استغلت فنانة "الكومكس"الألمانية "باربارا يلين" استضافتها بمعهد "جوتة" الثقافي الألماني في القاهرة ضمن ورشة الكومكس التي يرعاها، لتصنع مدونة يومية تقوم من خلالها بعرض نتاجها من الرسوم والتي جسدت من خلالها الأحداث في الشارع المصري، لم تكتفي "باربارا" برصد الأحداث من خلال الصور إنما تركت تعليقاً عليها، ورصدت كل مايقابلها سواء كان حدث عميق أم بسيط منذ أن جاءت إلي القاهرة في 25 سبتمبر وحتى موعد رحيلها في آخر أكتوبر، وتنتظر أن تقوم بفرز وتقييم ما قامت بجمعه لتصدره في كتاب، و على الرغم من أن "باربارا" لا تجيد العربية ووجدت صعوبة في رصد الأحداث لكنها مؤمنة أنها ستنجح..

في البداية تقول "باربارا" عن فكرة المعرض : "المعرض باختصار هو  دفتر تدوين خاص ومن منظور شخصي بحت، أرصد ما يحدث  معي في  مصر سواء في البيت أو الشارع، وارصد الانطباعات التي احملها، وبطبيعة الحال فيها ماهو متعلق بالسياسة نظراً لظروف البلد، ويتكون العمل من صورة كبيرة تتكون من صور صغيرة وكثيرة تصنع الفكرة الأساسية للعمل النهائي".

يبدو أن الإعلام الذي يؤكد على أن مصر تعيش حالة من عدم الاستقرار والأمان هو ما شجع "باربارا" علي المجيء إلي مصر، بل ووضعت هذا الأمر هدف لها حيث تقول: "رسالتي التي أحب توجيهها هي أنني أعيش هنا في أمان تام وأشعر بحرية مستمرة، الناس تعتقد في الخارج أن مصر تعيش حالة من الانفلات والتدهور، وهناك صعوبة في الحياة وخطورة، لكن أنا بهذه الطريقة أقول "لا"، الحياة هنا مستمرة.

رصدت "باربارا" في أحدى رسوماتها طريقة المعيشة في مصر والمختلفة- وفقاً لها- عن ألمانيا، فحين جاءت مصر كانت تسير بسرعة شديدة وحين وجدت نفسها تعرق بكثرة، توقفت وقالت لنفسها "لماذا أسير بسرعة، هنا الناس لا تفعل ذلك" وأضافت: "وجودي في مصر أتاح لي فرصة جيدة للتعرف علي الحياة اليومية بشكل عام وجعلني أفكر في الحياة التي أعشيها في ألمانيا ومدى الاختلاف بينهما، لكن هناك شيء لا أجد له تفسير يتعلق بدور المرأة في مصر فأنا أرى رجال أكثر من النساء، وهذا شيء يثير اهتمامي لأنه موجود أيضاً في ألمانيا".

وعن رأيها في ثورة 25 يناير أبدت في البداية أسفها عن عدم التواجد في القاهرة في تلك الفترة مضيفة: "جئت للقاهرة مرتين في العام الماضي، لكن للأسف لم أكن موجودة هنا أثناء الثورة، ولقد تابعتها بشغف وكل العالم أيضا تابعها، ومع ذلك وافق موعد زيارتي لمصر أحداث كثيرة وهامة كمحاكمة الرئيس المصري السابق، وسأشهد أيضاً الأحداث قبل وأثناء الانتخابات، كما أنني أتواجد- يوم الجمعة مع المتظاهرين - في الميدان الأمر الذي ألهمني لرسم العديد من الرسومات".

الكومكس ليس فن للمزح والدعابة

الكومكس ليس فن للمزح والدعابة" هكذا رأت "باربارا" حيث تقول: "بوجه عام أنا أفكر وأشعر في صور، وأحب أن احكي الحكايات، والكومكس يجمع الاثنان معاً، فهو فن متعدد وليس للمزح والدعابة، قد يكون جاد جداً، وقد يكون للتسلية، ويأخذ أشكال كثيرة مثله مثل الفيلم والرواية، ومن منظوري الشخصي يساعدني الكومكس على التعبير عن أفكار ومشاعر معينة، وأرى أن الكومكس في مصر يتطور بشكل مذهل فهناك فرق كبير بين الكومكس في العام الماضي وهذا العام، فالآن في مصر يوجد ثلاث مجلات للكومكس "الدشمة، توك توك، اوتوستراد" وتتبع  هذه المجلات للشباب، واعتقد مع الثورة سيكون هناك اهتمام بهذا النوع من الفن وأري مستقبله في مصر مبشر جداً".

 ولدت "باربارا" عام 1977 بمدينة "بريمن جيشه جوتفريد"، درست فن التصوير والرسم في ألمانيا، لها روايتان بالكومكس نشرا في فرنسا، والمثير للدهشة أنه لم ينشر لها عمل فني في ألمانيا، لكنها حصلت على جائزة التميز في فن الكومكس بمعرض "فرانكفورت" الدولي عام 2009.