أمريكا تخطط لضرب العراق وأعينها على المنطقة العربية
تكشفت نوايا الولايات المتحدة تجاه العالم العربي وتوالت تصريحات القادة الأمريكيين التي تؤكد أن ضرب العراق والهيمنة على مقدرات العالم العربي لا يمكن التراجع عنها مهما كانت الأسباب حيث أعلن الفريق البحري بيتر بايس نائب وزير الدفاع الأمريكي في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي أن حرب الولايات المتحدة على الإرهاب لا تشمل العراق فقط وإنما تستهدف العراق وإيران واليمن والصومال والسودان ولبنان وسوريا وجورجيا وكولومبيا وماليزيا وإندونيسيا والفليبين وكوريا الشمالية.
وأضاف أن القادة العسكريون مسؤولون أمام التاريخ ليس فقط في كيف يخوضون الحرب ولكن في تحقيق النصر الكبير للولايات المتحدة . وفيما يخص العراق فليس هدف الولايات المتحدة هو الإطاحة بصدام حسين فحسب وإنما الهدف الأعظم هو احتلال بغداد لمدة من 30 إلى 50 عام للنهوض بالمجتمع العراقي وتغير السياسات التي تتحكم في الشعوب العربية ونحن نستعد لذلك وسنقوم بهذا العمل لتحقيق انتصارات عسكرية واقتصادية على كافة المجالات وليس أمامنا سوى النصر كطريق واحد للحفاظ على هيبة الولايات المتحدة وعدم تراجع هيبتها في أجزاء أخرى من العالم .
بينما أكد جيمس ويب نائب وزير الدفاع الأمريكي في حكومة الرئيس السابق ريجان أن احتلال العراق من خلال حرب أحادية الجانب تثير مخاوف عديدة أهمها أن شعوب العالم الإسلامي لن تقبل الاحتلال الأمريكي وأن القادة العسكريون مخطئون إذا تصوروا أن الشعب العربي يمكن أن يكون مثل اليابانيين في الحرب العالمية الثانية لأن صدام حسين ليس الإمبراطور ماكآرثريان فقد نجحت الولايات المتحدة أن تكسب 50 ألف صديق من الشعب الياباني بعد الإطاحة بالإمبراطور ماكآرثريان بينما في العراق ستكسب عداوة أكثر من 50 ألف عربي مناهض للسياسة الأمريكية .
وأضاف جيمس أن هناك العديد من الدول التي ترفض المخطط الأمريكي وتقف بشدة ضد احتلال الولايات المتحدة العراق والتحكم لوحدها في مقدرات العالم العربي وهو ما يجب مراعاته خاصة الصين التي تساند بقوة العالم الإسلامي وتاريخها في ذلك عامر حيث ساند ت ليبيا سابقا وطورت السلاح النووي الباكستاني وتبنت محاولة انقلاب في إندونيسيا عام 1965 .
وحذر جيمس القادة العسكريين من خطورة الصين وإيران حيث أشار إلى المناورات الصينية الأخيرة التي يستخلص منها أن الصين قامت باختبارات ناجحة على صاروخ " دي إف –4 " طويل المدى والذي يصل مداه إلى 4 آلاف ميل وقد تم تصميمه خصيصا لمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج العربي في حين ما تزال الولايات المتحدة مهووسة بصدام حسين وكيفية الإطاحة به واحتلال بغداد كما تمكنت إيران من تطوير صاروخها أربعة شهاب النووي القدير –3 الذي يستطيع ان يحمل رؤوس نووية و يصل مداه إلى 800 ميل بما يكفي لضرب القوات الأمريكية بالرؤوس النووية في الخليج العربي .
بينما صرح نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد تشيني بأن مخاطر بقاء الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي أمام العراق يفوق المخاطر الناجمة عن أي تحرك قد تقوم به واشنطن ضد بغداد في إشارة واضحة إلى عدم إمكانية العدول عن احتلال العراق .
وأضاف تشيني في اجتماعه بالمحاربين الأمريكيين القدامه في " ناشفيل "أن الوقت ليس في صالحنا كما أن تغيير النظام في بغداد لمصلحة الشعوب العربية وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة .
الطريف أن وزير الدفاع الإسرائيلي بن إليعزر أكد في تصريحاته لشبكة السي إن إن الأمريكية أن ضرب العراق والإطاحة بصدام حسين سيكسر دائرة الإرهاب في الشرق الأوسط وسيغير المنطقة بأكملها خاصة وأن محور الشر يكمن في العراق وإيران وسوريا وحزب الله ومن المتوقع أن يتغير العالم العربي عقب ضرب العراق واحتلال بغداد .
وأعلن بن إلعزر في حديثه أننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولابد من ردع صدام حسين إذا استخدم أسلحته كما أن إسرائيل ستقدم العون للولايات المتحدة بكل ما تملك في حربها ضد صدام حسين والأنظمة العربية .
من ناحية أخرى كشفت استطلاعات الرأي أن الشعب الأمريكي يؤيد بشدة توجيه ضربة عسكرية إلى العراق في أختلف الرأي العام الأمريكي في كيفية احتلال بغداد حيث أفاد استطلاع الرأي الذي قامت به صحيفة نيوزويك أن 49% من الأمريكيين يؤيدون ضرب العراق براً في حين يعارض 62% ضرب العراق براَ في حين أشار استطلاع أجرته مجلة تايم إلى أن 51% من الأمريكيين يؤيدون توجيه ضربة برية إلى العراق في حين يعارضها 40% .
والواضح الآن أن التهديدات الأمريكية للعراق هي بمثابة تهديداً للأمة العربية بأكملها في ظل النوايا الأمريكية والصهيونية التي تستهدف نيل مقدرات العالم العربي أينما كانت سواء في العراق أو السعودية أو مصر أو سوريا ولهذا فنحن نحتاج إلى تطور كبير في الموقف العربي للتصدي للمخططات الصهيونية .