في أمسية إستقطبت إهتمام مجموعة من كبار الأطباء والإستشاريين وشهدها عدد كبير من الحضور ، ألقى الدكتور أحمد شوجا خان، إستشاري الغدد الصماء بإحدى المستشفيات الكبرى بالمنطقة الشرقية ، محاضرة قيمة مؤخراً تناول فيها العديد من الجوانب المتعلقة بالإصابة بالسمنة والمضاعفات الخطيرة التي تنجم عنها ، وذلك في فندق حياة ريجنسي بمدينة جدة .
وقد أشار الدكتور خان إلى إرتفاع معدلات الإصابة بالسمنة على مستوى العالم خلال السنوات العشر الماضية لاسيما بين النساء مرجعاً ذلك إلى عوامل وراثية وسلوكية وثقافية وعادات غذائية . كما تحدث الدكتور خان عن العلاقة الوثيقة بين السمنة ومرض السكري مؤكداً بأن يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري ، حيث قال : "أن أكثر من 70 بالمائة من مرضى النوع الثاني من السكري يعانون زيادة في الوزن أو السمنة ، في حين غالباً ما يكون الفقدان المعتدل والتدريجي للوزن (بواقع 5 – 10بالمائة من الوزن الأصلي للجسم) مصحوباً بتحسن مستوى السكر في الدم وزيادة القدرة على التحكم فيه بالإضافة إلى إنخفاض فرص الإصابة بالأمراض والعوارض القلبية الوعائية ."
وقد أظهرت إحدى الدراسات العالمية الحديثة أن فقدان 4 كيلوغرام من الوزن تدريجياً يقلل خطر الإصابة بمرض السكر بنسبة 58 بالمائة . وأكدت دراسة أخرى أجريت على عينة من مرضى السكري أن فقدان الوزن ما يتراوح بين 2.3 – 3.7 بالمائة من وزن الجسم قد ساعد أكثر من 50 بالمائة من هؤلاء المرضى الذين أصبحوا طبيعيين في نهاية المطاف . فيما أشارت دراسة ثالثة أن إتباع نظام غذائي سليم وممارسة التمارين الرياضية يقلل من خطر التعرض لمرض السكري بنسبة 31 – 46 بالمائة .
وتطرق الدكتور خان في حديثه إلى وسائل علاج السمنة موضحاً أن التجربة العملية قد أثبتت أن من يعانون من السمنة يواجهون في معظم الأحيان صعوبات في تخفيض الوزن بصورة ملموسة ، وذلك مع الإعتماد على نظام حمية غذائية وممارسة الرياضة فقط ، وأن مرضى السكري لديهم ميل مقاومة كبيرة تجاه برامج ووسائل إنقاص الوزن المتنوعة . وهنا تبرز أهمية العلاج بإستخدام العقاقير الطبية المتخصصة التي تشكل جزءً هاماً ضمن أي برنامج ناجح لعلاج السمنة إلى جانب ممارسة الرياضة وإتباع نظام غذائي صحي متوازن . وأضاف الدكتور خان : "أن العلاج بإستخدام العقاقير الطبية مثل "أورليستات" المعروف بإسم زينكال) يساعد المرضى بصورة كبيرة في تحقيق نتائج رائعة مع إتباع نظام غذائي صحيح وأداء التمارين الرياضية بصفة منتظمة ."
هذا ، وكانت التجارب السريرية التي أجريت على مجموعتين من مرضى السكري النوع الثاني والذين يعانون من السمنة : المجموعة الأولى تم إعطاؤها عقار زنيكال ، أما المجموعة الثانية فتم إعطاؤها مادة أخرى شبيهة بالعقار لكن ليس لها أي تأثير ، وذلك لدراسة الأثر الفعلي للدواء بعيداً عن المؤثرات النفسية ، قد أظهرت أن المرضى الذين إستخدموا زنيكال فقد تمكنوا من التخلص من ضعف معدل الوزن مقارنة بمرضى المجموعة الأخرى . وكذلك فقد أظهرت نتائج التجارب العملية التي أجريت لمدة عام كامل أن نسبة 49 بالمائة من المرضى الذين يتناولون زنيكال قد تمكنوا فقدان 5 بالمائة من إجمالي وزن الجسم ، في حين لم تتجاوز نسبة المرضى الذين نجحوا في ذلك مع تناول مادة أخرى شبيهة بالعقار نحو 23 بالمائة فقط .
ويعتبر زنيكال هو الأول ضمن فئة جديدة من العقاقير المضادة للسمنة يطلق عليها "موانع إنزيمات تكسير الدهون" ، والتي تم تطويرها لعلاج السمنة وما يصاحبها من أمراض خطيرة تؤدي إلى الوفاة . ويعمل زينكال على التقليل من معدل إمتصاص الجسـم للدهـون بنسبة 30 بالمائة ، حيث يتم تناوله عن طريق الفم أثناء تناول وجبات الطعام دون أن يكون له تأثير عام على جسم الإنسان . كما أنه يختلف تماما عن العقاقير التي تعمل على فقدان شهية و تنطوي على آثار جانبية بالنسبة للجهاز العصبي المركزي . ويعود تناول زينكال بالعديد من الفوائد الصحية الجمة على المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ، لعل من أبرزها التخلص من الوزن الزائد ومن ثم تخفيف الإجهاد على القلب .
ومن الجدير بالذكر أن المعهد الوطني للتفوق الطبي في بريطانيا (NICE) قد أتخذ قراراُ الشهر الماضي يقضي باستمرار هيئة الرعاية الصحية الوطنية (NHS) في إدراج عقار زنيكال (أورليستات) ضمن قوائم الأدوية التي يتم التعويض عنها في برنامج التأمين الصحي الوطني . ويعكس هذا القرار الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة البريطانية للسيطرة على حالات زيادة الوزن والسمنة التي باتت آفة متفشية في المجتمع البريطاني . كما يؤكد أيضاً فعالية عقار زنيكال في علاج السمنة .
ومن جهة أخرى وقد تم إطلاق برنامج "زينيكير" Xenicare بالنسبة للمرضى الذين يتناولون عقار زينكال فمن خلال رقم هاتف مجاني (8002444004) يمكن للمرضى تلقي إجابات عن أسئلتهم حول العقار ، والسمنة وإنقاص الوزن والأضرار الجانبية . إذ يتم إدراج اسم المريض عند الاتصال في قاعدة بيانات لتقديم الدعم المستمر له أثناء فترة استخدامه للعقار . كما يتم الاتصال بالمرضى عن طريق الهاتف لمتابعة حالتهم ، وإرسال مطبوعات تتناول مختلف المواضيع المرتبطة بالسمنة لمساعدتهم على الوصول إلى الوزن المثالي . و يهدف برنامج زينيكير أيضا إلى مساعدة الأطباء الذين يصفون هذا العقار، ومن المتوقع أن يشمل البرنامج في القريب لقاءات مع المرضى و تخصيص فرق للدعم . ويأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة للقضاء على السمنة التي باتت إحدى الآفات المنتشرة في مختلف بقاع العالم ، لاسيما مع إرتفاع أعداد الذين يعانون منها خلال العقدين الأخيرين بنسبة تصل إلى 30 بالمائة.