موقع "طريقك" مبادرة لتخفيف الازدحام المروري
بينما يكتفي البعض بتكرار أقوال العظماء فضل أن يجعلها أسلوب حياة، ومع التطور التقني الذي يشهده العالم لم يكتفي بدور المشاهد، فأختار دور رئيسي، وعلى الرغم من أنه خريج نظم معلومات إدارية إلا أنه أراد توظيف الإنترنت والأجهزة الذكية لحل مشكلة يواجهها ويواجهها الكثير فلجأ للمختصين في تطوير المواقع متكفلاً بالمشروع لينطلق وموفراً لفكرته البيئة الإلكترونية الكفيلة بإنجاحها.
الشاب أدهم عطار آثر أن يجمع كل الطرق في موقع طريقك، ورأي فيه مشاركة لإماطة أذي الازدحام المروري على الطريق، فالخدمة باعترافه ليست بجديدة ومستخدمة في عدد من الدول عن طريق تقنية GPS.
يتضاءل الفشل عندما نضع التجارب الناجحة في مجال التطبيقات الذكية مقياساً لطموحنا، ونوظفها بما يتوافق مع احتياجاننا، وهكذا فعل عطار بعد أن لمس افتقادنا لآلية حديثة نعرف من خلالها معلومات متجددة عن الازدحام المروري في الطرق المختلفة.
التطبيق وفقاً للإمكانيات المتاحة والمتوافقة مع عصر الإتصالات كان بإنشاء موقع الكتروني يضم جميع الطرق الرئيسية في مدينة جدة، مع توفير تطبيق خاص بالهواتف الذكية ومن خلاله يستطيع كل مستخدم أن يكون دليلاً لغيره، وذلك بتوفير المعلومات التي تتعلق بالحركة المرورية التي تواجهه في الطريق الذي يتواجد فيه ويشارك الآخرين بالمعلومة.
رموز إشارة المرور كانت الملهم لعطار حيث يشير اللون الأحمر في الموقع إلى اختناق مروري ولا أمل في المرور قبل ساعات، ويشير اللون البرتقالي إلى الازدحام، بينما يشير اللون الأصفر إلى حالة الطريق متوسطة الزحام، هذا ويدل اللون الأخضر الفاتح إلى أن الطريق سالك بشكل معقول، والأخضر الغامق إلى أن الطريق سالك بشكل كبير.
كارثة السيول التي وقعت في مدينة جدة وتكررت على مدار عامين، تم وضعها في الاعتبار حيث استخدم أدهم أيقونة للرمز إلى وجود كارثة في الطريق أو حادث، كما أتاح فرصة لمعرفة وضع الطريق في شارع محدد بتوجيه السؤال من خلال أيقونة أخرى.
الربح لا يكون دائما هو الهدف الرئيس وهذا ما أكده عطار موضحاً: "لم أنشيء الموقع بهدف الربح، إنما تم إنشاء الموقع بهدف خدمة تلخص معاناتي ومعاناة الآخرين مع الازدحام المتواصل، لذا أطمح أن يغطي موقع طريقك جميع أنحاء المملكة، وأن يصبح البرنامج الرسمي الذي يمّكن الناس من معرفة حالة المرور في الشارع".
الأصوات المتشائمة ترتفع في العادة أمام الأفكار الجديدة، حيث تمثل عقبة لليائس وتقف حائلاً بينه وبين تحقيق الأهداف، لكنها على الصعيد الآخر تمثل تحدى يدفع للنجاح، وقد واجهت فكرة عطار قبل تنفيذها عدد من الأصوات التي سخرت من الفكرة، ومع ذلك لم يشعر باليأس، ويقول: "بعد الإصرار على تنفيذ الفكرة في ظل الأصوات المتشائمة أسعى لتفعيل الموقع ودفع أفراد المجتمع للإيمان بالفكرة التي يعود نفعها علينا جميعاً".
لعطار أمل ورسالة يقول عنها: "كلي أمل أن تتغير النظرة السلبية للشباب فلا يوجد تفاؤل أو إيمان بقدراتنا، كما أتطلع لدعمنا، وأجدها فرصة لأؤكد لأبناء جيلي أن لا يقلقوا من الأصوات المتشائمة فالنجاح يحتاج إلى إصرار وجسارة ".