معرض تراثي جوال على باص في سوريا
لكي لا تبقى تفاصيل تراث مدينتي تدمر الأثرية والسويداء مجرّد معلومات محفوظة بين دفات الكتب، انطلقت عربتي نقل مشروع "شباب وتراث" للتجوّل بين عدد من المدن السورية وأريافها، لكي تجسّد هذا التراث على أرض الواقع وبأسلوب خاص جداً!!
وصلت عربتي معرض "شباب وتراث" إلى دمشق بعد رحلة بدأت منذ بداية عام 2010 وتجوّلت في عدد من المحافظات السورية والأرياف والقرى.
ضمّ المعرضان إنتاج مشروع "شباب وتراث" الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي قام في إطاره شابات وشبان من تدمر والسويداء بجمع الأغاني والحكايا الشعبية في مناطقهم والبحث في العناصر الثقافية الموجودة حولهم منذ نيسان 2010، يضم المعرضان مطبوعات من التراث الشفهي للمنطقتين وأبحاثاً عن ثقافتيهما تعرض بشكل بصري، إضافة إلى فيلمي كرتون- تم إنتاجهما خلال المشروع- موجهين للأطفال عن آثار تدمر والسويداء .
تحت رعاية وزارة الثقافة والنقل، ينفذ مشروع شباب من قبل لجنة تنسيق منظمات الخدمة التطوعية ميلانو- إيطاليا"، بالاشتراك مع جمعية المكان للفنون والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى والجمعية السورية للتنمية المستدامة دمشق- سورية، ويموله الاتحاد الأوروبي من خلال منحته السنوية للمشاريع الثقافية.
زيادة وعي المجتمعات المحلية بتراثها الشفهي هو هدف المشروع الأساسي، بالإضافة إلى التعريف بالاكتشافات الأثرية، وتحسين قدرات الفاعلين في المجال الثقافي والترويج للسياحة الداخلية.
أكثر من 25 شاباً وشابة شاركوا في نجاح الفكرة
ما يلفت الأنظار في هاذين الباصين هو تلك الرسومات الملوّنة التي تزيّنهما، وعن مصدر هذه الرسومات أوضح إبراهيم صالح - المسئول عن المعرضين في الفترة المسائية- لـ "عربيات": "لقد قام أطفال كلّ من مدينتي تدمر والسويداء برسم أطفال على جدران الباصين من الخارج، بعد أن قمنا بإمدادهم بالمعدّات اللازمة، وتركنا لهم إنجاز بقيّة المهمّة".
"إقبال كبير من الناس هو أكثر ما يميّز فكرة مشروعنا"، تابع صالح بقوله: "لقد كان لما تم تحضيره من أغان وحكايا شعبية محليّة قدرة مميزة في جذب السكان للتعرّف عليها، ولم تقتصر نشاطاتنا على ذلك بل تضمّنت تفاصيل كثيرة عن تراث كل منطقة من الطبخ والمهن اليدوية، وألعاب الأطفال أيام زمان، وما سهّل عملنا مشاركة أكثر من 25 شاب وشابة في إنجاز هذه الأفكار".
الفكرة جميلة وهذا ماينقصها
"فكرة وجود باص متحرّك هي غريبة من نوعها" بهذه الكلمات عبّر"أحمد عثماوي" أحد زوّار المعرض عن رأيه لـ "عربيات" مضيفاً: "الفكرة جميلة، ولكن يجب ألاّ تكون محدودة بمحافظة أو اثنتين، فمن الجميل أن نرى مجموعة من الباصات تدور القطر، وكلّ منها يمثّل تراث أحد المحافظات".
وفي السياق نفسه تجد "لينا الأحمد" أنّ الرسومات التي تزيّن هاذين الباصين هما من جذباها بالدرجة الأولى لتتعرّف بعد ذلك إلى ما يضمّه هذا الباصين، فعلى حد وصفها "الصور الفوتوغرافية الملتقطة من مدينة السويداء جميلة جداً"، واعتبرت الأحمد أنّ الصور المعلّقة في باص السويداء هو أكثر ما لفت أنظارها لأنّه ومن خلال ما لا يقل عن عشرين صورة تمّ التعبير عن حياة أهل السويداء بأسلوب بسيط وجميل.