نائلة عطار، استشارية تسعى إلى تطوير مهارات سيدة الأعمال السعودية
تشهد الساحة النسائية السعودية نشاطاً غير مسبوق تتوالى خلاله الفعاليات الموجهة لسيدات الأعمال.... وضيفتنا اليوم السيدة/ نائلة عطار تعد من أبرز الأسماء التي اهتمت منذ وقت مبكر بتنظيم الفعاليات النسائية وإدارتها.... التقت بها " عربيات " على هامش ندوة ( مهارات سيدة الأعمال السعودية في ظل المتغيرات الراهنة ) لإلقاء الضوء على الجوانب التنظيمية للفعاليات النسائية، وعلى أهم التجارب التي خاضتها خلال مشوارها الحافل في دنيا الإدارة والأعمال . |
روابط متعلقة
ـ سيدات الأعمال يطالبن بإعادة النظر في قوانين واجراءات استصدار السجلات التجارية النسائية في ندوة مهارات سيدة الأعمال السعودية |
في البداية نود أن نتعرف على طبيعة عملك الخاص؟
مكتبي الخاص يحمل اسم ( استشارية )، وأقدم من خلاله خدمات الاستشارات الإدارية والاقتصادية و التدريب.... بالإضافة إلى دراسات السوق والجدوى الاقتصادية والخطط التي تساعد على البدء في المشروع التجاري أو في تطويره. |
|
هل هذه الخدمات مخصصة للنساء فقط؟
لا، ولكن هناك اهتماماً خاصاً بالمرأة.... فقد قام مكتبي بإعداد تقارير وأبحاث متخصصة عن عمل المرأة السعودية وخطط لتأسيس العمل من المنزل وتوفير الحلول للمشاكل الإدارية في المؤسسات النسوية.... بالإضافة إلى ذلك نقوم بتنظيم و تسويق المؤتمرات والمعارض والمناسبات المتخصصة بالتعاون مع الجهات التنفيذية .
لكِ تجربة ثرية في تنظيم الفعاليات النسائية، متى بدأت؟ وكيف تقيمين تطورها؟
بدأت هذه التجربة عندما أنشأت النشاط النسائي لجمعية مكة للتنمية و الخدمات الاجتماعية وعملت كمديرة له لمدة 3 سنوات و أنشأت فكرة معرض ( عمل المرأة ) والذي لازال يقام حتى الآن لنجاح الفكرة و المضمون، ثم اهتممت شخصيا بتطوير مفهوم إدارة المناسبات لأن الإدارة تخصصي العلمي ووجدت جهة متخصصة لإعداد برنامج تدريبي عن إدارة المناسبات و قمت بسعودة البرنامج ليناسب احتياجات المجتمع وقدمته كدورات وورش عمل مجانية للمتطوعات في مناسبات الجمعية.... وتطورت الفكرة وانتشر خبر الدورة وطلبت مني بعض الجهات تقديمها لكل من ترغب من النساء مقابل عائد مادي .
ماهي أبرز فعالية أشرفت على تنظيمها خلال مشوارك؟ ولماذا؟
أبرز فعالية بالطبع كانت معرض عمل المرأة الأول و الثاني في جدة،لأنه ليس مجرد حدث بل فكرة تم وضعها بشكل يكفل لها الاستمرارية، كما أن المعرض يستقبل الزائرات سنوياً لعدد من الأيام ولا يعتبر من معارض اليوم الواحد، والأهم من ذلك أنه يستقطب شريحة كبيرة جداً من الزائرات والمستفيدات والجهات الراعية.
هل لمست الحاجة إلى دعم أكبر من الجهات المتخصصة بتنظيم الفعاليات النسائية؟
نعم، أتطلع إلى دعم الجهات المتخصصة في تنظيم المناسبات وبالتحديد المناسبات الخاصة بالجهات غير الربحية، حيث أنني أقوم بالعمل كله تطوعيا ولاشك أن الدعم و المساعدة يخففان العبء عني وعن الفتيات المتطوعات اللواتي بمجهودهن التطوعي الكبير نتمكن من تخفيض التكاليف... أما في حالة تنظيم مناسبات لها عائد ربحي فأستطيع تقديم الخدمة بالكامل عن طريق مكتبي .
لديك اهتمام خاص بعمل المرأة من المنزل، هل أحرزت تقدماً على صعيد وعي المرأة أو التشريعات المطلوبة لتطوير عملها؟
منذ أن عملت بالجمعية بدأ اهتمامي بعمل المرأة من المنزل وببرامج الأسر المنتجة وتدريب المرأة للعمل بصفة عامة، وحيث أنني متخصصة في مجال العمل من المنزل لقيامي بعمل بحث علمي وإعداد دورة إدارية متخصصة لإنشاء مشروع صغير من المنزل نفذتها خلال 5 سنوات مما اكسبني المزيد من الخبرة في هذا المجال، ساعدني ذلك على نشر هذه الفكرة كما أسهم في تحقيق النجاح لتجربة الجمعية التي كانت قد افتتحت معرض ( رواج جاليري ) بهدف تسويق منتجات النساء اللاتي يعملن من المنزل بدون مقابل، وكانت تجربة مفيدة للجمعية ساعدت نتائجها على معرفة نوع السلع المطلوبة في السوق من منتجات النساء اليدوية و الحرفية .
كان للجمعية السعودية للإدارة السبق في انتخاب السيدات ضمن مجلس إدارتها، فهل لنا أن نتعرف على تلك التجربة الانتخابية؟
في البداية اشتركت في الجمعية السعودية للإدارة عام 1424هـ كعضو عامل وفي عام 1425هـ تم اختياري كعضو مجلس إدارة، وفي عام 1426هـ تم انتخابي كعضو مجلس إدارة ورئيسة للجنة النسائية.... وقد جاء الانتخاب بترشيح الزملاء لي بالرغم من أنني لم أرغب بترشيح نفسي لعلمي بأن المنصب يتطلب من العضو المتطوع التزامات عديدة وكبيرة حتى أنني طلبت من الزميلات في الجمعية الامتناع عن التصويت لي لأنني لم ارغب في تحمل هذا العبء، ومع ذلك كان اسمي ثاني اسم حصل على أكبر نسبة من الأصوات.... وفي الواقع كانت تجربة جميلة جدا أخوضها لأول مرة وقد أثبتت لي أن الإخلاص والإنجاز و الالتزام هي أسباب النجاح.
من الملاحظ النشاط المتميز والفعاليات المتواصلة للجمعية على مدار العام، وهذا يجعلنا نبحث عن سر نجاح الجمعية في التنسيق لهذا الكم من الفعاليات؟
في الواقع لم تقدم الجمعية نشاطات مكثفة بل اعتقد انها تستطيع تقديم المزيد.... ولقد قامت اللجنة النسائية بالجمعية بإشراف مجلس مختار من العضوات المخلصات في العمل بالتخطيط لبرنامج سنوي لمناسبات نسائية وافق عليها مجلس الإدارة، وتم اختيار توقيتها بدقة كي لا تتعارض مع متطلبات الحياة العملية و الاجتماعية للعضوات كونهن متطوعات في العمل، و أعتقد أن التخطيط و التنظيم المبكر من أهم أسباب النجاح و التميز .
عنوان ندوتكم الأخيرة ( مهارات سيدة الأعمال السعودية في ظل المتغيرات الراهنة )، هل المقصود المتغيرات الاجتماعية أو التشريعية؟
المقصود هنا جميع المتغيرات التشريعية والاجتماعية والنفسية و العالمية وبخاصة تأثير دخول منظمة التجارة الدولية، ومع أن هذا الموضوع لم يطرح بشكل مباشر الا أنه تم نقاشه على هامش الندوة.
برزت مؤخراً تحفظات من قبل البعض على التوصيات التي تصدر عن الندوات النسائية المحلية التي ترعاها القنصليات أو السفارات الأجنبية، فماهي الآلية التي اعتمدتها اللجنة المنظمة للخروج بتوصياتها؟ وهل شاركت الجهة الراعية باقتراح المحاور أو التوصيات؟
الواقع أن الراعي للندوة هو مركز السيدة خديجة، وراعي بعض مناسبات المركز هي القنصلية البريطانية لذا نحن تعاملنا مع المركز وليس مع القنصلية و لم تكن هناك أي تدخلات من جانب القنصلية أو غيرها في وضع المحاور، بل قمت بوضعها بنفسي بعد دراسة الموضوع جيدا وتم اختيار المتحدثات بناءً على ترشيح جهات العمل التي تقدمنا لها بالمشاركة مثل وزارة التجارة، أما سيدات الأعمال فتم الاختيار بناء على استطلاع رأي أكثر من 25 شخصية لها صلة بموضوع الندوة.... وأخيراً، التوصيات قمت بوضعها شخصياً بالتعاون مع مديرة الجلسة الدكتورة نجاح العشري رئيسة اللجنة العلمية بالجمعية ولم تتدخل اي جهة في كتابتها .
تبدو صياغة التوصيات عامة للغاية بحيث يصعب على الجهة صاحبة القرار أن تضعها في إطار تنفيذي محدد، فهل بإمكاننا تسمية أو تحديد الفرص الاقتصادية المطلوب توفيرها للمرأة والعقبات التي يجب إزالتها؟
لقد تم ذكر بعض العقبات خلال الندوة من جانب سيدات الأعمال اللاتي عانين منها ومن أهمها عدم قدرة المرأة على إنشاء عملها بالمسمى الفعلي للنشاط التجاري الذي تمارسه فتضطر في أحيان كثيرة إلى طلب تصريح لنشاط متاح ومن ثم تعمل في نشاط آخر.... أما عن تحسين الفرص فالمقصود بها إعطاء الفرصة للمرأة كي تعمل في كافة المجالات التي تناسب مؤهلاتها وقدراتها.
هل يتم التحقق قبل الندوات من دقة المعلومات التي تقدمها المتحدثات في أوراق العمل؟
الحصول على ورقة المتحدث لمراجعتها قبل القائها يعد من أساسيات التنظيم للندوات، ولقد تابعت ذلك مع المتحدثات كل حسب قدرتها.... ولكن أحياناً تطرأ بعض التعديلات في اللحظات الأخيرة بسبب تحديث معلومة أو الحاجة إلى الاختصار للالتزام بالوقت أو بسبب طلب من الإدارة العليا للجهة التي تقدم ورقة العمل.
بعيداً عن المؤثرات المحيطة بسيدة الأعمال السعودية ومن خلال احتكاكك بها، ماهي أهم العوامل الإيجابية والسلبية في شخصيتها والتي تؤثر إلى حد كبير على نجاح عملها أو فشله؟
أعتقد من وجهة نظري أن سيدة الأعمال السعودية تطورت مهاراتها بسرعة كبيرة خلال فترة قصيرة وأثبتت جدارتها، وبما أنني مدرب محترف وأقدم دورات متخصصة لسيدات الأعمال في مجال إنشاء المشاريع الصغيرة وكذلك في مجال التطوير الإداراي لمهارات سيدة الأعمال فلقد لمست بعض السلبيات مثل الحاجة لتعلم اللغة الانجليزية و رفع مستوى الثقافة العامة في مجال الأعمال العالمية و المحلية و المهارات المحاسبية والتعامل مع الآخرين.... بينما من الايجابيات الظاهرة الثقة بالنفس و الالتزام و الحرص على الاستمرار و النجاح والرغبة في التطوير وتقبل الأفكار الجديدة وحب المخاطرة.... لذا أظن أن المرأة السعودية محظوظة لأنها تستفيد من تجارب سيدات الأعمال في الدول الأخرى ولن تعاني في مجال التجربة و الخطأ في قطاع الأعمال بنفس النسبة التي عانى منها غيرها.