د.ناهد طاهر لـ"عربيات": المرأة السعودية أثبتت فعاليتها في المجال الاقتصادي
على هامش منتدى "المرأة والأهداف التنموية للألفية" التقت عربيات بالمستشارة الاقتصادية الدكتورة ناهد طاهر والتي تم تعيينها مؤخراً مديراً عاماً لبنك " جولف ون Gulf One للاستثمار لتصبح بذلك أول سعودية تتبوأ هذا المنصب الإداري الرفيع... وقد أشادت طاهر في مستهل حديثها بمجلة عربيات معتبرة أن تغطياتها الإلكترونية للفعاليات النسائية تعكس الصورة الحقيقية للمرأة السعودية، وقالت: "أنا سعيدة بوجود الصحافة الإلكترونية في هذا المنتدى ممثلة بمجلة عربيات لما تتميز به الإنترنت من سرعة في نقل الأحداث وتفرد بنشر المعلومات على نطاق واسع".
وأضافت:"العمل هو الذي يصقل شخصية المرأة، وقد أعطى هذا المنتدى فرصة كبيرة لتعكس المرأة وجودها وتبحث عن تفعيل مشاركتها الوطنية في مختلف المجالات"... وعن المرأة السعودية تقول د. طاهر:" لقد أثبتت المرأة السعودية لمجتمعها مدى فاعلية مشاركتها في المجال الاقتصادي بالتحديد واستطاعت التخطيط لبناء مستقبلها في مختلف مجالات العمل على أساس قوي ومتوافق مع مجتمعها ودينها لتساهم في خدمة وطنها ".
دور المرأة السعودية في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة
تضمنت ورقة العمل التي قدمتها الدكتورة ناهد طاهر في المنتدى بعنوان "دور المرأة السعودية في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة" ضرورة التركيز على بناء قدرات عملية، وأهمية تحرر الإجراءات الحكومية من البيروقراطية، حتى تتمكن المرأة من المساهمة الاقتصادية بالشكل المناسب وأشارت إلى أن النمو السكاني لن يشكل عائقاً إذا ما تم استثمار الكوادر البشرية جيداً... وانتقدت تمركز السعوديين وتوجههم إلى الوظائف الإدارية مبتعدين عن التخصصات التي يحتاجها الوطن النفطي صاحب الأرض الصحراوية كمجالات الزراعة والحاسب الآلي والكيميائيات والهندسة.
ونبهت إلى طرق وأساليب الارتقاء بعمل المرأة والمعلومات التي تحتاجها وما يترتب على ذلك اجتماعيا واقتصاديا. مؤكدة أن المرأة بوسعها أن تخلق التغيير دون أن يعني ذلك الاستغناء عن الرجل لأن قيادتها تعني الأخذ والعطاء... كما أشارت د. طاهر إلى أهمية اختيار التخصص المنتج للذكور والإناث... وعن الثروة النفطية تقول :"يجب النظر إلى الثروة النفطية القادمة إلى المملكة و البحث عن الكيفية الصحيحة لاستثمارها والتصدي للمشاكل الاقتصادية خاصة وأن ارتفاع الدين العام خلال 3 حروب أدى إلى تراجع الإيرادات فكان هناك الدين العام الذي تبعه اتجاه نسبة كبيرة من الأفراد تقدر بحوالي 86% إلى الاستدانة والقروض لأغراض لايتجاوز أغلبها الاستهلاك أو السياحة أو الكماليات" .
وأضافت الدكتورة طاهر بقولها :"لقد انخفض نصيب الفرد إلى النصف وذلك لان الصادرات المعتمدة على الفكر منخفضة جدا للفرد، وكذلك لانخفاض معدلات الادخار حيث أن معدلات الاستهلاك كبيرة جداً... وأيضاً من العوامل الأساسية التي لايمكن إغفالها التحويلات الخارجية، وأنا هنا اختلف مع الدكتور غازي القصيبي مع احترامي الكبير له في أن مشكلة التحويلات تأتي من الخادمة والسائق والعمالة المنزلية فهي في حقيقة الأمر لاتأتي إلا من الموظفين أصحاب المراكز العالية والرواتب الكبيرة وهذا ما يقودنا إلى ضرورة حل العمالة الأجنبية ".
وحملت د. طاهر المرأة المسؤولية عن ممارسات الرجل الخاطئة باعتبار أنها المربية التي يجب أن تغرس في نفس الرجل حب العمل والاجتهاد، حيث قالت:" إن كان الرجال على خطأ فهذا بسبب تربية الأمهات لهم على الكسل والاتكالية والاعتماد على الغير " .
الاتجاه إلى التخصصات المنتجة
تساءلت د. طاهر عن خريجي الجامعة وسبب عزوفهم عن الالتحاق بالتخصصات المنتجة، قائلة:" اتجاه الشباب إلى كليات الآداب والشريعة أمر جيد ولكن كثافة الخريجين من هذه الأقسام أصبح يشكل أعباء على سوق العمل الذي يفتقد إلى وجود المتخصصين في مجالات مثل التكنولوجيا ونسبتهم حالياً 4% فقط، وفي الهندسة ونسبتهم 7% فقط... وتعتبر هذه النسب المنخفضة للخريجين من الأقسام التكنولوجية والعلمية والهندسية الأقل على مستوى العالم وتؤكد أيضاً هذه الأرقام على أننا نسير في الاتجاه الخاطئ ".
أرقام مخيفة
كشفت دراسة د. طاهر عن بعض الأرقام الهامة منها ما يشير إلى أن 62% من القوى العاملة يعتبر تعليمها بدائياً قياساً بالدول المتقدمة، كما أنه توجد فجوة معرفية لدى خريجي الجامعة كونهم لايملكون التكوين المعرفي، واعتبرت أن الإنتاجية تنخفض في قطاع الخدمات... ويواجه ذلك نمو سكاني... وترى طاهر أنه بذلك لا بد من إيجاد 2.10 مليون وظيفة لسد الفجوة بعد 10 سنوات حيث أن معدل البطالة السنوية أكثر من 50% .... وأوضحت أن نسبة العمالة السعودية يقدر بـ 3% في قطاع الصناعة، و 29% في الوظائف التعليمية، و 39% في الوظائف الإدارية، وأوصت بالتكاتف لتحسين الإنتاجية دون اللجوء إلى إحلال الوظائف بل بخلق وظائف جديدة للكوادر الوطنية .
المناصب الحكومية للرجال
كما وجهت د. طاهر إلى الاتجاه نحو الصناعة البتروكيماوية والمساهمة في الاختراعات الجديدة، وأوصت بأن لا تضارب المرأة على المناصب الحكومة الخاصة بالرجل، بل تتطلع إلى الوظائف التي تفيد الاقتصاد حيث أن 90% من الأعمال المبتدئة الناجحة تقودها المرأة في العالم، وقالت:" هناك العديد من النماذج العالمية التي أثبتت نجاح المرأة وقدرتها على حل المشاكل الاقتصادية ابتداء من مارغريت تاتشر إلى لبنى القاسمي ".
تحويل البيانات إلى معلومات
كيف نحول البيانات إلى معلومات أو اختراع أو عمل جديد؟ ولِمَ ننظر إلى جذوع الشجرة ولا نتعمق بالثمار الموجود في العمق؟... هذا ما قالته د. طاهر في ختام ورقة العمل حيث قالت:" يقول المفكر بروان البقاء ليس للقوي ولا للأكثر ذكاء ، ولكن الأكثر تجاوبا".
وتقول د. طاهر: "نحن نخلق التغيير ودورنا أن نتخذ القرار، والقرار لا يعني ذم الرجل ولكن الإيمان بالعمل الجاد فنخدم الرجل ولا نهاجمه وهذا مفهوم القيادة العالمية"... وأضافت:" أؤمن بأن المرأة السعودية لديها مقومات النجاح وتستطيع تفعيل دورها بالعمل الجاد وتحمل المسؤولية" .