"الحفر الأخير للزمن" كان عنواناً للمعرض الشخصي الأول للفنان التشكيلي (فهد القثامي) أحد أعضاء جماعة (تعاكظ) التشكيلية.... القثامي الذي يؤمن كثيراً بأن المرأة قضية تجسدت لا إرادياً في ذهن الفنان, يتابعها بشغف في تمردها ومحافظتها, في صراخها وفي انحناءة شفتيها، و يجعل الزائر هو من يقرأ اللوحات ويسميها وهذه هي القراءة العكسية للوحة لذلك عرض لوحاته بدون مسميات.... وكان لـ "عربيات" معه هذا اللقاء.
أكثر من عمل لك يرتكز على المرأة, فمن هي المرأة في أعمالك؟ وماذا يضيف وجودها إلى العمل الفني؟
تعتبر المرأة عنصر مهم في أعمالي الفنية وهي جزء من الإلهام الرئيس لكل مبدع, أكان شاعراً أو روائياً أو فناناً تشكيلياً.
"الجنس", هل تحاول أن تلامس هذا التابوه؟
أنا لا أريد أن ألامس صورة الجنس ظاهرياً, ولكن هناك إشارات رمزية للمرأة يحس بها المتذوق بما تملي عليه اللوحة من قضية جنسية تكمن في الغريزة والإحساس بالمرأة خارجياً, لكن الجنس ليس هو غرضي الرئيسي.
كيف نقلت صراعك مع الذات إلى أعمالك؟
ليس مهم أن يكون هناك صراعا مع الذات لكي أرسم لوحة تشكيلية.... هناك صراع مع الآخر في الأعمال, وصراع مع طبيعة الخامة التي أعتمد عليها.
ما هي الأشياء التي تمتنع عن خلقها في أعمالك؟ وما السبب؟
كل شيء معرض للخلق في أعمالي باستثناء الأشياء التي تمس العقيدة الإسلامية, والسبب يكمن في طبيعة الفنان حيث أنه يبحث عن ما يدور بداخله ويحاول أن يعبر عنه بإحساس صادق.
الواقعية تأخذ حيزاً كبيراً في معرضك؟ ما هي المدارس الأخرى التي تميل إليها؟
لقد انطلقت في بداياتي من المدرسة الواقعية ومن ثم الخيال كمنهج فني لامست فيه الطبيعة، أما أعمالي الأخيرة فهي تنتمي إلى ما يسمى "بالمفاهيمية" وما بعد الحداثة.
هل تفضل "المفاهيمية" كمنهج أم لقدرتك على ممارستها؟
لقد ذكرت سابقاً أنني مررت بتجارب كثيرة جربت فيها الواقعية والسريالية وغيرها.... ولكن وجدت نفسي في "المفاهيمية" لذلك من الملاحظ أن أغلب أعمالي تعتمد على الفهم بالدرجة الأولى.
"المفاهيمية" منهج جديد على الساحة, هل لك أن تحدثنا عن هذه المدرسة؟
الاتجاه المفاهيمي هو فلسفي في ذاته منبعث مما هو موجود حولنا, تاريخياً كانت بدايته في أوروبا بعد منتصف التسعينات وهو واسع الانتشار في الغرب بعكس البلاد العربية حيث نجد انتشاره ضيقاً... المفاهيمية يحاول الفنان من خلالها معالجة قضايا متعددة قد تكون اجتماعية أو فكرية.
هل بدأت تستغني عن الفرشاة تدريجياً؟
الفرشاة هي جزء من الفنان لا يمكن أن يتنازل عنها حتى لو أوجد تقنية بديلة تحل محلها.... باختصار "هي رمز من رموز الفنان".
الصدأ صديق بعض أعمالك, ما أهميته فنياً وواقعياً؟
لقد استخدمت المواد المصابة بالصدأ في المجموعة الأخيرة من أعمالي لأن هذه المواد لها تاريخها المهمش حيث أنها مرت بفترات زمنيه ليست محددة, عاصرت أناس كانوا يعيشون حياة شبه مختلفة عن حياتنا الحديثة. باختصار:"هي إحياء لذكرى اندثرت عبر تلك الأزمنة".
ماذا تحاول أن تعالج عبر الحفر الأخير للزمن؟
جميع أعمالي في الحفر الأخير للزمن تناولت جوانب عديدة في حياة الإنسان.... جوانب إيجابية, جوانب سلبية, جوانب من نوع آخر ولكن جميعها تنصب في قالب واحد وتحمل هاجس واحد. بأفكار متنوعة وطريقة مختلفة, البعض منها يكتنفه طابع الغموض والانغلاق, والبعض الآخر يبث في المتلقي روح التساؤلات والبحث عن إجابة، زمن مفقود، وذكريات مفقودة, جميعها استخرجت عبر الحفر الأخير للزمن.
في معرضك اختفت مسميات اللوحات، فهل تعمدت أن تجعلها مُبهمة حتى لايمنح المسمى انطباعاً موحداً للمتلقي؟
لقد تعمدت إخفاء المسميات في جميع أعمالي وإدراجها تحت مسمى واحد: "الحفر الأخير للزمن" لاعتقادي أن العمل عندما يوضع له مسمى يظلم فيه جوانب كثيرة ولا يكون شاملاً لتفاصيله, وأيضاً يؤدي إلى ناتج عكسي عند المتلقي وفهم المشاهد.... لذلك تعمدت جعل اللوحات بدون أي مسميات والاستمتاع باستفزاز المتذوق ليقوم بالبحث في جميع التفاصيل بنفسه في الحفر الأخير للزمن.