محمد عبد الصمد: "على هوانا" تفعيل لدور المرأة الفطري
رسالة عجزت القنوات التلفزيونية أن تستوعبها بشكل كلي، وبين إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة لإيصال هذه الرسالة وبين تنفيذ الفكرة على الانترنت، كانت الدراسة التي خرجت بالتكلفة العالية للأولى، وارتفاع المشاهدة في الثانية فكان القرار "على هوانا" ..
إحصائيات عدة وُضعت في الاعتبار، كان الفيصل بينها معدل مشاهدة البرامج التلفزيونية مقارنة بمعدل مشاهدتها وقت البث، الأمر الذي ساهم في إنشاء قناة ذات مسؤولية اجتماعية، تدعو للتفكير، وتعالج الجانب الآخر من الحقيقة، دون فريقين تنحاز لأحدهما، كما تعزز السلوك الايجابي، ولا تبحث عن حل على قدر ما تتطلع لصناعته بالتفاعل مع المشاهدين.
الشاب محمد عبد الصمد، والشاب عبد الله أبو الفتوح، القائمين على الفكرة، استثمرا خبرتهما في الإنتاج التلفزيوني، لمسوا العيوب فآثروا معالجتها من خلال "على هوانا".
الشباب- جمهور الشبكات الاجتماعية- هم من يستهدفهم محمد عبد الصمد بالقناة التي تطرح في الوقت الحالي خمس برامج مختلفة، تقدمها الشابات عوضاً عن الشباب، يقول عن ذلك لـ عربيات: "القناة عامة للجنسين، لكن فكرة أن تقوم بتقديم البرامج شابة عوضاً عن شاب، كانت بهدف تفعيل دور المرأة في المجتمع العربي من خلال مضمون يشارك ويتعلق بكل نواحي المجتمع بدلاً من حصرها في قضايا أو مضمون يقتصر على المرأة كالطبخ والأزياء، المرأة اليوم مشاركة في كل نواحي الحياة، والفطرة منحتها الحق في تربية وتوجيه أبنائها، فلما يتم حصرها في قالب محدد لا تخرج عنه كالأزياء والمطبخ، إننا في قناة على هوانا نقوم بتفعيل دورها الفطري فحسب".
صور من الحياة، واحدة من الناس، أم العريف، شغل عقلك، وعقدتونا، برامج تعرض كل أسبوعين وعلى الرغم من أن بعضها يتسم بالطابع الكوميدي، إلا أنها لا تسير على خط البرامج الكوميدية، فوفقاً لعبد الصمد: "البرامج الكوميدية على اليوتيوب كثيرة وهي ناقدة وناجحة، ومع ذلك نحن في "على هوانا" لا نروج للكوميديا، ونستخدم الأسلوب المباشر في الطرح، ونعتمد على رسالة تقدمها إحدى عضوات فريق العمل من خلال أحد البرامج، تصل مباشرة للجمهور، ويتم طرح جانبها الآخرعبر الشبكات الاجتماعية بالمناقشة أو من خلال إحدى عضوات فريق العمل من خلال برنامج آخر، فلا نريد أن تكون الأفكار عابرة، ولا نعترف بالمشاهدة كدليل نجاح الحلقة قدر ما نعترف بالتأثير والأثر الذي خرج به طرحها".
كل فكرة تواجه صعوبات عنها يقول: " التمويل المادي كان أحد أبرز العقبات التي واجهتنا، خاصة وأن البرامج المعروضة على الانترنت لا تستقطب في عالمنا العربي المعلنين إلا بعد أن تستقطب مشاهدين بخلاف أمريكا وأوربا حيث يتم دعم مثل هذه البرامج كفكرة على ورق، أيضاً بحثنا عن شخصيات نسائية نشطة في مجالاتها حتى و إن لم تكن لها تجارب سابقة لتقديم البرامج، كان الشرط أن تكون هذه الشخصيات على وعي بأهدافنا ولامانع لديها في الظهور من خلال الانترنت لا التلفزيون، بالإضافة إلى الوقت الذي استغرقه العمل على بلورة المضمون لمدة سنة قبل مشاركته مع الجمهور بهدف الوصول لأفضل طريقة نستطيع من خلالها إيصال الفكرة دون أن يشعر المشاهد بملل خاصة لمن اعتاد على البرامج الكوميدية، كان علينا، كذلك، إيجاد مساحة مختلفة عن قنوات اليوتيوب من خلال موقع استثمرنا فيه ليكون متميزاً ومختلفا في نفس الوقت. كل هذه كانت صعوبات كدنا أن نتعثر بها".
باب المشاركة لا يزال متاحاً وفقاً لرئيس قناة (على هوانا)، مضيفاً: "من يملك الموهبة والفكرة المتناسبة مع أهدافنا سنقدم له كل إمكانياتنا سواء في التصوير أو الإنتاج فلسنا مرتبطين بالشروط التي تعيق تحقيق ذلك، أيضاً (على هوانا) قناة ذات مسؤولية اجتماعية، هدفها الرئيسي توعية المجتمع والمساهمة في بنائه وتحقيق تطلعات أفراده لذا لا نرى مشاركة الجمهور إلا واجباً".
وعن الجديد يقول: “التحدي الأكبر هو أن نضيف مضمون جديد كل فترة و قريباً لدينا برامج جديدة جاهزة مثل برنامج خاص بفتيات الجامعة لنرى ما الذي تضيفه الجامعة لشخصية الفتاة المعاصرة، البرنامج بالتعاون الوثيق و المثمر مع جامعة عفت التي سمحت لنا مشكورة بخوض هذه التجربة التي تقدم فتاة الجامعة بصورة عصرية و مختلفة عن الأفكار المسبقة والخاطئة".
(على هوانا) القناة ، لن تتوقف عن البث في رمضان، كما هي عادة معظم برمج اليوتيوب، فوفقاً لعبد الصمد: "لن يكون هناك موسم إنتاجي بالرغم من أننا شاركنا منذ سنوات في إنتاج عدد من البرامج المخصصة لشهر رمضان، كبرنامج خواطر ومذكرات سائح وغيرها، بالتالي لن ينحصر العرض على شهر رمضان أو يتوقف خاصة وأن البرامج التي تقدمها القناة لا تتعارض مع روحانية الشهر، ونجهز لعدد من البرامج التي ستكون مفاجأة سارة لجمهور الشهر الكريم".
الكلمة الأخيرة لعبد الصمد كانت رجاء، قائلاً: "أرجو أن يتم نقد المضمون، وعدم التعرض للشخصيات، نقد الفكرة هو المطلوب، لكن تجاوزها بقراءة النوايا والاعتقاد هو ما يؤلمنا. قدمنا فكرة عبر برنامج (شغل عقلك) نوضح من خلالها أنه لا مسلمات إلا ما جاء بها الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم، وأننا يجب أن نفكر و نستخلص المعرفة بأنفسنا، وطرحنا عدة أسئلة في الحلقة تدعو للإطلاع والبحث والتفكر على الأقل لمعرفة السبب في أننا نقوم بها، لكن الغريب أن رد الفعل تجاوز الإجابة على الأسئلة إلى التجريح، وهذا ما أتمنى أن يتوقف في عالمنا العربي. فالقناة ما هي إلا محاولة جادة و نشطة لجعل المجتمع أكثر وعياً و ثقة في قدرات و إمكانات أفراده".