"الوايبو" تحدد خريطة براءات الاختراع والمؤسسات العربية المنتجة للمعرفة لعام 2010
صرح الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار - رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا - بأن تحليل البيانات الصادرة عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO ترسم خريطة أهم الجهات والمخترعين الذين تم تسجيل وإجازة براءات اختراع لهم خلال عام 2010 والذي يتم البحث فيه حسب مكان الإقامة والجنسية للمسجلين لبراءات الاختراع.
هذا وقد أوضح النجار بأن براءات الاختراع تعتبر مؤشرا على التميز في الإبداع والابتكار العلمي والتكنولوجي لمنظومة متقدمة من البحث، وتوظيف هذه البراءات في القطاعات الصناعية والاستثمارية لدعم جهود التنمية بهدف إنتاج سلعة جديدة، أو تطويرخط إنتاج أو تقديم خدمات مميزة.
وحسب التقرير السنوي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو" لعام 2010، احتلت السعودية المركز الأول عربيا برصيد 78 براءة اختراع مقارنة بعدد 70 براءة عام 2009، وجاءت بعدها مصر في المرتبة الثانية برصيد46 براءة مقابل 33 براءة في العام 2009، أما دولة الإمارات العربية المتحدة فاحتلت المرتبة الثالثة بعدد براءات وصل إلى 29 براءة اختراع بزيادة قدرها براءة اختراع واحدة عن عام 2009.
وجاءت في المركز الرابع المغرب بعدد 15 براءة اختراع، ثم سورية 12 براءة، وتونس 9 براءات، وقطر 7، وسلطنة عمان 4، في حين أن الصين تبوأت عالميا المركز الأول، من حيث إجمالي نسبة النمو في البراءات، بعدد 12 ألفا و337 براءة وبزيادة بلغت 56%، وجاءت بعدها كوريا الجنوبية بنسبة 20.5%، ثم اليابان بزيادة قدرها 7.9% متفوقة على دول عدة، حيث انخفض عدد الطلبات المقدمة لتسجيل براءات الاختراع من قبل أميركا بنسبة 1.7%، إلا أنها لا تزال في المقدمة بعدد 44 ألفا و855 طلبا، تليها اليابان بعدد 32 ألف و156 طلبا، ثم ألمانيا بعد 17 ألفا و171 طلب تسجيل براءة اختراع.
أهم الجهات المسجلة لبراءات الاختراع: شركات ومؤسسات أكاديمية
وكشف التقرير السنوي لمنظمة "الوايبو" لعام 2010 أن هناك مجموعة من المعايير الدقيقة المتبعة لتسجيل واعتماد براءات الاختراع خاصة وأنه يتم اختبارها بسبعة لغات عبر خبراء ومتخصصين عالميين كلاً في مجال تخصصة.
وفي هذا السياق، لا تجيز الوايبو WIPO من براءات الاختراع الأميركية سوى 20%-30% من المكتب الياباني لبراءات الاختراع. الجدير بالذكر أنه من بين آلاف براءات الاختراع التي تسجل في المكاتب المحلية بالدول العربية، فإن القليل من العرب يتقدم للوايبو بطلب تسجيل اختراعاته والسبب ليس ارتفاع تسجيل براءات الاختراع التي تدور في المتوسط حول 500 دولار أميركي، ولكن بسبب المنافسة العالمية الحادة على إنتاج المعرفة، والمعايير الدولية المعتمدة في الوايبو لإصدار تقرير دولي إيجابي، في ظل تقييم دولي نظري وعملي للجوانب التطويرية في كل طلب لتسجيل براءة اختراع.
وعن أهم المؤسسات المسجلة لبراءات الاختراع جاءت في الغرب الجامعات الأميركية والجامعات اليابانية في المراتب الأولى، واحتلت الشركات اليابانية المقدمة بالنسبة للقطاع الخاص.
وفي الدول العربية على مستوى الشركات العملاقة، جاء عربيا شركة سابك السعودية، بفريق بحثي مكون من 10 مخترعين- قدم 4 اختراعات- مقارنة بعدد تسجيلات لبراءات اختراع لعدد 33 شركة عملاقة من مختلف دول العالم. كما شملت القائمة شركة البترول السعودية بـ 11 مخترعا، وقدمت 3 اختراعات فقط عن المنطقة العربية، مقارنة بعدد 64 تسجيل براءة اختراع لشركات عملاقة في ذات المجال.
أما على مستوى المؤسسات البحثية، فقد جاءت العربية للعلوم والتكنولوجيا www.astf.net في المركز الأول، بفريق بحثي من 3 مخترعين حيث نجح الفريق في تسجيل براءة اختراع، مقارنة بتسجيل عدد 31 براءة اختراع لمؤسسات بحثية على مستوى العالم، وكانت هذه المؤسسة هي العربية الوحيدة ضمن مجموعة المؤسسات البحثية.
وعلى مستوى الجامعات كانت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا -الوحيدة عربياً- والتي قدمت براءة اختراع واحدة وبعدد 4 مخترعين وذلك ضمن 33 جامعة تكنولوجية -أجيزت لها براءات اختراع- من مختلف دول العالم.
وعلى مستوى المراكز البحثية، قدم مركز بحوث مستشفى الملك عبد الله التخصصي من السعودية - المركز الوحيد عربياً- 3 براءات اختراع بعدد 4 مخترعين، مقارنة بعدد 32 تسجيل براءة اختراع قدمتها مراكز أبحاث حول العالم.
ثقة صانع القرار في العلماء والمخترعين لدعم التنمية المستدامة
هذا وقد شدد الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار على أن الأرقام المذكور تتطلب مراجعة دقيقة لمكانة البحث العلمي والابتكار التكنولوجي وربطه باحتياجات المجتمع، مع زيادة ثقة صانع القرار في أن العلماء والباحثين قادرين علي تقديم مقترحات علمية وعملية قادرة على إحداث نهضة حقيقية ودفع جهود التنمية المستدامة وبناء مجتمع المعرفة العربي، مدللا على هذا بالمشروع الطموح للعالم البروفيسور فاروق الباز-المعروف باسم ممر التنمية - والذي يستهدف تعمير الصحراء صناعيا وسكانيا، الأمر الذي يؤكد أهمية الاستفادة من خبرات وتجارب الدول المجاورة والشريكة، خاصة وأن العنصر البشري الذي يعد أحد مصادر القوة الشاملة في الدول العربية لم يتم الاستفاده منه وتوظيفه واستثماره للمساهمة في إنتاج المعرفة ودعم التنمية الاقتصادية بالصورة المأمولة.
وأكدت الثورات والاحتجاجات العربية المطالبة بتحسين مستويات المعيشة على أن البحث العلمي والابتكار التكنولوجي الذي تبلوره براءات الاختراع يمكن أن يلعب دورا محوريا في دفع عجلة التنمية المستدامة، وخلق فرص عمل.
التفاوت بين براءات الاختراع العربية المحلية والمسجلة دوليا
هذا و قد أشارت الدكتورة غادة محمد عامر- نائب رئيس المكتب التنفيذي للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا- إلى تقارير المنتدى الاقتصادي العالمي" World Economic Forum " والتي جاء فيها أن براءات الاختراع العربية المسجلة في المكاتب الأميركية والأوروبية واليابانية يقل عددها كثيراً مقارنة بالعدد المسجل في مكاتب براءات الاختراع المحلية، فما تنتجه ثمانية دول عربية من معرفة ممثلة في براءات الاختراع - تشمل دول: الأردن، الجزائر، تونس، المغرب، السعودية ومصر- (حوالي 475 براءة مجتمعة) يقل عن إجمالي ما تسجله ماليزيا بمفردها والذي يبلغ 566 براءة.
وتكشف تقارير المنظمة الدولية للملكية الفكرية "الوايبو" WIPO World International Property Organization، عن وجود تطور تصاعدي في عدد براءات الاختراع المسجلة في الدول العربية خلال السنوات الخمسة الأخيرة من عام 2005 – 2010.
وتأتي دول مصر، السعودية، الإمارات، المغرب وتونس في مقدمة الدول العربية المنتجة للمعرفة، لكن المثير للجدل - حسب تقرير التنمية الثقافية العربي الثالث - أن عدد براءات الاختراع المسجلة في دول السعودية والإمارات والمغرب تنسب لغير المقيمين بنسبة أكبر من البراءات المسجلة باسم المقيمين.
ويلاحظ أنه خلال الخمس السنوات من 2005-2010، وبعد تحليل التقارير والبيانات الصادرة عن الوايبو تأتي السعودية في المركز الأول لتسجيل براءات الاختراع في الغرب بعدد براءات اختراع 259 براءة، تليها الإمارات العربية المتحدة بعدد 70 براءة، ومصر بعدد 51 براءة.
وفي سياق آخر، تظهر الكويت مكانة مقبولة فيما يتعلق بتسجيل براءات الاختراع وذلك بعد تحليل بيانات مكتب براءات الاختراع الأميركي تحديدا، وتقل هذه المكانة كثيرا بالنسبة لدول تونس، المغرب، الأردن ولبنان.
وحسب البيانات الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يصمم مؤشر الجدوى الاقتصادية لبراءات الاختراع، ويضم 127 دولة، وجد أن الدول المتقدمة على هذا المؤشر تضم: الكويت في (المرتبة 35)، قطر في (المرتبة 39)، الإمارات في (المرتبة 41)، والسعودية (المرتبة 49).، في حين يأتي في المراتب الوسطى للترتيب تونس (66)، الأردن،(67) سوريا (69) والمغرب (77).، أما الدول التي تقع في النصف الثالث من المؤشر فتضم: مصر (82)، الجزائر (83)، عمان (86) والبحرين (86).