تجربة ناجحة في "التعليم عن بعد" في كليات البنات بالسعودية
أجريت مؤخراً تجربة فريدة لنقل المحاضرات التعليمية لمسافات جغرافية متباعدة، داخل المملكة العربية السعودية. فقد جرى تمثيل عملية نقل لمحاضرة جامعية من المقر الرئيس لمحافظة جدة، وبثها عبر الشاشات المغلقة في قاعات كليات البنات في جدة والرياض.
أجريت التجربة، التي تضمنت نقلاً حياً لمحاضرات بين الرياض وجدة، مباشرة وعبر الأقمار الصناعية، كانطلاقة للمشروع الذي افتتحه الدكتور عبدالله بن علي الحصين، وكيل كليات البنات بوزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، والخاص بالتعليم عن بعد.
وقدمت الشركة العالمية للإلكترونيات، التي تتولى تشغيل هذه التقنية، شرحاً موسعاً عن الأساليب والطرق المتاحة لنقل هذه المحاضرات عبر الأقمار الصناعية، وجرى استعراض كافة وسائل التعليم التي توفرها هذه التقنية، والتي تتيح للطالبات تلقيها، بما يشابه تلقي هذه المعلومات وجهاً لوجه.
ونظراً للنجاح الباهر للتجربة الجديدة، تقرر تعميمها على جميع كليات البنات البالغة (102) كلية، حيث صرح الدكتور الحصين قائلاً: من منطلق اهتمام وزارة التربية والتعليم ممثلة في وكالة كليات البنات تسعى كليات البنات لتحديث وتجهيز كلياتها التي بلغت 102كلية، حيث شرعت وكالة كليات البنات في التخطيط لمشروع التعليم عن بعد منذ مدة وتمت دراسته من جميع الاتجاهات.
وأوضح المهندس نادر أمين، مدير عام الخدمات والمنتجات بالشركة العالمية والمشغلة لهذا المشروع، أن السرية التامة هي من مميزات هذا النظام الذي لا يخترق، لاعتماده على تقنيات التشفير والترميز. كما أن من مميزات هذه التقنية أنها تتيح الاستعاضة عن تخصيص أساتذة من مختلف المناطق والمحافظات في كليات البنات، ببث محاضرات من الكليات التي يوجد بها وفر من الاساتذة لأي كلية أخرى، مهما كانت بعيدة جغرافياً. وقد تم تركيب "لوحات" إلكترونية في بعض الكليات استعداداً لجاهزيتها عند البث المباشر إليها عبر الأقمار الصناعية.
تعتمد آلية تنفيذ المشروع على إنشاء مركز تعليم عن بعد مركزي بالرياض يحتوي على مركز لبث المحاضرات الى جميع الكليات التي تحتاج لها ومركز لتصميم المقررات الدراسية على موقع خاص بها على شبكة الإنترنت ، ويتضمن ثلاثة استوديوهات، ومكتبة إلكترونية، وأرشيف الكتروني. وعلى إنشاء محطات استقبال البث في جميع الكليات، في جميع مدن المملكة، بحيث تتلقى الطالبات تعليمهن في قاعات دراسية خاصة داخل الكليات.
يذكر أن الخطوات العملية التي اتخذتها وكالة كليات البنات ( الإدارة العامة للحاسب الآلي والمعلومات ) لتنفيذ مشروع التعليم عن بعد بكليات البنات كتعليم مساند وداعم للتعليم التقليدي، بدأ بتخصيص 16 مليون ريال لهذا المشروع الوطني الكبير، خلال العام الدراسي الحالي.
ويشمل الجزء الثاني من المشروع تصميم المقررات إلكترونياً، ووضعها على شبكة الإنترنت من خلال موقع خاص بها وإلحاقه بمركز التعليم عن بعد لما يحققه من مميزات اضافية تتمثل في استخدام الانترنت كوسيلة تفاعلية في تدريس بعض المقررات الدراسية ، وتبادل المعلومات فيما بين الطالبات ، أو بينهن وبين أستاذ المادة من خلال البريد الالكتروني وغرف الحوار الخاصة بالمقرر الدراسي.
وبالإضافة إلى الاستخدام داخل أراضي المملكة، ترى وكالة كليات البنات أن من الممكن الاستفادة من هذه التقنية في استقبال البث من خارج المملكة، في حال التعاقد مع أعضاء هيئة تدريس من الخارج، للتشاور في أمور التعاقد، وكذلك في برنامج القبول والتسجيل في كليات البنات، وفي برنامج الدراسات العليا الذي تم إعداده، لسد النقص الذي تعانيه كليات البنات.