"بعيون يافعة" يختتم دورته الأولى بـ 692 صورة فوتوغرافية
رغبة في تربية المواهب وإثراءها بالخبرات التي تحفز القدرة الإبداعية والقيادية عند الطفل قام مركز رواق الطفولة (مدارس دار الذكر للبنين) بتنظيم المسابقة والمعرض الأول للتصوير الفوتوغرافي بجدة بعنوان (بعيون يافعة).
وقد التقت "عربيات" بالسيدة سلافه بترجي صاحبة الفكرة و نائب المشرف العام على المسابقة، فقالت:" التصوير هوايتي منذ الصغر, استمديتها من عائلتي و نقلتها لأبنائي ومن ثم أردت أن تتوفر كذلك لأبناء المجتمع هذه الفرصة لإبراز إبداعاتهم"... وتضيف:" أحببت في البداية أن تكون المسابقة على نطاق ضيق ولكن بعد الرجوع لوالدي جذبته الفكرة فدعمني لتنفيذها وإخراجها بشكل أوسع حتى تستفيد منها شريحة أكبر من أبناء جدة".
وعن عدد الأعمال التي شاركت في المسابقة تقول:" حسب الإحصائية التي قامت بها الأستاذة نائلة عطار لعدد طلاب و طالبات مدينة جدة توقعنا أن يصل عدد المشاركات إلى 300 مشاركة، ولكن عدد المشاركات فاق كل التوقعات حيث بلغت حوالي 700 مشاركة، وتفوق عدد الإناث على الذكور مما يعكس انتشار هذه الهواية وتميز الفتيات تحديداً في المجالات الإبداعية".
أما فيما يتعلق بمستوى الأعمال المشاركة، فتقول:" يتفاوت المستوى فتوجد أعمال ممتازة وأخرى جيدة، كما توجد صور معدلة بواسطة برامج الكومبيوتر... ولكن الملفت أن الحس الإبداعي كان واضحاً في لقطات المراحل الدراسية الأولى ولعل ذلك يعود إلى أن الطلاب والطالبات في الصغر يحتفظون بحريتهم الفطرية وتعبيرهم التلقائي وهي أمور قد تتراجع كلما تقدموا في العمر لاعتبارات مختلفة".
وعن المواضيع التي تناولتها صور المشاركين وآلية التحكيم، تقول:" كانت مناظر الغروب هي الغالبة بالإضافة للمناظر الطبيعية الأخرى و الدمى و غيرها من المواضيع المتنوعة... أما آلية التحكيم فعندما نستلم الصورة من مشترك نضع عليها رقم و إن كان يشارك بأكثر من صورة نستخدم الحروف مع الرقم و نحتفظ بسرية اسم المشترك و المدرسة وبالتالي لجنة التحكيم لاتعرف إلا المرحلة العمرية... ومن جهة أخرى في حالة الاشتباه بأن المصور هو غير صاحب الصورة يتم سؤاله عن التفاصيل والكاميرا التي استخدمها لالتقاط الصورة".
وتؤكد السيدة سلافة رغبتها باستمرار المسابقة وتطوير الفكرة، فتقول:" هذه المسابقة بداية لمشروع مسابقات ستقوم بها مدارس دار الذكر و ستتنوع مواضيع المسابقات بين كتابة القصة والشعر وغيرها، كما أن مدارس دار الذكر تقوم بمسابقات دورية في مجالات مختلفة منها الرماية والسباحة وركوب الخيل و لكنها تقام على نطاق ضيق"... وأضافت عن استمرارية دعم المواهب، قائلة:" مدارس دار الذكر وضعت برنامج للمواهب الواعدة بالتعاون مع الدكتور عيسى عنقاوي والفنانة العالمية نها آل غالب حيث سيتم تبني الموهوبين و ومساعدتهم على احتراف التصوير".
لجنة التحكيم: المستويات فاقت التوقعات
الأستاذة مها أبو الجدايل - موجهة ومشرفة تربوية – تحدثت عن دعم الوزارة لهذا النوع من الفعاليات، قائلة:" إدارة نشاط الطالبات تدعم جميع الأنشطة الهادفة، وعندما عرضت علينا مدارس دار الذكر هذه المسابقة في التصوير كمدرسة خاصة تفاعلنا مع الطلب خاصة وأننا نقيم مسابقات من هذا النوع لطالبات المدارس الحكومية كون التصوير من الأنشطة الإلزامية، ومن هنا تعاونا في إخراج هذه المسابقة وهو التعاون الأول من نوعه"... وتضيف:" استفدنا كثيراً من هذه التجربة حيث طرحت دار الذكر المسابقة بناءًا على أسس احترافية ورصدت لها الكثير من الوقت والجهد، وأتمنى أن تكون هذه البادرة الطيبة بمثابة دعوة لكل المدارس الخاصة لتنمية مهارات و مواهب أبناء المجتمع".
أما الفنانة سوزان باعقيل فتقول عن مستوى المشاركات:" هناك مستويات جيدة وتميز خاصة في المراحل الثانوية من حيث اختيار المواضيع والدقة في الأداء"... وعن معايير التقييم، تقول:" نركز على جوانب الإبداع و الإضاءة والتكوين والوضوح والموضوع... وقد طلبت من المحكمين أن يكون تقييم الصور المتعددة للمشارك الواحد و التي تعبر عن الموضوع ذاته تقييما موحداً حيث يتم وضع الدرجات على الموضوع ككل و ليس لكل صورة على حدا"... وفيما يتعلق بتقنيات التصوير، تقول:" هناك عدد من المصورين الذين اعتمدوا على الكاميرات الرقمية والنوع التجاري منها بالتحديد، فكان حجم الصورة الملتقطة أصغر من الحجم المطلوب مما استدعى تكبيرها وهذا الأمر أفقدها بعض من وضوحها و دقتها".
الفنانة نها آل غالب من لجنة التحكيم أكدت على أن مستوى الأعمال المشاركة فاق التوقعات، وقالت:" هذه المسابقة من أفضل المسابقات من حيث الحجم والتنظيم والفكرة وأتمنى أن يزداد عدد هذه المسابقات التي تتيح لنا اكتشاف الموهوبين من سن مبكرة و تبني مواهبهم"... وعن تنمية المواهب، تقول:" أولا أتمنى أن يمنح الطفل الحرية لممارسة هوايته دون تدخل الآباء أو فرض أرائهم، وأن يتم توفير عدد أكبر من الدورات وورش العمل التي تتبنى المواهب الشابة و تصقلها وتحفزها"... وتضيف عن الأثر الذي تتركه هذه الفعاليات على الموهوبين، قائلة:" الانتقاد الذاتي مهم جدا للمواهب و كذلك رؤيتهم لمعارض أقرانهم تحفزهم لتحسين الأداء و تفتح مجال المنافسة التي تنمي الموهبة، كما توضح نقاط الضعف الواجب دعمها و نقاط القوة الواجب تعزيزها".
"بعيون يافعة" في ميزان الفائزين
الطالب فيصل خالد الريحاني الفائز بالمركز الأول على مرحلة الصف الأول إلى الثالث الابتدائي، قال لـ(عربيات):" اخترت التقاط صورة لدراجتي الهوائية التي أفضلها على جميع ألعابي، ولأن ألوانها قد أعجبتني... كما أنني شاركت بصورة أختي لأختي وألعابي ولكنها لم تفز وسأشارك في المسابقة العام القادم إذا تكررت".
وتبرر والدته السيدة أيمن المهاوي مشاركته في المسابقة، بقولها:" ابني فيصل وشقيقته دعاء مشتركين في نادي رواق الطفولة حيث تعلم كل منهما توثيق اللحظات الجميلة بالصور خاصة أثناء الرحلات"... وتضيف:" أجمل مافي هذه المسابقة هو دفعت العائلة كلها لمساعدة المتسابق ونصيحته وقد ساعد فيصل أن والده مصور محترف وأنا فنانة تشكيلية، فتوفرت له المعدات اللازمة بالإضافة لحضورنا إلى المعرض و تقدير موهبته وتقييم المناظر الجمالية التي تستحق التصوير... كل هذه الأمور تسعد المشاركين كما تسعدنا رؤية فرحة الفوز في أعينهم".
أما الطالب تركي خالد فهمي الفائز بالمركز الأول على مرحلة الصف الرابع إلى السادس فيقول:" عندما قرأت عن المسابقة أحببت المشاركة فيها لمعرفة مستواي وتطويره لأنني أحب التصوير وأتمنى أن أصبح مشهوراً في هذا المجال... كما أنني اشتركت في مسابقة أخرى لوزارة التربية و التعليم في التصوير أيضاً لكن لم تظهر النتائج"... وعن الصورة التي التقطها يقول:" اخترت صورة النافورة لأن منظرها جميل خاصة في وقت الغروب".
والدته السيدة فاطمة جلال تقول:" ظهرت هواية تركي في مراحل مبكرة و قد تشجع عندما قرأ عن هذه المسابقة وأبدى رغبته بالاشتراك فيها فشجعناه أنا ووالده لعلمنا بمدى شغفه بالتصوير... وأعتقد أن فوزه سيكون دافع كبير للأمام وتقدير ممتاز لموهبته سيشجعه على تطويرها... وعن اختياره للصورة، تقول:" كنا على البحر فشاهد النافورة وأحب منظرها واختار تصويرها".
الطالبة سارة عبد الله القاسم فازت بالمركز الثالث على صفوف المرحلة الرابعة للسادسة الابتدائية، وعن الصورة التي اختارتها، تقول:" وجدت مجموعة من الأطفال يجلسون مع أخي فأحببت منظرهم والتقطت الصورة"... وعن أمنياتها القادمة، تقول:" أتمنى أن تشمل المسابقة في العام القادم على التصوير بالإضافة للرسم".
والدتها السيدة دنيا محمد الراشد تقول:" موهبة التصوير برزت عند سارة منذ زمن فهي قد ورثتها عن والدها وجدها كما أن شقيقتها وشقيقها قد شاركا في المسابقة"... وتضيف:" كانت سارة قد التقطت هذه الصورة في صيف 2006م عندما كنا في الخارج وأحبت أن تشارك بها في المسابقة التي أعتبرها فرصة لها لاظهار موهبتها وتنميها".
أما الطالبة بكيل نايف يماني الفائزة بالمركز الأول على صفوف المرحلة الرابعة إلى السادسة الابتدائية، فتقول:" اخترت التصوير تحت الماء وكانت الصورة عفوية أحببتها بمجرد مشاهدتي لها فشاركت بها في المسابقة التي منحتني الثقة بالنفس وسيدفعني الفوز إلى تنمية موهبتي".
الطالبة أسيل باوزير الفائزة بالمركز الأول على مرحلة الصف الأول إلى الثالث الابتدائي، قالت:" اخترت تصوير الحرم المدني لأنني أحبه، وأتمنى أن أشارك في المسابقة القادمة بالتصوير والرسم".
الطالبة لجين باوزير الفائزة بالمركز الأول على المرحلة المتوسطة، فتقول:" كنت على الشاطيء ورأيت أطفال يلعبون بالرمل فالتقط لهم الصورة التي فزت بها"... وعن طموحاتها تقول:" هذه أول مشاركة لي في مسابقة تصوير بالرغم من أنني شاركت في عدد من المسابقات الخاصة بالرسم, و أتمنى أن تستمر هذه المسابقات لتتاح لنا فرصة المشاركة".
والدة الفائزتين أسيل ولجين باوزير السيدة وفاء - فنانة تشكيلية- تحدثت عن موهبة ابنتيها، بقولها:" الفن موهبة أصيلة في عائلتنا فابنتي الكبرى فنانة تشكيلية وأسيل ولجين بدأت تظهر موهبتهما التي حرصت على تنميتها والاعتناء بها واليوم أجني ثمارها"... وعن مدى تدخلها في اختيار الصور، قالت:" تركت لبناتي الحرية المطلقة في التصوير، ولقد تفاجأت بالصورة التي التقطتها لجين دون أن أتدخل في نوعية الكاميرا المستخدمة حيث اختارت كل منهما الكاميرا التقليدية ذات الفلم".
الجدير بالذكر أن "عربيات" كانت الراعي الإلكتروني للمسابقة وقد افتتحت قاعة عرض إلكترونية خاصة بالأعمال الفائزة على الرابط التالي:
قاعة عرض بعيون يافعة