في إحدى كتاباتها قالت :" السعادة الحقيقية هي استمتاعنا بما نحقق من أهداف قبل أن تقفز أمام أعيننا أهداف جديدة تشغلنا من جديد ، وإلا ستذهب حياتنا هدرا بالأطماع التي لا تنتهي وستضيع لحظات السعادة بالأمنيات التي ليس لها حد…"، وفي لحظات أخرى كتبت:" أما آن لنا نحن الشعب الفلسطيني أن نقيم فهرس أعمالنا وطريقة تفكيرنا ونعيد النظر في ممارساتنا وأخلاقنا، فنقدر الكفاءات ونشجع العلم والعلماء ونضعهم في المكانة اللائقة بهم…".
من هي هذه التي تنتقل بقارئها من الرومانسية إلى الجدية من فكرة إلى أخرى .,.. ومن سرد الإيجابيات إلى نقد السلبيات في قالب يجبرك على متابعة كلماتها حتى النهاية…
قادتنا أفكارها ومقالاتها المتنوعة للبحث عنها… فبين " الحياة طريقة تفكير" وبين " الصداقة … لا تحتمل التبرير " رحلة تقودك فيها إلى سبر أغوار هذه النفسية وهذا الفكر الذي أينما وجدته، تجد الإبداع في الوصف والتحليل وتقديم البراهين….
تعثرنا في غمرة بحثنا عنها بالكثير ممن وصفوها كتابة وحديثا، فها هو رئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني يقدم لها أحد كتبها بكلمات تحمل إعجابه بهذه الإنسانة عالمة وأديبة ومثقفة وأكاديمية تلتصق الدرجة الأولى بكل صفاتها…
لقد خرج د. أحمد حامد في تقديمه لكتابها نبضات قلب بانطباعين:أولهما:" أن الألم يعتصر قلب هذه الكاتبة من رؤيتها لسلبيات مجتمعنا العربي، يتضمن دعوة مخلصة لتجاوز هذه السلبيات وصولا إلى اللحاق بركب الحضارة المتقدم…".
وثانيهما" رغبة هذه الكاتبة في إعادة ترتيب البيت العربي، تربويا ونفسيا واجتماعيا وفكريا بطريقة نحرر فيها أنفسنا من التعصب والجهل وضيق الأفق…"، وهو الذي قال فيها:" إن الكاتبة تعيش العربية عيشة حقيقية، بل تحياها كما ينبغي أن تكون، ساعدها في ذلك حسّ لغوي سليم فتراها تلبس الكلمة ثوبا عاطفيا جميلا ومؤثرا، وتراها تارة أخرى تداعب الكلمة كما يداعب الطفل زهرته الجميلة فتنساب النتيجة صالحة لتخالج النفس فترتضي بها، وتقنع بمحتواها…".
لم يتوقف أمرنا مع هذه "الكاتبة"إلى مجرد الاقتناع بمحتوى ما تقول وما تكتب، فمع كل مقالة لها ومع كل فكرة كانت تطلق دعوة للتعرف عليها أكثر….
في الموعد تماما
نبهتنا إشارة الوقت إلى إن موعدنا معها لم يتبق له الكثير، فمثل أفنان دروزة يفرض على الدقائق والساعات أن تحترمه كما للوقت من احترام عندها….
وصلنا مكتبها، فاجأنا أنها ورغم انشغالها الشديد كان تستعد لمقابلتنا، ألغت كافة اهتماماتها في حيينها… وأجلت بعض الأفكار في مخيلتها… تركت لنا عنان اختيار المكان والموضوع والبداية، وكأنها جهزت نفسها لتكون لوقتنا معها فقط ولنا الحرية أن نفعل بها ما نشاء.
مع هذه المرأة … تشعر بأنك ملك الوقت وملك الموضوع والحديث… ولكن بيدها هي التي تمنحك هذه الملكية حتى إذا فرغت منها تنتزعها منك بكل رقة ودعة….
بطاقة تعريف مميزة
"عن ماذا سنتحدث … لكم حرية الحديث" هكذا بادرت بحديثها، انتبهت وقتها إلى أفكاري المحصورة في ورقة صغيرة، فإذا بي أشعر بالخجل، لملمت أفكاري… كنت أود أن أقول لها بداية" إنني في الحقيقة معجبة بك…" أجلت هذا الأمر قليلا… طلبنا منها أن تعرفنا عليها … الاسم والمهنة ومسيرة العطاء…
ابتسمت كأن سؤالنا فاجأها … لكنها بدأت الحديث بكلمات مزيج بين التواضع والفخر…"، أفنان نظير دروزة، هذا هو اسمي، ودرجتي العلمية هي بروفيسور" أستاذ دكتور" في علم وتصميم التعليم وتطويره، حصلت على شهادة الدكتوراه من إحدى جامعات نيويورك، و نلت شهادة الماجستير والدرجة الجامعية الأولى من الجامعة الأردنية…"إلى هنا يبدو الأمر عاديا، حتى علمنا أن شهادة الدكتوراه التي تتحدث عنها حصلت عليها عندما كان عمرها لا يتجاوز الخامسة والعشرين، من يملك هذا التقدير لسنوات قليلة من العمر التي تمر عند الكثير دون حساب.وإضافة إلى ذلك فإن في وصفها القصير لشهاداتها العلمية برز التميز واضحا مع كل مراتب الشرف هذه، إذ أنها كانت الأولى على دفعتها عندما نالت درجة البكالوريوس وكذلك مرتبة الشرف عندما حصلت على درجة الماجستير.
… وهي الآن محاضرة في كلية الدراسات العليا بجامعة النجاح الوطنية وكانت قد شغلت منصب مدير دائرة التخطيط والتطوير في الجامعة وعميدة البحث العلمي في كلية الدراسات العليا لمدة سنة كاملة، وكانت المشرفة على أول رسالة ماجستير في جامعة النجاح.
رحلة تميّزها التصقت بها مع كل خطواتها فكانت الحائزة على عدة جوائز من بينها جائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب عام 1990.
" عن ماذا سأحدثكم…"… تركت العنان لمخيلتها تتذكر هذه السلسلة غير المنقطعة من البحوث والدراسات وأوراق العمل المؤتمرات والدورات والمحاضرات …" .
من أين تولد الحيرة في اختيار الأشياء … أليس عندما تكون الخيارات الجميلة والعظيمة قليلة ومعدودة بحيث تتشابه في جماليتها وعظمتها … فلماذا احتارت أفنان في اختيارها الحديث عن كتاباتها وهي التي قدمت أكثر من 70 بحثا منشورا في المجلات العربية والأجنبية في سوريا وتونس والسعودية وعلى مستوى الجامعات العربية والمحلية …، وكانت أوراقها تنتقى من بين أفضل الأبحاث المقدمة على مستويات عالمية ودولية…
مجال " تصميم التعليم " لايزال يفتقر إلى الكثير من المعلومات للتعريف به
" شاركت في الكثير من المؤتمرات في الداخل والخارج حول التعليم وتطويره، وأنا عضو في الرابطة الأمريكية لتكنولوجيا التربية والاتصالات وقد شاركت في مؤتمرات هذه الرابطة بأوراق علمية، وكانت أوراقي تقبل في الكثير من الأحيان من بين حوالي 300 ورقة وسط تنافس شديد، كما أنني عرضت أوراقا في مجال تصميم التعليم ضمن مؤتمرات مختلفة في فلوريدا وواشنطن…".
وتعزي د. أفنان هذا النجاح الكبير لأطروحتها وأبحاثها إلى كون " تصميم التعليم" أحد العلوم الحديثة التي مازالت تفتقر إلى الكثير من المعلومات للتعريف بها والبحث في جوانبها.
وكانت د.أفنان من أوائل الباحثين المتخصصين في مجال تصميم التعليم الذين كتبوا عن التعليم المفتوح أو " التعليم عن بعد "، فقد قدمت أول ورقة تبحث في هذا المجال على مستويات محلية سنة 86 تحدثت فيها عن سلبيات وإيجابيات مثل هذه الطريقة في التعليم وعن آليات النهوض بهذا الأسلوب ومدى إفادته إذا ما تم استخدامه بالطريق الفضلى، كما نشرت العديد من الأوراق والأبحاث في هذا الشأن في مجلة اتحاد الجامعات العربية وأخرى مماثلة في مجلات أمريكية متخصصة.
وقد رشحت لتكون خبيرة في مجال تصميم التعليم من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وتقوم حاليا بنشر آخر أبحاثها في مجلات جامعة النجاح والذي يدور حول " البعد النفسي لطلاب جامعة القدس المفتوحة" .
قلة تقدير
وفي سياق حديثنا معها لم يكن بنيتنا مطلقا أن نعكر صفو هذا المزاج المشبع بالفخر وهي تسرد لنا نجاحاتها الواحد تلو الآخر … لكنها بدت آسفة للغاية عندما سألناها عن مدى الاهتمام بتطبيق تلك النتائج والتوصيات التي تخرج بها في أبحاثها المختلفة…
" إن الاهتمام بتطبيق مثل تلك النتائج للأسف مازال ضعيفا، لأسباب مختلفة قد تكون قلة تقدير أهمية مثل هذه الجوانب في البحوث العلمية على الرغم من أن مثل هذه الأبحاث تجد صدى كبيرا في المجتمعات الأكاديمية الأجنبية" تضيف " إن هذه الأبحاث لا تتجاوز إفادتها في أقصى حدودها استفادة طلبة الدراسات العليا منها أكاديميا، والقليل القليل منها يطرح على بساط البحث في محاولة لوضع آلية لتطبيقه…".
المشاركة النسوية في البحث العلمي
وعن انخفاض نسبة المشاركة النسوية في مجال البحث العلمي في المجتمع الفلسطيني خاصة، تقول د. أفنان:" إن عدد الأكاديميات الحاصلات على شهادات في الدراسات العليا بين الأوساط النسوية قليل بشكل عام، وبالتالي فإن نسبة المشاركة النسوية في مجال البحث العلمي تبدو ضئيلة، لكن باستطاعتي القول إن هناك الكثير من الطاقات النسوية التي تميزت في الكثير من المراكز والمؤسسات النسوية وبشكل خاص في موضوع البحوث الخاصة بالمرأة وتنميتها".
وتضيف" إن المرأة في الوطن العربي بشكل عام مهمّشة، وفي الوقت الحالي هناك تنافس كبير بين المرأة والرجل بالرغم من الكثير من المعوقات أمامها، فالكثير يخشون من تطور وبروز طاقات نسوية متميزة قد تصل إلى مراكز عليا، و على العكس من ذلك هناك الكثير من الرجال الذين يتصفون بدرجة عالية من الثقافة والتفكير يشجعون النساء النشيطات والطموحات".
الحاجة إلى التطوير
وعن رأيها في الأنظمة التعليمية المتبعة في جامعاتنا المحلية وخاصة برامج الدراسات العليا تقول دروزة :" إن هناك العديد من الرسائل القوية والتي عادة ما تنبع قوتها من تميز وقوة الأستاذ المشرف عليها فاهتمام المشرف بطلبته، ومحاولة تطبيق الأنظمة السليمة في حثهم على العمل والتركيز على اكتساب المهارات، تعتبر ركنا أساسيا في نجاح الطالب ونجاح رسالته".
إن الشخصية المتوترة التي تسكن هذه المرأة تطغى على حديثها خاصة في تلك الأمور التي تشعر بانتمائها لها رغم أنفها…فالجالس أمامها عند حديثها عن أسلوب العليم في برنامج الدراسات العليا… يرى كيف أنها تحاول اجتياز " القصور الكبير" والحاجة إلى تطوير مثل هذه البرامج … لكن دون جدوى…
دوما تقحم نفسها في نضالات طويلة وتحمل ذاتها مسؤولية هذه التغيير والتطوير …" إن النظام المتبع في كليات الدراسات العليا ينقصه الكثير ليصنف أنه على مستوى راق، إذ إن أسلوب الامتحانات والعلامات مازال عقبة في طريق تطوير هذا الجانب الذي يعكس تطور ورقي جامعاتنا بالمقارنة مع الجامعات الأجنبية التي تولي اهتماما كبيرا للناحية التطبيقية في هذا المجال"، تضيف"إن التدريس في برنامج الدراسات العليا هي عملية بناء لشخصية الطلبة، وتحضيرهم ليصبحوا خبراء في مجال تخصصاتهم وباحثين يطورون علومهم".
بحاجة إلى دعم معنوي
ويظل الباحث أحد أبناء المجتمع الذين يتأثرون سلبيا بمشاكله واهتزازاته، فالأوضاع الحالية فرضت نفسها على الباحثين فالحالة الاقتصادية الصعبة أثرت على أوجه النشاط المختلفة، والبحث العلمي كي يقدم على أكمل وجه بحاجة إلى مستوى مادي معين قد يضيع الفرص على الكثير من أصحاب الطاقات والاهتمامات بهذا الموضوع ولكن على الرغم من ذلك، تقول د. أفنان :" إن البحث العلمي في أي حقل من حقول التربية أو العلوم أو أي مجال آخر هو نجاح معنوي أولا لا يقدر بثمن، لكن للأسف إن الناحية المادية مهمة لاستكمال متطلبات هذه الأبحاث، وفي ظل هذه الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة، يبقى الباحث ابن مجتمعة، إذ أن الراحة والدعم المعنوي أمر غاية في الأهمية، فهو بحاجة لجو نفسي هادئ كي يركز في عمله".
وتعيب د. أفنان على قلة الجهات المهتمة بهكذا قضايا في إيّ مجتمع، فقليلة هي المرات التي يتم رصد فيها مبالغ ضئيلة للبحث العلمي في جامعاتنا ، وحتى في هذه الحالات القليلة يكون الدعم في مجال البحوث العلمية الخاصة بالكيمياء والفيزياء بينما هناك إهمال وتقصير واضح في دعم البحوث في التخصصات الإنسانية.
المعلم والمناهج
وكواحدة من أبرز الذين بحثوا في مجال التعليم وتطوير مهارات المعلمين، كان لا بد من وقفة عند ذلك الركن الأساسي في العملية التعليمية . تقول د.أفنان:"إن مستوى تدريس معلمينا جيد نوعا ما بالمقارنة مع الأوضاع النفسية والمادية السيئة التي تحيط بهم، ولكنهم من خلال اطلاعي وبحثي في هذا المجال يحاولون إعطاء افضل ما عندهم ويحافظون على الهدف السامي من رسالة التعليم، كما أن هناك الكثير منهم الذين يحملون أفكارا تساعدهم على النهوض بعقلية الطالب وتنمية إبداعاته لكن للأسف أن مثل هذه الكفاءات لا تجد من يشجعها ويساعدها ويهيئ لها الظروف لتطبيق افكارها إضافة إلى ضعف الميزانيات التي تساعد في هذا المجال. وكقضية مرافقة فان المناهج الفلسطينية الجديدة تحظى بمستوى جيد حسب خبرة د.أفنان إذ أنها تحمل مضمونا هاما وقضايا يحتاجها الطالب الفلسطيني كالخاصة بالقضية الفلسطينية وتجسيد الأدب والتراث الفلسطيني وان عملية تطويرها وتغييرها بين فترة وأخرى هي قضية في غاية الأهمية في سبيل تجديد المعلومات وتمشيها مع روح العصر مع الاحتفاظ بالطابع الفلسطيني المحافظ على الهوية والقضية.
الحركة النسوية
كيف سنغلق ساعة وقتنا هذا دون أن نسمع عن رأيها في تلك المسيرة التي هي إحدى أركان نهضتها ...
ماذا عن الحركة النسوية الفلسطينية ؟"أنا لا أؤمن بان هناك فرق بين الرجل والمرأة في القدرات، لقد نشأت في أسرة تعطي امتيازات للمرأة اكثر مما تتيحها للرجل، الأمر الذي عزز ثقتي بنفسي ومنحني دفعة قوية للتقدم والإبداع ".
وتقول:"أن الحركة النسوية الفلسطينية تخطو خطوات واسعة في نضالها من اجل حقوق المرأة، وهذا أمر يمكن مشاهدته من خلال التأثير الذي أصبحت تؤديه المؤسسات النسوية، والمشاركة الفاعلة لها في اوجه الحياة الفلسطينية شتى…."،وعن مستوى المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية تعلق د. أفنان:"إن كون المرأة الفلسطينية تضحي بابنها وبأغلى ما تملك في سبيل حرية الوطن فان هذا عمل سياسي وكوني اخدم وطني علميا فهذا نصيب آخر من العمل السياسي إضافة إلى ذلك هناك العديد من الرموز النسوية التي برزت في مجال العمل السياسي مثل د.حنان عشراوي التي استطاعت أن تعكس قوة المرأة الفلسطينية فكريا ونضاليا وعلميا وكذلك د. فيحاء عبد الهادي التي تميزت على مستوى العمل النسوي …"من ناحية أخرى تضيف:"أن شخصيات مثل وفاء إدريس تعكس مدى الظلم والقلق الذي تتعرض له هذه المرأة كونها ابنة هذا الوطن ووليدة المعاناة الطويلة، فهي التي يقتل أخوها ويعتقل ويلاحق أبناؤها وتضطر حيينها للرد ولو كان الثمن حياتها…".تقول "أن خطوات نضالية متطورة كجهاد ووفاء إدريس ما هي إلا نماذج نضالية يحتذى بها، وهي دعم للحركة النسوية وللمرأة الفلسطينية عامة …"
أديبة
كنا نلملم أوراقنا استعدادا لإنهاء المقابلة … حين استوقفتنا قائلة إلا تريدون أن تعرفوا شيئاً عن كتاباتي؟ أعدنا فتح الأوراق ومعها الأذهان ، فقد علمنا في رحلة البحث عنها أنها نشيطة في حقل البحث العلمي والتدريس الجامعي .
تقول دروزة:" أنني أسكن وحيدة منذ عدة أعوام والوحدة جعلت مني إنسانة تضطر أن تعبئ فراغها بأي طريقة ،فعلى الرغم من انهماكي في أبحاثي التي تشغل الكثير من وقتي إلا أنني أجلس ساعات طويلة أطالع وأقرأ وقد أنهيت قراءة كتب الأدب العربي جميعها، وكطريقة أخرى للإبداع اتجهت د.أفنان للكتابة الأدبية وأصدرت مجموعة من الكتب التي تتحدث عن الربيع والجمال والحب ومن هذه الكتب : "ومضات فكر" وهو في طور الإصدار ونفحات روح " لم يصدر بعد" وكذلك كتاب نبضات قلب الذي تحدثنا عنه في البداية وهو عبارة عن مجموعة مقالات نشرت في صحيفة القدس.