تغطية ( عربيات ) لمنتدى جدة الاقتصادي السابع
تغطية المنتدى 2001م | تغطية المنتدى 2002م | تغطية المنتدى 2003م | تغطية المنتدى 2004م | تغطية المنتدى 2005م |
خاص - عربيات: تحت شعار ( احترام الهوية الفردية وتعزيز القيم المشتركة ) أقيم منتدى جدة الاقتصادي السابع الذي يبدو أن عنوانه قد جاء مواكباً لانضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية ومايترتب على ذلك من تحديات الانفتاح الاقتصادي... إلى جانب ذلك صادف المنتدى اشتعال موجة الغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي حيال قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة السلام فلم تخلو أي من جلسات المنتدى من التعليق على هذه القضية بوصفها تعدياً سافراً على الهوية الإسلامية أدى إلى آثار اقتصادية تمثلت في المقاطعة الشعبية لبعض منتجات الدول التي نشرت هذه الرسوم وعلى رأسها دولة الدنمارك. وكما اعتادت ( عربيات ) تتواصل تغطيتها لفعاليات منتدى جدة الاقتصادي سنوياً، وفيما يلي نقدم لمحات من أبرز جلساته . |
|
عناوين التغطية | |
ـ الدكتور/ إياد مدني: العنصرية لاتتوافق مع المبادئ العصرية والإسلام يرفضها ـ الدكتورة/ ثريا عبيد: الأمم المتحدة ضيفة على كل بلد ـ عمرو الدباغ: مدينة الملك عبدالله الاقتصادية توفر 500 ألف فرصة عمل جديدة ـ محمد العبار: ننتقد لأننا نطمح إلى الأفضل ـ جيرهارد شرويدر: دعوة إلى العولمة مع احترام الاختلافات الثقافية آراء وتعليقات نسائية |
ـ ماري ماك أليس: بلدي تحلق بجناحين ( رجل وامرأة ) ـ عمرو موسى: نستنكر الازدواجية عندما يكون العداء للسامية جريمة والعداء للإسلام حرية ـ جملة من الاتهامات لوسائل الإعلام الأمريكية ـ أودو ستاينباخ: كشف الاتهامات دون الإفراط في تبادلها ـ في جلسة ( آل جور ) تعلقت جسور التواصل بين الشرق والغرب ـ خروج جلسة الجدران الزجاجية على مسارها مشاهدات من المنتدى |
تحت عنوان ( المملكة العربية السعودية رؤية مستقبلية لعام 2020م ) أدار وزير الدولة عضو مجلس الوزراء " عبدالله زينل على رضا " الجلسة الأولى التي استضافت وزير الثقافة والإعلام الدكتور " إياد مدني "... وقد أشاد في كلمته الترحيبية بالإنجازات التي حققها الدكتور مدني من خلال عمله في القطاع الخاص والحكومي إلى أن تولى وزارة الثقافة والإعلام ليضيف إليها بعداً جديداً وتطويراً للبيئة الإعلامية في المملكة العربية السعودية .
ومن جهته أكد وزير الإعلام السعودي في كلمته على أهمية منتدى جدة الاقتصادي الذي يسلط الضوء على اقتصاد المملكة.... كما تناول مفهوم الديمقراطية معتبراً إياه مفهوماً فضفاضاً، ومشيراً إلى أن المملكة حريصة على اتخاذ الخطوات التطويرية والإصلاحية التي تناسبها وإن لم تتوافق مع توقعات الآخرين.
كما أشار إلى أن المملكة تواكب التطور العالمي في مختلف مجالات الحياة مع حرصها على التوفيق بين هذه المواكبة وبين المحافظة على هويتها الخاصة، مشيراً في كلمته إلى أهمية نبذ العنصرية والتمييز القائم على العرق واللون لتكون فرص النجاح العصرية عادلة ومعتمدة على مقاييس الكفاءة، ومعتبراً أن ذلك لايعد من المبادئ العصرية فحسب ولكنه من مبادئ وأسس الإسلام الذي كرم الإنسان وكفل له الحماية في ظل منهجه ووفقاً لقيمه .
وقد أكد معاليه على أهمية رفع مستوى مشاركة المرأة السعودية في الحياة العامة وأشار إلى ترحيب المملكة بمشاركة المرأة في مختلف المجالات موضحاً أن هذا الترحيب قد قامت السعودية بترجمته عملياً بفتح المجال لمشاركة النساء في مجالس الشورى والغرف التجارية وغيرها من القطاعات.... كما نوه إلى أهمية مطالبة المرأة بحقوقها المشروعة لتنالها .
قدمت الدكتورة " ثريا عبيد " الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون الإسكان رؤى خاصة لإيجاد نقاط التقاء بين الشعوب في الجلسة التي أدارها الدكتور " غسان السليمان "، كما أشادت بالخطوات الإيجابية التي تتبناها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشيرة إلى تجربة الحوار الوطني ومعتبرة أن لغة الحوار هي الخيار الناجح للوصول إلى الوحدة الوطنية والعربية والإسلامية وكذلك هي الطريق إلى الوصول للحد الأدنى من الاتفاق مع الآخر .
كما تحدثت عن انعكاسات الزيادة السكانية المتوقعة في المملكة مع حلول عام 2020م وأهمية إيجاد فرص عمل تقدر بحوالي 2 مليون وظيفة تتناسب مع هذه الزيادة، مع ضرورة التركيز على فئة الشباب في خطط التوظيف .
وأشارت في معرض حديثها إلى الخوف من ضياع الهوية معتبرة أنه هاجس عالمي يمكن التغلب عليه بالحكمة والتوازن في التعاطي مع القضايا المشتركة، مع تبني المصداقية العالية الكفيلة بفتح آفاق جديدة للتعايش مع الآخرين .
وفي إجابة على إحدى المداخلات دعت إلى أن لايكتفي الشباب بالاعتماد على الحكومات قبل أن يعملوا على التعاون معها مع بذل الجهد المطلوب لإثبات أهليتهم لنيل الثقة وتحقيق التقدم والتنمية لبلادهم، معتبرة أن الشباب هم جوهر التنمية ليس لكونهم المستقبل فحسب ولكن لأنهم الحاضر الذي يضع الخطوط الأساسية للمستقبل.... منوهة على صعيد آخر إلى حقوق الشباب مثل التعليم وفرص العمل والتأهيل والزواج والمشاركة بالرأي .
وعن الأدوار التي تمارسها الأمم المتحدة في المملكة العربية السعودية أوضحت عبيد أن الأمم المتحدة لاتعمل الا بطلب من الدولة فهي ضيفه في كل بلد وتهدف إلى العمل مع المسئولين في القطاعات المختلفه لمراجعه البرامج الموجودة ومعالجة القضايا العالقة.... مؤكدة على أن الأمم المتحدة تقدم خدماتها للمملكة العربية السعودية التي طلبت منها ذلك وفقاً لاحتياجات محددة .
تحدث عمرو الدباغ رئيس منتدى جدة الاقتصادي وعضو الهيئة الاستشارية للمجلس الاقتصادي الأعلى عن مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي استحوذ مجسمها على مساحة كبيرة تتوسط البهو الخارجي لقاعتي الرجال والنساء في منتدى جدة السابع محتلاً بقعة الضوء في منتدى هذا العام.... وقد أشار الدباغ إلى أن المشروع سيوفر حوالي 500 ألف فرصة عمل جديدة... كما كشف عن الدراسات المقارنة التي أجرتها الهيئة وتوصلت من خلالها إلى أن إنشاء مدن اقتصادية متكاملة هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المنشودة.
كما أشاد بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخلق المناخ الاستثماري المطلوب للمستثمر المحلي والأجنبي.... وأشار إلى قرب الإعلان عن رأسمال الشركة والتوقيت المتوقع لطرح المشروع للاكتتاب العام .
طالب مدير عام إدارة التنمية الاقتصادية في دبي ورئيس مجلس إدارة إعمار العقارية الحكومات بإزالة الحواجز التي تقف أمام القطاع الخاص وإتاحة مجال أوسع لها في الجلسة التي حملت عنوان ( دور الدولة: قائداً أم تابعاً أم وسيطاً ) مؤكداً في تعليقه على إحدى المداخلات أننا عندما نتوجه بالنقد للقطاع الخاص أو الحكومي فهذا لايعني أننا متشائمين أو أن هذا القطاع أو ذاك متهم بالتقصير عمداً، ولكن النقد يعكس الطموحات إلى أن تكون الخدمات أفضل والجودة أكبر والأعمال أكثر اتقاناً.
كما شارك العبار في جلسة ( آفاق رحبة للمستقبل – مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ) فأعطى لمحة عن المستقبل الواعد الذي تمثله مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وتطرق إلى جودة الحياة التي تعني تعليم الأبناء وإتاحة الفرصة لهم للعمل والعيش في بيئة صحية.
كما ذكر بأن المدينة ستضم ميناءًا ريادياً يعد من أهم خمس موانئ على مستوى العالم... وأشار إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر للمملكة العربية السعودية و سبل النمو باعتبارها صاحبة الاقتصاد الأقوى في الشرق الأوسط منوهاً إلى دور مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في دفع عجلة الاقتصاد السعودي وتحقيق المزيد من النمو والازدهار، ومعلقاً في إجابته على المداخلات على الانعكاس الايجابي لهذا المشروع على مدينة جدة تحديداً بالرغم من إقامته في رابغ، قياساً على التجربة الإماراتية حيث استفادت مدينة دبي من ميناء جبل علي لتصل إلى هذه الدرجة من التطور .
أعرب المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرويدر عن رفضه للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام مؤكداً على أنها ممارسات تتناقض مع احترام معتقدات الآخرين ومع ثقافة التسامح وتحول دون فرص بناء أوروبا لجسور مع العالم الإسلامي.
ومن جهة أخرى نوه إلى أهمية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ودور هذه الخطوة في تجسير الفجوات مع العالم الإسلامي... كما تناول في ورقته التي حملت عنوان ( استيعاب التنوع في البيئة العالمية ) مفهوم العولمة وأشار إلى أهمية مراعاته لحماية الحريات واحترام الاختلافات الثقافية لكل دولة ليتحقق التعاون المطلوب بين دول عالم في ظل صيغة مقبولة وعادلة للجميع .
تحدثت رئيسة ايرلندا " ماري ماك أليس " عن تجربة بلدها معتبرة أنها نموذجاً للدول التي تسعى إلى الانتقال من اقتصاديات العالم الثالث لتنضم إلى المنظومة الاقتصادية للدول المتقدمة... وقد أكدت من خلال ورقة عملها أن التعليم والانفتاح على العالم الخارجي ودعم المشاريع الصغيرة واستقطاب الاستثمار الأجنبي كان من العوامل الأساسية التي ارتكزت عليها هذه النقلة الكبيرة التي تحققت لإيرلندا بالرغم من أنها تفتقد للثروات الطبيعية مشيرة إلى أن الطموح الايرلندي هو الذي فتح الآفاق أمام التطور والتنمية الاقتصادية، وهو الذي يدفعهم لاستكمال الرحلة للوصول إلى مستقبل منشود لا يعترف إلا بمن يحسن استثمار مقدراته المحلية ويخلقها إذا استدعت الحاجة إلى خلقها كما فعلت إيرلندا عندما تجاوزت فقرها في الموارد الطبيعية واستثمرت في المورد الأهم الذي يتمثل في قوة العقول والموارد البشرية والقدرة على الابتكار لتزدهر بسواعد أبنائها .
وقد أشارت إلى دعم بلادها للمشاريع الصغيرة التي ترى أن لها الدور الأكبر في تنمية الاستثمار المحلي منوهة إلى أن أصحاب هذه المشاريع قد سعوا بجدية إلى إثبات جدارتهم عندما لمسوا الدعم الحكومي الذي تحظى به مشاريعهم لتنمو .
كما أكدت على دور المرأة في بلدها مقارنه بدورها في ظل الظروف التي كانت تقيدها عام 1969م معتبرة أن بلادها تحلق اليوم في سماء الدول المتقدمة بجناحين ( رجل و امرأة ) لقطف ثمار خطوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون أن تغفل قوانين الدولة دور المرأة التربوي في تنشئة الأبناء إيماناً منها بأهمية هذا الدور في التأسيس الصحي للأجيال التي ستبني المستقبل .
وفي مداخلة من أحد الحضور تطرق فيها إلى دور السيدة خديجة رضي عنها كأول امرأة مسلمة وزوجة للرسول عليه الصلاة والسلام مشيراً إلى أهمية انصراف المرأة إلى دورها كأم ومربية للأبناء، كان تعليق رئيسة ايرلندا مثاراً لإعجاب الحضور بقولها:" كانت امرأة عظيمة حقاً وقد علمت من خلال حواري مع عدد من سيدات الأعمال السعوديات أنها كانت سيدة أعمال ناجحة كذلك " .
ومن جهة أخرى تطرقت رئيسة إيرلندا في حديثها إلى الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى محمد عليه الصلاة والصلاة مؤكدة على رفضها لهذه الممارسات التي تسيء إلى حرية الرأي ومشيرة إلى أن الجالية المسلمة في إيرلندا قد تصدت لهذه القضية وسارعت إلى الاستنكار وسعت بطريقة حضارية شارك فيها المسلمين وغير المسلمين في إيرلندا لإيصال هذا الاستنكار إلى المسؤولين في الدول المعنية بالإضافة للمظاهرات التي انطلقت للتعبير عن هذا الرفض، وقد أشادت بوعي الجالية الإسلامية في ايرلندا وبالآلية الفعالة التي اعتمدوا عليها لإيصال صوتهم للعالم دون اللجوء للعنف .
بعنوان ( جامعة الدول العربية دور جديد في دعم سير الثقافة العربية ) انطلقت الجلسة التي حازت على النصيب الأكبر من اهتمام الحضور لفعاليات اليوم الثاني... وقد أدار رجل الأعمال السعودي " علي حسين علي الرضا " الجلسة التي تحدث فيها " عمرو موسى " الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أهمية احترام الهوية واضعاً حداً فاصلاً بين التمييز والاستعلاء ومعتبراً أن الاستعلاء أمر مرفوض في عهد تعايش الحضارات.
و أشار في كلمته إلى قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لرسولنا الكريم مؤكداً أنه لايقر اللجوء إلى العنف إلا أنه يستعجب من ازدواجية معايير حرية الرأي في الغرب الذي يعتبر العداء للسامية جريمة بينما يكون العداء للإسلام حرية، ومشيراً إلى أن حرية التعبير مبدأ عظيم لا يصح أن يخضع لهذه الازدواجية التي قد تؤدي بدخول الإنسانية نفقا مظلما.
كما أوضح أن العصر الذي نعيشه لا يحتمل الصراعات بين الشرق والغرب ولتلافي ذلك لابد من أن يضع عقلاء الشرق والغرب أيديهم معاً في سبيل تحقيق التكامل الحضاري على قاعدة " لكم دينكم ولي دين "، لمواجهة الأعداء الحقيقيين لنا ولهم ومواجهة مخاطر الفقر والجهل والمرض والإرهاب.... معتبراً أنه لاسبيل لإنجاح هذه المواجهة سوى وقوف الإنسانية يدا بيد وصفا واحدا في شراكة حقيقية للتعامل مع مختلف التحديات التي تواجهنا.
ومن جهة أخرى نوه إلى أنه لا يصح الخلط بين العرب والإرهاب والمقاومة والإرهاب والإسلام والإرهاب..... كما أعرب عن رفضه لتشكيل المنطقة على أسس طائفيه أو عرقيه أو دينية نظراً لأن التعامل مع متطلبات العصر والحفاظ على المصالح المشتركة لايعني إخضاع أهلها أو محو ثقافتهم أو معتقداتهم إنما يكون بمد الحوار وإيجاد المناخات المناسبة للتعايش الحضاري دون عزله أو تميز أو تمييز .
وكشف عن توجهات الجامعة العربية لاحتضان مؤسسات المجتمع المدني ووضع استراتيجيات تكفل لهذه المؤسسات أن تعمل تحت مظلة الجامعة وتتوسع بأنشطتها لخدمة المجتمع المحلي وتتواصل مع العالم الخارجي.... كما أشاد بالكادر النسائي الذي يعمل في جامعة الدول العربية مشيراً إلى أنه يقدر بنسبة 40% ومستدركاً بقوله أن 50% من العاملين الأكفاء في الجامعة نساء .
( الشرق الأوسط في الإعلام الأمريكي ) كان عنوان الجلسة التي أقيمت على هامش منتدى جدة الاقتصادي السابع واستضافت كل من الكاتب " لاري رايت " من جريدة " نيويوركر " و " فاتنة صلاح الدين " من صحيفة أوهايو و " جوديث كيبر " مديرة منتدى الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، لمناقشة الصورة الغير منصفة التي يبرزها الإعلام الأمريكي عن الشرق والتركيز على تسليط الضوء على كل ماهو سلبي في العالم العربي مع البحث عن آليات لإصلاح هذه الصورة... وقد أكد ضيوف الجلسة على أهمية تفاعل العالم العربي والإسلامي مع ما يطرح في الإعلام الغربي لتصحيح المفاهيم المغلوطة الناتجة عن عدم معرفة أو استيعاب الصحفي الأمريكي لطبيعة مجتمعات هذه المنطقة وتركيبتها التي تختلف عن المجتمع الأمريكي.
وفي مداخلة لأحد الحضور أشار إلى أن المسألة ليست بهذه البساطة حيث أن التجربة العملية أثبتت أننا وإن تفاعلنا أو شاركنا في برامج حوارية أو أفلام وثائقية يتم التعامل مع المواد التي حصل عليها الإعلام الأمريكي بشكل سلبي مع تحوير لمضمونها ليذوب في قالب مادة تهدف إلى الإساءة لا إلى إيضاح الحقائق بحيادية .
كما وجهت إحدى الصحفيات اتهامها للإعلام الأمريكي بخيانة الجمهور الأمريكي ليكون المتضرر الأول قبل غيره من جراء هذه التغطية الغير منصفة نظراً إلى أنها لاتنقل إليه الحقيقة كاملة وتسعى إلى أن تعكس وجهة النظر الداعمة لسياسة حكومته في الوقت الذي تخفي عنه مايدور في أذهان الشعوب على الطرف الآخر من رؤى... فتتصاعد موجة الكراهية مع هذا التجاهل ويتفاجأ بها المواطن الأمريكي دون أن يدرك حقيقة منشأها وأسبابها .
وفي اتهام آخر من أحد الحضور للإعلام الأمريكي بأنه في إدارة وملكية اللوبي الصهيوني نفى المتحدثون هذه التهمة مؤكدين بأن المؤسسات الإعلامية هي مؤسسات مساهمة يشارك في ملكيتها الأفراد دون تمييز وأنه بوسع العرب والمسلمين أن يشاركوا في ملكية هذه المؤسسات كما بوسع غيرهم ذلك .
قدم مدير المعهد العربي الألماني " أودو ستاينباخ " قراءة أثارت اهتمام الحضور عن أخطاء الغرب والشرق التي أدت إلى توتر العلاقة فيما بينهما، مشيراً إلى ازدواجية المعايير الغربية وافتقادها للحيادية في المواقف التي تتعلق بالعرب والمسلمين ومستدلاً بعملية السلام التي استمرت أكثر من عقد من الزمان بينما إسرائيل تواصل احتلالها للأراضي الفلسطينية.... كما تطرق إلى الأذى الذي طال الشعب العراقي بذريعة معاقبة النظام البائد فدفع الشعب العراقي الثمن وهو يعيش تحت ظل النظام الظالم وظل يدفع الثمن بعد زواله .
أما فيما يتعلق بالشرق فدعا إلى تخفيف حدة الانتقاد وتغيير إستراتيجية تعليق جميع المشاكل والأخطاء على الغرب، مشيراً إلى أن طريقة التفكير لابد أن تتغير لتكون ردود الأفعال فعالة ومنتجة .
كما دعا إلى إرساء مفاهيم الحوار شريطة وقوف أطرافه على قدم المساواة دون أن يكون أحد أطرافه في موقف ضعف أو تمارس عليه ضغوطات ليخرج متنازلاً عن حقوقه الشرعية من خلال الحوار .
تحت عنوان ( مد جسور التواصل بين الشرق والغرب ) خيم على الحضور إحساس بأن الجسور ستبقى معلقة على خيوط واهية بسبب إصرار ضيف الجلسة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق " آل جور " على تكرار التأكيد على علاقة الصداقة الوطيدة التي تربط الولايات الأمريكية المتحدة بالمحتل الإسرائيلي مع التحفظ على الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمواقف الأمريكية حيال العالم العربي والإسلامي وتحديداً على مواقف الحكومة الأمريكية الحالية .
وقد كان من بين تلك الأسئلة والمداخلات الموجهة لنائب الرئيس الأمريكي السابق " آل جور ":
ـ لماذا لم تمارس أمريكا الضغوط على إسرائيل لتنفيذ كافة قرارات الأمم المتحدة؟
ـ متى ستتوقف أمريكا عن الدعم الغير مشروط لإسرائيل؟
ـ ماذا ستكون ردة فعل الولايات المتحدة لو أن الكاريكاتورات المسيئة للرسول الكريم كانت كاريكاتورات معادية للسامية أو ضد دولة إسرائيل؟
ـ بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبحت أمريكا تعرفنا كمتشددين ولاتدع أمامنا خيار سوى الدفاع عن أنفسنا بالرغم من أننا كنا ضحية للإرهاب وهذا الاتهام لم يتغير والدليل على ذلك الصعوبات التي تقابلنا للحصول على فيزا لزيادة أمريكا.
أما ماخفف من حدة الحوار فقد كان وجود ضيف آخر في الجلسة هو نائب رئيس وزراء ماليزيا الأسبق " أنور إبراهيم " والذي تطرق في معرض حديثه إلى الاتهامات التي تم الصاقها وتعميمها على جميع المسلمين مستشهداً من القرآن والسنة بما يؤكد على أنها بعيدة عن حقيقة الإسلام والمسلمين ومحذراً من أن لايكون اعتراضنا عليها ورفضنا لها سبباً في أن نتجاهل الفساد والضعف والأخطاء الشائعة بيننا.
كما أشار إلى أن مبدأ تعارف الشعوب وتقاربها يعد من مبادئ الإسلام الهامة التي في ظلها سادت الحضارة الإسلامية بقدرتها على تقبل واحتواء الحضارات الأخرى دون أن تفقد هويتها .
وفي مداخلة لإعلامية غربية كشفت عن أنها شعرت بالمفاجأة خلال المنتدى لإحساسها بأن الإدانة فيما يتعلق بالرسوم الكاريكاتورية موجهة للغرب عامة بالرغم من أن صحف أغلب الدول الأوروبية لم تنشر الرسوم وأدانت نشرها على صفحاتها الأولى كما أن غالبية الشعوب الغربية رفضت ذلك.... وتسائلت لماذا تدينون الغرب كافة بجريمة فردية لصحيفة دنمركية؟
وإجابة على هذا السؤال أوضح أنور إبراهيم جذور المشكلة معتبراً أن العالم الإسلامي يتعامل مع الغرب ككتلة واحدة تماماً كما يتعامل الغرب مع المسلمين ككتلة واحدة ويتوسع في اتهاماته بالإرهاب لتطال جميع المسلمين.... وأضاف:" لابد أن تكون ردة فعلنا متعقلة ونبحث كمسلمين عن من يشاركنا بالرؤى العادلة في الغرب لنكسب مساندته معنا وهو يؤكد أنها ليست قضية حرية، فالحرية تنأى بنفسها عن أن تكون طريقاً لإهانة دين أو لون أو عرق.... كما نقول أن الإرهاب ليس من الإسلام في شيء فهو جرائم فردية ليس من العدل أن يدفع ثمنها جميع المسلمين لأن أحدهم قد ارتكبها جهلاً وتعدياً.... وعلينا أن نتفق معاً أن العنف وعدم الاحترام صفات يجب أن ننبذها ونواجهها ولانتركها تهدد علاقتنا بالآخر ".
افتتح " تيم مارشال " محرر قناة سكاي نيوز ومدير جلسة "جدران من زجاج وسقوف من قرميد – العقبات التي تعيق تقدم المرأة في مكان العمل" مشاركته باستطلاع عن إزالة الحاجز الزجاجي الذي يفصل بين النساء والرجال في القاعة وحسم النتيجة بنظرة سريعة تعكس رغبته المسبقة في ترجيح كفة الرأي المطالب بإزالته إلا أن المداخلات كان لها رأي آخر... حيث وجهت له الأستاذة/ نشوى طاهر عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة سؤال: هل تعتقد أنه بإزالة الحاجز الزجاجي سيتم إزالة الحاجز العقلي؟.... فأجاب باختصار: ذكرت أنها ليست مسألة الزجاج والحواجز ولكنه التعليم .
أما أحد الحضور من قاعة الرجال دعا إلى عدم التوقف عند هذا الموضوع وطالب مدير الجلسة بمراعاة حساسية المجتمع وقال في ختام مداخلته: دعونا نمارس حياتنا وأعمالنا بالطريقة التي تناسب مجتمعنا .
وقد شاركت في هذه الجلسة سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة منى أبو سليمان التي اعتبرت أن القطاع الخاص يجب أن يكون أكبر موظف، كما أشارت إلى مشكلة المرتبات النسائية المتدنية والقوانين والإجازات الغير منصفة لظروف وطبيعة المرأة، مؤكدة أن الخيار لو كان للمرأة ستختار المرونة على حساب العائد المالي الذي تجنيه من الوظيفة لتتمكن من التوفيق بين التزاماتها الأسرية وعملها .
أما الدكتورة/ هيفاء جمل الليل عميدة كلية عفت الأهلية للبنات فأشارت إلى تجربتها كمستشارة في مجلس الشورى حيث يلجأ المجلس إلى استشارة النساء في قضايا محددة... وأضافت:" تتركز اهتماماتي على البرامج التعليمية الكفيلة بأن ترتقي بوعي المجتمع واستكشاف قدرات المرأة ".... وقد أشارت إلى أهمية إيجاد تخصصات جديدة في الجامعات تناسب احتياجات سوق العمل .
كما شاركت في الجلسة رئيسة المنتدى الدولي العربي للمرأة هيفاء الكيلاني بورقة عمل تناولت دور المرأة في تنمية المجتمع اقتصادياً... واتفقت الكيلاني مع جمل الليل على أهمية رفع ثقافة المرأة الاقتصادية.... ونوهت إلى دور القطاع الخاص في تقديم برامج التدريب المهني ودعم مشاريع الأسرة .
وعن إشكالية تضارب آراء المجتمع حول القيود التي يجب أن تفرض أو لاتفرض على عمل المرأة أجابت أبوسليمان أن الحل الوحيد هو رفع مستوى الوعي الاجتماعي وإتاحة فرصة الاختيار أمام الجميع دون إقصاء لأحد أو فرض وجهة نظر شخصية على الجميع معتبرة أنه بإمكاننا أن نضع النموذج الذي يناسبنا.... كما علقت الكيلاني على ذلك بقولها:" أؤمن بمنهج السير خطوة بخطوة ".
أشادت الإعلامية سمر فطاني بأوراق العمل النسائية قائلة:" فتحت مشاركة رئيسة إيرلندا آفاق جديدة من الطموح لكل النساء فكانت من أبرز جلسات المنتدى واستفاد الجميع من التجارب الفريدة التي خاضتها لتنتقل ببلدها من مصاف دول العالم الثالث إلى منظومة الدول المتقدمة.... كما عكست مشاركة كل من الدكتورة هيفاء جمل الليل والدكتورة سلوى الهزاع و هيفاء الكيلاني ومنى أبو سليمان دور المرأة السعودية والعربية الريادي وحضورها البارز في المجتمع الدولي".... وأضافت في حديثها لـ( عربيات): " هذا المنتدى يؤكد عام بعد عام تميزه وأهميته على الصعيد المحلي والدولي، كما تؤكد أوراق العمل النسائية أن المرأة السعودية تسير في الطريق الصحيح نحو مستقبل مشرق تسهم فيه ببناء رؤى اقتصادية واجتماعية تخدم وطنها ".
وفي لقاء خاص بـ"عربيات" مع نائب رئيس مؤسسة الإبداعية للعلاقات العامة والمنظمة للمنتدى سارة العايد قالت:" يتميز منتدى جدة الإقتصادي في كل عام بطابع خاص، أما هذا العام فقد اختلف أسلوب التنظيم عن الأعوام الماضية ليناسب عنوان المنتدى الرئيسي الذي يتناول الهوية وقد تم اختيار المتحدثين على هذا الأساس فالملاحظ عدم وجود عدد كبير من رؤساء الدول كما اعتدنا في الأعوام الماضية ولكن كان التركيز على أصحاب الرؤى والتجارب الهامة في هذا الإطار "..... وعن الحضور تقول العايد:" أعتبر أن المنتدى قد نجح إلى حد كبير في استقطاب الجمهور المستهدف وتأسيس علاقة جيدة معه يؤكد عليها ارتفاع نسب الحضور من النساء والرجال لمتابعة الجلسات ".
أما عبير حجر – مسؤولة علاقات عامة ومنظمة للمنتدى – فتقول:" أعتقد أن تنظيم المنتدى يتجه نحو الأفضل، وقد كانت أبرز النقلات هذا العام هي تقليص عدد المتحدثين من 120 إلى 80 متحدث فقط لمنح كل متحدث الوقت الكافي وإتاحة مجال أكبر للمداخلات ".... وعن ارتفاع نسبة الحضور تقول:" النجاحات السابقة التي حققها منتدى جدة الاقتصادي إلى جانب ارتفاع مستوى الوعي الاجتماعي بأهمية هذا الحدث كان سبباً في الإقبال الكبير الذي شهده المنتدى هذا العام ".... أما عن قلة المؤتمرات الصحفية فتقول:" كان ذلك بسبب عدم وجود عدد كبير من رؤساء الدول كما اعتدنا في الدورات السابقة للمنتدى ".
رهف علي رضا ( طالبة )، أبدت إعجابها ببعض أوراق العمل قائلة:" للمرة الأولى يتسنى لي حضور منتدى جدة الاقتصادي وقد كانت أكثر الجلسات التي استقطبت اهتمامي هي التي تناولت قضايا التعليم وعلاقة تطوير البرامج التعليمية بالتنمية الاقتصادية ".
أما السيدة لطيفة عبدالمحسن ( سيدة أعمال ) فتحفظت على مشاركة بعض الأسماء قائلة:" بعض المتحدثين كانت مشاركاتهم لاتتفق مع موضوع المنتدى، كما أن التجاوب مع المداخلات لم يكن مرضياً ".
في المقابل أشادت سامية عبدالجواد ( سيدة أعمال ) ببعض الجلسات قائلة:" استفدنا كثيراً من التعرف على الفرص الاستثمارية المتوفرة في دول مثل فرنسا، ومن تجارب مفيدة مثل تجربة إيرلندا في تنمية الموارد البشرية.... أما على الصعيد المحلي فقد وجدنا فرصة ممتازة للتعرف على مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي نتطلع إلى أن تكون نواة لمدن أخرى في مناطق عديدة من المملكة لنواكب النقلة الاقتصادية الهامة التي تعيشها بلادنا ".
1 ) تكررت الشكوى في سوء الترجمة، والظريف أن المترجم قرر أن يتوقف عن الترجمة أثناء طرح الدكتورة/ سلوى الهزاع لورقة عملها متذرعاً بسرعة حديثها باللغة الإنجليزية مما جعل اللجنة المنظمة ترسل للمتحدثة برسالة تطلب منها تخفيض السرعة ليتمكن المترجم من القيام بمهمته.... وقد قرأت الدكتورة سلوى الرسالة على الحضور .
2 ) لاحظ الجميع أن الإجراءات الأمنية لم تكن مشددة قياساً بالعام الماضي تحديداً .
3 ) لايزال الموقع الإلكتروني لمنتدى جدة الاقتصادي لايرتقي لمستوى الحدث، فلم يشهد أي تحديث أثناء أيام المنتدى الثلاث .
4 ) شهدت القاعة النسائية حضوراً فاق الأعوام السابقة وتنظيم أفضل بمراحل من العام الماضي - على الأقل - .
5 ) للعام الثاني على التوالي لم يكن هناك نقل حي ومباشر لكامل جلسات المنتدى على أي قناة فضائية، ويبدو أن اللجنة التنظيمية قد اكتفت بنقل التغطيات والبث المباشر على شبكة الإنترنت .
6 ) لم يكن اختيار موقع الخيمة المخصصة لإقامة المؤتمرات الصحفية موفقاً، كما لم يكن توقيت المؤتمرات التي تعقب جلسة المتحدث مباشرة مناسباً، حيث واجه الإعلاميين صعوبة في حضور الجلسة ومن ثم الاتجاه إلى موقع الخيمة عبر طريق طويل لتوجيه الأسئلة للمتحدث فكان وصول الإعلاميين دائماً بعد بداية المؤتمر.
7 ) تفادى برنامج جلسات المنتدى الحرج الذي كان يلقاه المشاركين في الجلسة المسائية السنوات الماضية نظراً لمغادرة الحضور مبكراً، وذلك بوضع جلسات هامة في آخر البرنامج دفعت الحضور إلى الحرص على البقاء لمتابعتها، وكان من بينها جلسات نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ( آل جور ) .