عندما اتصلنا به للإستفسار عن خدمات مكتبه كان الإنطباع الأول الرائع يتمثل في سرعة تجاوبه ونشاطه....وكنا نعتقد أنه متخصص فقط في مجال الحاسب والإنترنت لكن المفاجأة...هي.. أننا وجدنا أنفسنا أمام مهندس وشاعر ومبرمج ومصمم مواقع لا يتجاوز عمره 26 عاماً...الشاب(محمد حسام خضر)الذي رسم بتفوقه وطموحاته صورة مشرفة للشاب العربي الواعد الذي يسعى لتطوير قدراته وتنمية مواهبه واستثمار وقته في العلم والتعليم والعمل....ولعل الكِتاب من عنوانه يُقرأ...وكتاب ضيفنا اليوم يبدأ من حيث درس في(الكُتَّاب) وبدأ بحفظ القرآن الكريم إلى أن التحق بكلية الهندسة وشارك بأنشطة شعرية وأدبية مختلفة ثم تدرج في العمل وواصل رحلة التفوق في مجالات جديدة ليتقن لغة العصر ويضع التكنولوجيا الحديثة عند أطراف أصابعه....
من أنت؟
أنا(محمد حسام خضر)،أنتمي إلى قبيلة شاركت في تغريبة بني هلال من جهة وإلى العثمانيين من جهة أخرى بالاشتراك مع أجداد هم أول مثقفين ومهندسين في العالم،مصري المولد والجنسية رسميّاً
ماهو تخصصك الدراسي؟
حاصل على بكالوريوس(هندسة القوى والآلات الكهربية)من جامعة القاهرة ودبلومة(إدارة التسويق)من المعهد البريطاني .
ماهو عملك الرسمي في الوقت الحالي؟
|
لدي مكتب للتصميم الفني عمومًا والتصميم الخاص بالإنترنت خصوصًا بالإضافة إلى كل مايشمل الحاسب الآلي من صيانة وتدريب واستشارات وتفرع هذا المجال ليشمل الترجمة للإنترنت وحلول التجارة الإلكترونية واستضافة المواقع.وهذا العمل بعيد بالطبع عن تخصصي الدراسي . |
ما هواياتك؟
ـ الهواية الأم التي تفرعت منها كل الهوايات الأخرى هي القراءة،فقد تعلمت القراءة في كتَّاب وأنا في الرابعة من عمري مما سمح لي ببدء حفظ القرآن الكريم وقتها،ولهذا فقد قرأت ألف ليلة وليلة الأصلية وعمري 9 سنوات.
ـ ونتيجة لميلي للكتب الأدبية برزت لدي موهبة كتابة الشعر...وهكذا ظللت أصقل هذه الموهبة حتى حصلت بحمدالله على المركز الأول في كل المسابقات التي نظمتها جامعة القاهرة وجامعات مصر،ثم أسست المنتدى الأدبي لكلية الهندسة وكنت في الفرقة الثانية فحصدت ثماره في الفرقة الثالثة حيث حصل المهندسون على المراكز الأول والثالث والخامس على مستوى الجامعة.
ـ الرسم والتذوق الفني....وأعتقد أنها وراثة بحتة، فأبي مصمم وخطاط ممتاز وجدي كان ناقدًا أدبيًا وفنيًا كبيرًا.
ـ التمثيل، حيث دعيت للمشاركة في تمثيل مسرحية الكلية التي تنافس في مسابقة التمثيل بالجامعة وحصلت على جائزة أحسن ممثل.
ـ مسابقات المعلومات كنتيجة طبيعية للقراءة،والحمد لله لم أحصل مع فريقي إلا على المركز الأول طوال سنين الدراسة حتى على مستوى جامعات مصر والجامعات العربية في مهرجان التراث.
وبصفة عامة لا أستطيع أن أغفل دور أبي في إكتسابي للتذوق والحس الفني النقدي إذ كان يجعلني أحضر جلسات أدب ودين وفن وأنا في العاشرة وما بعدها ويأخذ رأيي في أعمال فنية وأدبية ويجعلني أصحح الأخطاء فيها.
متى بدأت بكتابة الشعر والقصائد؟
مررت بقصة حب عندما كان عمري 9 سنوات لكن الطرف الآخر كان أكبر مني....إلا أن هذا الإحساس ظل معي دون أن أشعر حتى فوجئت بنفسي أكتب عدة أبيات(لا وزن لها ولا قافية بالطبع)،ثم أكرمني الله بمدرس لغة عربية في الصف الثاني الثانوي شجعني وأبدى انبهاره بما أكتب ونصحني بقراءة أي كتاب عن أوزان وقواعد الشعر،في السنة التي تليها فزت بالمركز الثاني بمسابقة مؤسسة(اقرأ)للشعر وكتبت-فيما كتبت- معارضة لقصيدة "صخرة الملتقى" لإبراهيم ناجي أعجبت المدرسين وأصبحوا يدرسونها مع النص الأصلي ويقارنون بينهما ويوضحون صور البلاغة،وكتبت قصيدة في كل مواد الدراسة بالثانوية انتشرت على مستوى مدارس القاهرة.
هل لك محاولات لنشر أعمالك؟
نشرت العديد من أعمالي ما بين الثامنة عشرة والعشرين،(وكتبت جريدة الشعب عندها:اكتشاف حقيقي)بعدها نشرت في عدة مجلات على مستوى الجامعة...و ما أسعدني حقًا أن زميلاً من كلية دار العلوم (وهي الكلية المختصة بالأدب) أخبرني عندما عرف اسمي أن أخاه الأكبر خريج دار العلوم يحتفظ بقصيدة لي كان قد قصها من الجريدة ووضعها تحت زجاج مكتبه .. ثم أسعدني أكثر أن مدرسًا بالكلية ذاتها استأذنني في وضع قصيدة من قصائدي في كتاب تعليم العروض للفرقة الثانية حيث إنني جئت بشكل جديد لبحر قديم فاكتسب موسيقى مبتكرة ومعبرة .
من هم الشعراء الذين تأثرت بهم في بداياتك؟ولمن تقرأ؟
في كل مرحلة كان لي شاعر أتأثر به ، ولذلك فقد مر شعري (بصوره وتعبيره وموسيقاه) بمراحل تطور الأدب العربي حتى اكتسبت أسلوبي الخاص .
تأثرت (بترتيب المراحل السنية والدراسية) بامرئ القيس (أخذت منه النفس الطويل) و المتنبي (أفادني كثيرًا في أن يكون البيت له معنى جديد وليس تكرارًا أو زيادة) وشوقي (القافية لابد أن تكون ذات تأثيرفي مكانها) وإيليا (العذوبة) والمهندس محمود حسن إسماعيل (الغموض الشفيف والصور المبتكرة) ونزار (سهولة الألفاظ) وأمل دنقل (الإدهاش والإبهار والجرأة مع البساطة).
عندما أقرأ الآن فأنا أقرأ لمحمود حسن إسماعيل ونزار وأمل وعلي محمود طه ومحمود غنيم والمتنبي.
كيف توجهت إلى تصميم الجرافيكس والتعامل مع الحاسب الآلي؟
هذا موال آخر.... بداخلي بقعة سوداء بيضاء اسمها التحدي...عندما وجدت أن زملائي الذين يدرسون في قسم الحاسب الآلي حصلت على جهاز وأصبحت أقضي ليالي تطول حتى 12 ساعة في محاولة فهم ما يفعلونه أمامي (خاصة الإنترنت)، وبدأت أعمل في التدريس وأنا طالب ثم البرمجة ثم أصبحت مديرًا للتدريب في شركة في الإجازات الصيفية، وعندما وجدت أن أرقى ما بالإنترنت وقتها (حوالي 1993) هو تصميم المواقع قررت أن أدخل في هذا المجال.. بعد شهرين بدأت أصمم مواقع الأقسام بالكلية وبدأت تعليم زملائي مكونًا فريق عمل صغير. وعندما تخرجت من الكلية شاركني مدرس بالكلية وصار لنا مكتب لهذه المجالات، إلا أنه خرج منه فأغلقناه وعملت في مجالات أخرى كإدارة التدريب والإنترنت ثم إدارة التسويق إلى أن قررت نهائيًا أن أعمل لحسابي.. وهكذا بدأت موقعي وعملي المستقل أنا وزملائي القدامى والجدد.
ماهي أهم أعمالك في هذا المجال؟
أحدث الأخبار أنني قمت بتصميم كتاب مدرسي لتعليم المتسربات من التعليم في القرى لحساب هيئة متصلة بوزارة التعليم،وأنشأت موقعًا للخدمات العقارية المجانية في كل الدول العربية، ونعمل الآن على إنشاء موقع إنترنت جامعي ذكي تفاعلي يمكن للمدرس من خلاله (دون خبرة في تصميم المواقع) الاتصال بالطلاب وإرسال الدرجات وتغيير أجزاء من الموقع ويمكن للطالب حل اختبارات لها وقت محدد أو مفتوحة ثم ترسل الإجابة للمدرس أو تظهر الدرجة للطالب وهكذا.
هل تعتقد أن الإنترنت في البلاد العربية يأخذ نصيبه من الإهتمام المطلوب؟
أما عن كونه يأخذ نصيبه من الاهتمام فنعم خصوصًا مع انخفاض الأسعار المستمر (لن تكون هناك تكلفة اشتراك دوري في مصر مع نهاية العام مثلاً)، أما الاهتمام المطلوب فلا.. حيث يمكن أن نجد معظم المستخدمين العرب ينكبون على برامج ومواقع المحادثات والتعارف أو المواقع غير المسموح بها، وهذا يعني أن المستخدمين في بلادنا يحتاجون توعية في هذا المجال.. فلو أنك أخبرت طالبًا كيف يمكنه أن يحصل على مساعدة في دراسته من خلال الإنترنت لأصبح تركيزه موجهًا....هذا لا يمنع أنني أقابل العديد من الأصدقاء الواعين من مختلف الدول.
ماذا عن تخصصك الأساسي الهندسة هل مازلت تمارس الأعمال الهندسية؟
كل أعمالي هندسية.. لأن الهندسة هي (فن التنظيم والإدارة)...أما تخصصي فلم أعمل فيه لمدة ساعة حتى الآن ولا أرغب في ذلك.. كل ما كنت أريده من الهندسة من طريقة للتفكير وتنظيم حصلت عليه والحمد لله.
من الملاحظ تعدد اهتماماتك فكيف تقسم وقتك للتوفيق بينها؟
لن أكذب وأقول إنني أستطيع التنظيم بينها الآن.. لم أكتب قصيدة كاملة منذ عامين مثلاً ولم أسع لاستكمال موهبة التمثيل التي أحسها قوية.. أنا الآن في مرحلة بناء الحياة لا سيما وعندي مريم (عامان) ويوسف (4 أشهر) وبالتالي فكل ما أقوم به الآن هو العمل، إلا أن من فضل الله علي اختياري لمجال عمل أمارس فيه هواية محببة إلي هي التصميم والرسم والنقد.وإن شاء الله سأكتب قريبًا جدًا لأنني أشعر بالتغيرات التي كانت تعرض لي عند احتياجي للكتابة.
وهل تميل إلى احداها بشكل أكبر؟
الشعر.. لا أستطيع أن أصف كيف أكون عندما أكتب!
كيف تجد الدعم من حولك؟وهل واجهتك عقبات محددة في مشوارك؟
بالنسبة للهوايات فدائمًا ما كانت عائلتي مشجعًا لي وناقدًا أولاً لأعمالي، وأعتقد أن افتخار أبي بي في سن صغيرة كانت حافزًا كبيرًا.. وواجهت عقبات كثيرة أشهرها الغيرة الضارة ومحاولات الهدم إلا أن أسلوبي المرح أولاً والبساطة في تناول الأمور بالإضافة إلى عملي الدائب ثانيًا(بعد توفيق الله) ساعدتني في الوصول إلى ثقة بالنفس واكتساب جمهور محب.
ماهي النصيحة التي تقدمها للشباب لتنمية مواهبهم؟
1) إذا كتبت خواطر شخصية في حالة نفسية معينة أو رسمت صورة أو دندنت بلحن فإياك أن تترك ذلك يمر هباءً أو تقطع الورقة، استشر متخصصًا تثق فيه فيما فعلت.
2) انظر إلى من هم أكبر منك: هل لدى أحدهم وقت لممارسة هواية؟ انظر إليك: كم من الوقت تقضي مع أصدقائك أو في مشاهدة التلفاز؟ ليس لديك وقت سوى هذا الوقت.
3) كل يوم يمر عليك هو طوبة توضع في بناء شخصيتك.. كيف تريدها أن تكون؟