"السريالية هي أنا"، هذا ما قاله سلفادور دالي عن نفسه.
سلفادور فليب خاسنتو دالي (1904-1989)، ولد في شمال اسبانيا لأب يشغل وظيفة محترمة كمسجل وثقائق. ويعني اسم "سلفادو" المخلص و من هنا اعتبر نفسه منقذ الفن من مساوئ التجريد.
ورث من بلدته اسبانيا العناد و القسوة و الخيال الجامح ، و من ميراث الدم الفينيقي جرى في عروقه عشق المال و الذهب.
بهذا الرصيد بدأت حركته في الحياة تأخذ مسارها خمسة و ثمانون عاماً عبر الزمن. كان سلفادور اسم لأخيه الأكبر الذي توفي، و بعد ثلاث سنوات ولد و خرج للحياة سلفادور آخر الذي ورث عن اسم أخيه المتوفي و ملابسه و ألعابه... و مقارنة مستمرة من والده، هذا جعل سلفادور صورة ممسوخة، مما أصابه بشعور العدوانية التي استمرت معه طوال حياته..فكان ملاذه و تعويضه المناظر الساحرة التي حوله و التي كان ينفرد بذاته و خياله فيها.
ومن الطبيعة لجأ للرسم و كتابات الفلاسفة،ظهرت موهبته في السادسة و رسم أول لوحاته في التاسعة من عمره.
خطوته الأولى الى مدريد حيث التحق بأكادمية "سان فرناندو" للفنون الجميلة عام 1921وفي امتحان منتصف يونيو 1926 رد بعدوانية على لجنة الأساتذة ( لا أحد من أساتذة سان فرناندو كفء و مؤهل ليحكم على موهبتي)، و انسحب.
المناخ السائد في أروبا في ذلك الوقت كان لمذهبي ( الدادية ) ثم ( السريالية ). و سرعان ما فقدت ( الدادية ) دافعها تجاه العالم و تطورت ( السريالية ).
قرأ سلفادور كتاب ( تفسير الأحلام ) للعالم النفسي فرويد و تأثر به و قال ( هذا الكتاب كان لي كأهم اكتشافات حياتي ) .
وفي 1926 وصل سلفادور الى باريس، و اتجه الى مرسم بيكاسو قبل متحف اللوفر و بمجرد لقائه قال (جئت لزيارتك قبل زيارة اللوفر ) فأجابه بيكاسو ( أنت على حق تماماً)... و بعدها نجد سلفادور و قع تحت تأثير سيطرة بيكاسو.
اهتم سلفادور بالمستقبليه الايطاليه، ثم التتكعيبية، ثم المدرسة الميتافيزيقية.
وجد سلفادور طريقته السريالية الخاصة في المزج بين الكلاسيكية البصرية و المخزون الشكلي في اللاواعي...
( سلفادور....ذلك الإستعراضي المجنون ) هذا ما قيل عنه..
( الفرق بيني و بين المجنون انني لست مجنون ) و بهذا رد سلفادور عليهم...
هذا المجنون اثبت أنه أكثر الفنانين شعبية على مدى القرن العشرين...هذا ما يقوله الواقع عنه..