منذ قديم الزمان لفتت الأحجار الكريمة انتباه الإنسان بجمالها وبريقها وندرتها وخصائصها الطبيعية الفريدة التي تتميز بها عن غيرها من الأحجار خاصة فيما يتعلق بالشكل واللون والشفافية، وكل ذلك جعلها أثمن مقتنياتنا بقيمتها المعنوية والمادية، كما أنها أجمل هدية... ولو اخترنا (الماس) من بين الأحجار الكريمة نجده ككلمة الإطراء لجمال المرأة وهو أبلغ تعبير عن مكانتها المتميزة، فخلال آلاف السنين كان الماس اختيار العظماء والمشاهير ومنذ القدم ألهب المشاعر بخواصه الأخاذة حتى قيل في الأساطير انه يجلب الحظ وله القدرة على الشفاء وكلما زاد نقاء الماسة وبريقها كلما زاد الحظ وحسن الطالع الذي تجلبه لمن يرتديها أو يقتنيها.
الماس ارتبط اسمه بالمناسبات المتميزة، وبالإضافة إلى قيمته فإن طريقة تكوينه مذهلة حيث أنه عبارة عن (كربون) عادي ولكن تحت تأثير الضغط والحرارة الشديدة وبعد آلاف السنين يتكون هذا الحجر النفيس في أعماق الأرض ويعتبر من أقدم الأحجار الكريمة وأقسى مادة عرفها الإنسان لذلك يرمز إهداءه إلى التعبير عن متن العلاقة وقوتها واستمراريتها.
عالم الأحجار النفيسة والمجوهرات جذب المستثمرين والفنانين والمصممين، ومن بينهم محمد بدر الذي أحب المجوهرات منذ الصغر ومن ثم اختار التعمق بدراستها كتخصص لفك رموزها وتحليل أسرارها حتى عاد من رحلة الدراسة في الخارج بشهادة الخبرة فانضم بجدارة إلى عقد تجارة عائلته التي تعمل في هذا المجال.
محمد بدر يؤمن بأن (الجواهرجي) الجيد يجب أن يكون على دراية تامة بالسلعة التي يعرضها مظهراً وجوهراً ليحظى بثقة المشتري . ويوضح أن لكل حجر مقاييس تحدد ثمنه متخذاً (الماس) كمثال مقاييسه:
أولاً: اللون، حيث يعتبر أندر أنواع الماس هو عديم اللون بينما يميل غيره إلى الأصفر والبني بدرجاته لذلك يعتمد مصمم المجوهرات على أحجار من الماس متشابهة في اللون ويفضل أن تكون بين الدرجتين H وD.
ثانياً: النقاء، الذي يعبر عن مقياس صفاء الماس فكل ماسة فيها علامة طبيعية دقيقة وعدد هذة العلامات ومواضعها وأحجامها تؤثر على بريق وقيمة الماس.
ثالثاً: الوزن، وهو القيراط الذي يعتبر مقياس وزن الماس الذي تزداد قيمته كلما ازداد حجمه.
رابعاً: الشكل، أو القطع الذي هو قطع الماسة و الذي يمنحها تألقاً وبريقاً ويعتمد على مهارة خبير القطع الذي بوسعه أن يطلق جمال الماسة بمهارته.
وعن ذوق المشتري يرى الخبير محمد بدر أن لكل إنسان ذوق وطابع يحبه ويهواه في الأحجار والألوان والتصميم، ولا يُخفِي أن السوق المحلي للمجوهرات قد تأثر في السنوات الأخيرة بالطابع الدارج في الأسواق المجاورة مثل لبنان على سبيل المثال وقد انعكس ذلك بجلاء على التجديد في التصميمات. كما يشير إلى عامل المكان فيرى أن في المدينة الواحدة تتفاوت الأذواق لذلك يكون لكل تاجر شريحة مستهدفة ومعروفة بحسب اختياره لموقع متجره معتبراً أن الموقع المناسب هو الذي ينجح بالوصول إلى شريحة التاجر المستهدفة.
وفي قراءة سريعة لسوق المجوهرات المحلي يضعه الخبير محمد بدر في سياق الطفرة فيرى أن الإقبال على اقتناء المجوهرات لامس القمة في نهاية السبعينات حتى منتصف الثمانينات، فيما تراجع هذا الإقبال اليوم قياساً بتلك الحقبة.
محمد بدر يتمنى توريث هذه المهنة لابنه في المستقبل شريطة توفر الموهبة لدية والدافع لصقلها بالتعليم.
* جميع القطع المعروضة من محلات محمد بدر