الأمين السابق لجمعية المخترعين السعوديين ومؤسس (مخترعون بلا حدود الدولية) الأستاذ يوسف السحارلـ(عربيات)
عندما يكون الهدف الإنسان يصبح السعي لتلبية متطلباته حاجة لا ترف، ومع اختلاف المتطلبات اتجهت الدول المتقدمة للاختراع، بينما لم يقف أمام الأستاذ يوسف السحار الأمين السابق لجمعية المخترعين السعوديين تصنيف ولا بيئة جغرافية تعيقه عن تأسيس "مخترعون بلا حدود" ككيان اقتصادي يضم كل مخترعي العالم، ويتبنى الاختراعات الغير مسبوقة، في حوار عربيات أكد السحار أن الاختراع يدعم الاقتصاد الوطني للدول، مستعرضا أهم اختراعاته والنتائج التي أسفرت عنها الدورات التي قدمها في الابتكار والاختراع .
يسعى الأستاذ السحار لتأسيس كيان دولي يحمل مسمى (مخترعون بلا حدود) وتدشين موقع الكتروني لهذا الكيان بجميع اللغات ليُعنى بالمخترعين على مستوى العالم وتعزيز ثقافة الاختراع لدى المجتمعات بشكل عام، حدثنا أولا عن قصة إنشاء هذا الموقع؟
في البداية أشكر مجلة عربيات على إهتمامها بهذا المجال العلمي الراقي والذي يجب أن يشكل النسبة العليا من حياتنا، فيما يتعلق بنشأة فكرة هذا الكيان فهو نتيجة الإحساس الدائم والعميق بجدوى وضرورة الاختراع في حياتنا والعائد بالفائدة على الفرد والمجتمع والدولة، فالاختراع نعمة عظيمة من نعم الخالق أنعم بها على عباده من بني آدم لتكون حياتهم في هذه الدنيا أسهل، ولما كان الاختراع مقياساً لمستوى التقدم العلمي والحضاري الخلاق للأمم فقد سعت دولة للاهتمام بهذا الجانب الذي يشكل مورد اقتصادي أساسي أحياناً، حيث تأسست عليه ميزانيات ضخمة لدول كبرى نجحت في عملية استثمار المعرفة، أما (مخترعون بلا حدود) فهو في الحقيقة عبارة عن كيان أقتصادي بحت يضم كل مخترعي العالم، ويتبنى الاختراعات الغير مسبوقة من مخترع آخر حول العالم على أن يكون للاختراع أهمية في حياة البشرية وله في النهاية جدوى اقتصادية واضحة.
الإستثمار في المعرفة يدعم الإقتصاد الوطني ويحول المجتمع من مستهلك إلى منتج
هل تعتقد أن عملية الاستثمار في المعرفة تحقق أهداف مؤثرة على المستويات المختلفة القصيرة والمتوسطة والبعيدة؟
بالتأكيد ففيها خدمة البشرية والمجتمعات وتوفير تقنيات تساعدهم على ممارسة حياتهم بكل يسر وسهولة من جانب، ومن جانب آخر تدعم الاقتصاد الوطني للدول بموارد مالية ضخمة عائدة من القيام بالاختراع والتطوير ثم الانتاج وتسويق منتج الاختراع بشكل دولي، إضافة إلى إبراز المجتمع على أنه مجتمع مفكر ومنتج وليس فقط مجتمع إستهلاكي يعيش بماله على إنجازات الآخرين.
كيف ستتعاملون في (مخترعون بلا حدود) مع الأهداف المختلفة للمخترعين؟
عادةً من يعمل على الاختراع يكون له هدف - مثل الحصول على براءة اختراع يعلقها في مكتبه أويضعها في السيرة الذاتية، ومنهم من يهدف إلى الوصول ولو إلى اختراع واحد في حياته ليترقى به وظيفياً ويرتفع دخله الشهري، ومنهم من يخترع لأنه يهوى الاختراع وبدون أي هدف واضح في حياته، ومن المخترعين من يريد أن يحقق هدف مادي فقط من وراء عمله في هذا المجال، والأخير من يسعى إلى هدفين هما (إرضاء طموحه وموهبته من جانب والكسب المادي المشروع من جانب آخر)، ونستطيع في (مخترعون بلا حدود) التعامل مع كل هؤلاء وتشجيعهم بقوة على السير وعدم التوقف لتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز الذي سيتحول بإذن الله أولاً ثم بدعم (مخترعون بلا حدود) إلى منتجات وتقنيات جديدة تخدم البشرية وهذا خيار إستراتيجي لـ (مخترعون بلا حدود) على المدى القصير والطويل، فالمعرفة والإهتمام بتفعيلها على مستوى كل دول ومجتمعات العالم برأي (مخترعون بلا حدود) خيار لا رجعة فيه لدول تعي مستقبلها جيداً في هذا العصر الذي نعيش فيه عصر (التبادل والتكامل).
لن تعيق القيود تحركات الجمعية، وسنتوجه إلى ربط العائد المادي بوزارات المالية
كيف ستكون علاقة (مخترعون بلا حدود) بحكومات العالم؟
ستعمل (مخترعون بلا حدود) بشكل دولي ولا قيود على تحركها، لذلك سنحرص على إقامة علاقات جيدة مع كل دول العالم وهناك فوائد مشروطة ستجنيها حكومات العالم من (مخترعون بلا حدود) منها تفعيل التعاون الدولي في مجال الابتكار والاختراع وتوفير حلول (تقنية) لمشاكل العالم في المجالات المختلفة والتي تتولد باستمرار في هذه الحياة بالإضافة لتوفير عائد مالي من ربط هذا الاخترع أو ذاك من قبل (مخترعون بلا حدود) بكل وزارات المالية للدول التي فعلت على أراضيها عمل (مخترعون بلا حدود).
تتحدث عن اختراعات على مستوى العالم، هل ستتبنى (مخترعون بلا حدود) الاختراعات حول العالم؟
بإذن الله سنتبنى الاختراعات حول العالم، حيث سنقوم بعمل دراسات جدوى اقتصادية أولية للاختراعات التي تجتاز مرحلة الأسبقية ومستوى الأهمية بالنسبة لحياة الناس، ثم ستعمل (مخترعون بلا حدود) بعد ذلك على تبني الاختراع وإدخاله في مرحلة التطوير مع مراكز أبحاث حكومية أو خاصة تابعة للشركات في كل دول العالم والحصول بالتالي على المنتج النهائي للاختراع، كما سيكون من أساسيات عمل (مخترعون بلا حدود) الحماية الدولية لحقوق الملكية الفكرية للاختراع الذي تقرر تبنيه، وستربط بإذن الله الاختراع بعد تطويره بأفضل شركات العالم إنتاجاً وتسويقاً عبر البحار.
مخترعون بلا حدود حلم عالمي، وشروطنا في التعيين صارمة
أين سيكون مقر (مخترعون بلا حدود)، و كيف ستكون إجراءات إدارتها؟
سيكون مقر المركز الرئيسي في أول دولة من دول العالم تتصل بنا وتتفاعل مع (حلمنا)، كما سيكون هناك مكتب في كل دولة يتم الاتفاق معها يضم مجموعة من الموظفين (متعددي الجنسيات) وبالدرجة الأولى من جنسية دولة مقر كل فرع على أن يتم اختيارهم بعناية وشروط صارمة تراعي الكفاءة، الأمانة، النشاط والحيوية، الرغبة الشديد في النجاح والتعاون بحب مع جميع الزملاء من الجنسيات الأخرى وبدون أي تمييز فالذي يجمع الجميع هو فقط حب (الاختراع) والعمل الجماعي البناء.
كيف يمكن مساعدتك لبلورة هذا الحلم على أرض الواقع؟
نحتاج وبوضوح تام إلى أمور عديدة منها الدعم المالي على أن يكون من جهات حكومية ودولية، أو من شركات القطاع الخاص على أن يكون ذلك ضمن إتفاق موقع يوضح من ضمن ما يوضح أوجه صرف مبالغ الدعم ويكون ذلك ضمن جهة رقابية مسؤولة. حيث سنحتاج الدعم لـتصميم وتفعيل وتشغيل موقع الكتروني قوي وفعال على الشبكة العالمية وبكل لغات دول العالم، وتسجيل هذا الكيان (الحلم) كمركز رئيسي في إحد دول العالم، و ميزانية تشغيل سنوية للمركز الرئيسي في الوقت الراهن .
السحار بين الاختراعات و نتائج الدورات
حدثنا إجمالا بشأن مخترعاتكم الخاصة الفردية أو الجماعية؟
الحمد لله وفقني الله عز وجل منذ صغري وألهمني للعمل على مجموعة متميزة من المخترعات التي قمت بها سواء بمفردي أو بشكل جماعي وإجمالا لدي 46 مخترع ومنها على سبيل المثال لا الحصر عربة ناقلة للإطارات المتعطلة، مسجلة في مكتب براءات الاختراع بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ووسيلة إنذار مبكر ذات استخدامات متعددة وهو اختراع مشترك مع 10 مخترعون.
كما شاركت مع آخرين في اختراع محطة توليد طاقة كهربائية نظيفة وجهاز أمان حافظ للأجهزة الكهربائية من العطل، ونظام تغذية مائية للطوارئ، ونظام مطور للقضاء نهائياً بإذن الله على سرقة السيارات، وبُلك الإنشاء المُخفض لتكاليف البناء (الصامد في وجه الزلازل والانفجارات)، وجهاز الإنقاذ العاجل للغرقى داخل المسابح (تكلفة محدودة)، وأبراج الجوال والاتصالات المتطـورة منخفضـة التكلفـة وكذلك منظومة منع اختطاف الطائرات، وغيرها.
هل لك أن توضح لنا بمثال واقعي اختراع حصل من تبناه على مورد مالي كبير؟
إبتكار الورق الأصفر (اللاصق) فبالرغم من بساطته تحصلت من ورائه الشركة المتبنية له وهي شركة 3m الأمريكية إلى ما قبل سنتين مبلغ، 10,000,000,000 مليار دولار أمريكي أي 37,500,000,000مليار ريال سعودي، وما كان ذلك الربح لتحصل عليه شركة 3mالأمريكية لولا أنها عرفت وبعقلية (إستراتيجية) كيف تحتكر منتج اختراعها من خلال ( براءات اختراع على مستوى العالم ) كلفت ما يقارب المليون دولار أمريكي ولكنها في المقابل أعطت لها (البراءات) حقوق امتياز حصرية في منتج الاختراع لمدة عشرون سنة حول العالم وقطعت بالتالي الطريق على القراصنة صيادي الفرص التجارية، واستطاعت بمفردها أو من خلال توقيع عقود إنتاج وتسويق مع شركات عالمية آخرى في إيصال منتجها إلى كل دول العالم تقريباً. هذا أحد الأمثلة لكثير من النجاحات العابرة للقارات، وهذه النجاحات أدت إلى تصنيف بعض الدول بالأغنى دول في العالم كأمريكا وأوروبا واليابان وكوريا وغيرهم ،، وتلك النجاحات كان سببها الاستثمار في (المعرفة) أي في العقول الذهبية !
وهل يوجد مخترع سعودي تمكن من عمل اختراع درت عليه موردا ماليا حتى يكون قدوة سباقة لبقية المخترعين السعوديين في تنفيذ مخترعهم؟
نعم وهو المخترع العربي السعودي المعروف غالب بن ياسين الحمد حيث ربح من وراء اختراع واحد فقط عشرات الملايين من الريالات فاختراعه هو مادة (Fair-x) ونجح ولله الحمد نجاح باهر وعلى المستوى الدولي أيضاً وبالرغم أن بداياته المحدودة والتي كلفته من الوقت والجهد والفكر والمال الشيء الكثير، إلا أنه الآن حقق الإنجاز والربحية وهو نموذج وطني حقيقي وواقعي يمكن أن يحتذى به !
وهناك العديد من الأمثلة الوطنية مثل ولكن لم يتم استثمارهم بالشكل الصحيح ليستفاد منهم في الوصول إلى إنجازات يفاخر بها المخترع وبلده أمام العالم ويسجلها لنا التاريخ و تعزيز الاقتصاد الوطني لبلد المخترع بموارد مالية متجددة.
قمت بدورات تأهيلية وتثقيفية عن الاختراع لفئة من المجتمع ترغب في خوض غمار هذا المجال، فهل مثل هذه الدورات تحقق أهدافها؟
بالطبع، على سبيل المثال النتائج التي أسفرت عنها دورة في الابتكار والاختراع قدمتها بمدارس الرياض عام 2009م حيث تم تسجيله بشكل جماعي في مجلس التعاون الخليجي وتم تبنيه من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
يوسف السحار في سطور :
ولد يوسف بن أحمد السحار بمدينة الرياض عام 1384هـ ، وهو باحث تقني في مجال هندسة الإنتاج الصناعي حيث أجرى بجهود ذاتية بحتة العديد من البحوث العلمية التطبيقية . وتبنت له مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ثلاث أبحاث تطبيقية في مجال إعادة تدوير النفايات لإنتاج ( الخشب الصناعي السعودي ) ، وفي مجال الرخام الصناعي ( التكاملي ) ، والسيراميك الرخامي (التكاملي). وهو أول من عمل مع زملائه (فيصل بن محمد الرشيدي ومهند بن جبريل أبو دية ، و م. إبراهيم بن مصطفى العالم) على تأسيس جمعية تعنى بالمخترعين على مستوى المملكة العربية السعودية ، وهو حالياً باحث مشارك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، و عضو متعاون في مجال الابتكار مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ، وكذلك هو مستشار تقني لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز آل سعود ، بالإضافة إلى أنه مستشار تقني لعدد من المخترعين ، وكذلك فهو مستشار مجلس الإدارة للمركز السعودي لثقافة الاختراع له العديد والعديد من الندوات والمحاضرات التي ألقاها في مجالات التقنية والاختراع ، وله حضور إعلامي واضح في هذا الشأن ، وتردد في المسامع مؤخر أن لديه (حلم) وهو يعتقد أنه أيضاً (حلم) كل مخترع في هذا العالم الكبير ,يود تضامن الجميع معه لتحقيقه