في اليوم الثالث والأخير من أيام منتدى جدة الإقتصادي لعام 2001م والذي كان قد بدأ أعماله في مدينة جدة يوم السبت الماضي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود ، أمير منطقة مكة المكرمة ، وإستمر لمدة ثلاثة أيام ، حذر الدكتور فواز العلمي الحسني ، وكيل وزارة التجارة للشئون الفنية بالمملكة العربية السعودية ، من خطورة تأخر الدول العربية عن اللحاق بركب التطور التكنولوجي وإستغلاله في قطاع الإقتصاد ، وشدد على ضرورة تفعيل دور التجارة الإلكترونية أو المعرفة المعلوماتية ، لاسيما في ظل التقدم المذهل المستارع في هذا الإتجاه.
وتطرق الدكتور العلمي إلى تاريخ الإتفاقيات الدوليـة التي تم توقيعها في مجال تقنية المعلومات ، وضعف التواجد العربي على الساحة الدولية مؤكداً على أن المملكة العربية السعودية عاقدة العزم على تحديث مرافق البنية الأساسية اللازمة لتطوير تقنية المعلومات والتقنيات الرقمية ، وذلك التشريعات التي تضعها حكومة المملكة العربية السعودية لتيسير سبل الإستفادة من التطور العالمي . وإختتم حديثه بتصورة لمستقبل التجارة الإلكترونية في المملكة وباقي دول المنطقة.
وكان الدكتور فواز قد طرح تساؤلاً حول ماهية أسس تقنية المعلومات والقيم الأساسية للإتصال الحديث ، وأجاب على ذلك بقوله : "هناك إتفاقيتان تم إبرامهما بين 28 دولة من أعضاء منظمة التجارة العالمية وهي إتفاقية (الجات) في عالم 1974م . أما الثانية فهي تطور وإمتداد طبيعي للإتفاقية الأولى وتم توقيعها في عام 1995م . ثم هناك أيضاً إتفاقية تقنية المعلومات متعددة الأطراف التي تم توقعيها من قبل 43 دولة وضمت 214 سلعة من ضمنها الكمبيوتر ، وكل ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات . وتتحكم هذه الدول في حوالي 92% من حجم التجارة العالمية والتي يبلغ مجموعها 700 مليار دولار ، كما أن هناك إتفاقية أخرى تتعلق بالإتصالات ذات القيمة المضافة وهي تتحكم أيضاً في حوالي 96% من السوق العالمي في هذا القطاع.
وحول الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية من أجل التقدم والتطور في هذا المجال . وأضاف الدكتور العلمي:"أن المملكة العربية السعودية إتخذت خطوات مهمة على هذا الصعيد ، حيث حفظت حقوق الإختراع والملكية الفكرية ، كما أزالت العوائق التي تمنع نجاح وتطور تكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى تطوير خدمات البنية الأساسية . بل أن الأمر تعدى ذلك إلى تشكيل لجنة يرأسها وزير التجارة نفسه الدكتور أسامه جعفر فقيه ، وتضم في عضويتها ممثلين عن كافة الأجهزة الحكومية المختلفة ، لبحث ووضع التصورات اللازمة لإيجاد آلية للعمل المنظم والمستمر.
وأهاب الدكتور فواز العلمي بالقطاع الخاص السعودي أن يتحمل دوره ويضطلع بمسئولياته تجاه تطوير القطاع المعلوماتي والتكنولوجي بالمملكة العربية السعودية.
كما تحدث في القسم الثاني من الجلسة الإفتتاحية لليوم الثالث والأخير الدكتور هشام الشريف ، رئيس مجلس إدارة شركة مشاريع تقنية المعلومات في مصر والأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومؤسس مراكز المعلومات ودعم إتخاذ القرار التابعة لمجلس الوزراء المصري ، عن رؤيته للواقع المعاش للدول العربية من حيث إستفادتها من الطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم حالياً ، كما تحدث أيضاً عن رؤيته لمستقبل الدول العربية في ظل التنامي السريع في إنتاج تكنولوجيا المعلومات كما تحدث عن التجربة المصرية في هذا الإتجاه.
وطالب الدكتور الشريف الدول العربية بضرورة التحرك السريع والعمل الجاد من أجل خدمة الأجيال المقبلة . وقال علينا أن نؤسس للثروة في مجتمع يقوم على العلم والمعرفة . وطرح الدكتور هشام الشريف سؤالاً مؤداه متى يمكن للدول العربية أن تنجح في تحقيق ذلك . وأجاب"أعتقد أن ذلك ممكن من خلال ترجمة رؤيتنا إلى حقيقة بما يعكس آمالنا وطموحاتنا وعملياً يكون ذلك من خلال وضع إستراتيجية واضحة ثم ترجمتها إلى مشروعات تجارية لبناء مجتمع المعلومات على مستوى العالم العربي . وتحدث الدكتور هشام الشريف عن التحديات التي يواجهها قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية في الدول العربية فقال:"إن هذه التحديات كثيرة ومنها ما يتعلق بدور الحكومات ومنها ما يتعلق بالمواطن نفسه ولكن علينا أن ندرك أن قيام سوق حرة وإقتصاد قوي لابد أن ينطلق من قاعدة معلوماتية في هذا الجزء من العالم.وبذلك علينا أن نبدأ الحديث عن وجود بنية إدارية وتقنية وإقامة قاعدة للمعلومات بسرعة وبدون إنتظار.
وحول التجربة المصرية التي قادها الدكتور هشام الشريف نفسه ، قال : "لقد تحول الحلم الذي كان يراودنا إلى 1500 مركز معلومات منتشرة في جميع أنحاء مصر مما أدى إلى خلق 45 ألف وظيفة عمل جديدة.
كما شهد اليوم الأخير من المنتدى العديد من المؤتمرات الصحفية التي كانت أشبه بالحلقات النقاشية وورش العمل . حيث تحدث في هذه المؤتمرات العديد من رجال الأعمال السعوديين والمشاركين في المنتدى.ومن بينهم رجل الأعمال السعودي محمد الخريجي ، الذي قال أن هذا المنتدى يخاطب جميع شرائح مجتمع الأعمال وليس للنخبة فقط كما يرى البعض . ونبه الخريجي إلى ضرورة قيام القطاع الخاص السعودي بمبادرات فردية وجماعية من أجل النهوض بقطاع التقنية والمعلومات . فيما ركز المصرفي السعودي المعروف سعود الصبان مساعد مدير عام البنك الأهلي التجاري السعودي ، على دور التعليم في بناء مستقبل الأمم وقال في هذا الصدد : "بدون التعليم لا مستقبل لأي أمه وبدونه أيضاً تسير كافة الإستثمارات على غير هذا بل تضل طريقها ولذلك فإنني أعتقد أن بناء الإنسان يأتي قبل البنية التحتية رغم أهمية الأخيرة بل بدون التعليم تتوقف المسيرة.
وفي نفس الإتجاه أكد رجل الأعمال عبدالآله كعكي أن القطاع الخاص السعودي لن يتأخر في الدخول على الإستثمار في المعلوماتية ولاسيما بعد أن قامت الحكومة بتوفير مرافق البنية الأساسية والتشريعات والقوانين اللازمة.