الساحة وأصداءه وصلت إلى مختلف مناطق المملكة فاستقبلنا خلال أيام المعرض زوار من جميع أنحاء المملكة والأصداء مشجعة بحمد الله ) ...