الإعاقة العقلية والجسدية تعتبر من الأمراض التي يولد بها الإنسان وتؤثر بشكل كبير على حياته وعلى محيطه.. فتبرز ضرورة معاونته على التكيف مع هذه الإعاقة وتجاوز سلبياتها بالعمل والإنتاج...ولعل مشروع مؤسسة (الأمل) في لبنان مثال حي على ما يمكن أن يقدمه المجتمع لهذه الحالات الخاصة... تستضيف (عربيات) اليوم مؤسسة المركز التي تحكي عن تجربتها الخاصة مع ابنها والتي دفعتها لتبني ورعاية أصحاب الحالات الخاصة.
منيرة الصلح كيف بدأت رحلة الكفاح والنضال مع ابنك المعوق ورفاقه؟
ولد ابني سليم معوقاً فكان هذا دافعاً قوياً لتأسيس مؤسسة (الأمل) التي تعنى بالمعوقين وتساعد العديد من العائلات على احتضان أولادهم المعوقين والمضي بهم قدماً على الطريق السوي والسليم ليكونوا كأي فرد من أفراد المجتمع.
كيف ترى منيرة الصلح المعوق ؟
أفضل استعمال كلمة (ذوي الاحتياجات الخاصة) فيوجد لدينا في المؤسسة المتخلفين عقلياً والمرضى العقليين بالاضافة الى المعاقين جسدياً.
هل تلقيت دعم من السلطات أو جهات أخرى رسمية خلال مشوارك ؟
لقد ساعدتني الـقنصلية البريطانيةBRITISH COUNCIL في بداية مشواري فارسلت لي أربع ممرضات متخصصات لمساعدتي دون مقابل ولكني اكملت العمل من مالي الخاص وقد حولت منزلي الجبلي في "برمانا" سنة 1959 لهذة المؤسسة وأصبحت استقبل المعوقين لرعايتهم.
هل أثرت الحرب اللبنانية على عمل السيدة منيرة الصلح؟
لم اكترث للحرب الاهلية فكنت اقصد بيروت شرقاً وغرباً دون أية مخاوف أو خشية من المليشيات ولكن المؤسسة قد تضررت حيث كان لدينا فرن يؤمن احتياجات المؤسسات الخيرية والجمعيات الانسانية و تدمر كلياً نتيجة القصف.
ما هي الأعمال الرئيسية التي تقومون بها من أجل المعوقين في مؤسسة الأمل؟
نحن منذ سنة 1986 نركز على العمل التأهيلي المهني الصناعي والانتاجي للمعوقين لدمج المعوق بالمجتمع كأي فرد من أفراده ولجعله من ركائز اليد العاملة.
هل لك ان تخبرينا عن مشروع (كنزة الشتاء)، وماهي أهدافه؟
بدأ هذا المشروع سنة 1998م.(كنزة الشتاء) تنتج في مشغل المؤسسة عبر ثماني أشخاص معوقين وأربع اشخاص طبيعيين فنحن ننتج 1200 كنزة في الشهر الواحد والكنزة لا تباع بل نتقاضى مقابلها مبلغ خمسة عشر دولار أميركي تبرع وتوزع للمحتاجين كهدية مِمن دفع ثمنها عبر 69 جمعية خيرية منتشرة في لبنان مسؤؤلة عن 16400 يتيم 2600 عاجز 1600 معوق و150 سجين أحداث.ومنذ سنتين أصبحت كنزة الشتاء تدفئ المعتقلين في سجون العدو كمعتقل(الخيام) وغيره...وأيضاً وصلت إلى الشيشان والبوسنة والعراق عبر الصليب الاحمر الدولي.
ماهودور الأسرة ورب العمل لمساعدتكم في هذا المجال؟
عمل المعوق العقلي مثلاً يحتاج من رب العمل الصبر والإحترام والتوجيه فلا يكفي أن ندربهم فقط في المؤسسات بل عليهم متابعة أعمالهم بالتنسيق بيننا و بينهم وبين الاهل أيضاً.
من الناحية القانونية هل هنالك فرق بين ذوو الاحتياجات الخاصة والانسان الطبيعي؟
كلا فالقانون يجبر الشركات الكبرى لاستيعاب عدد من المعوقين من بين عمالها ولكن هذا القانون لا يزال نظرياً في لبنان فقط.
كم عدد المعاقين في المركز؟
لدينا 63 معوق تتراوح أعمارهم من 12 الى 50 سنة ولكننا متخصصون مع المسنين اكثر.
من المعروف أن تكاليف رعاية مرضى الإحتياجات الخاصة مرتفعة فكيف تتمكنون من تغطية تكاليف المركز؟
قبل الحرب كان لدينا فرن يشغل المعوقين ويؤمن احتياجات تسع قرى مجاورة وكان يخبز مئة كيلو من الطحين في الساعة الا ان الحرب قد دمرته .كان الفرن يؤمن 60% من مصاريف المركز أما اليوم فكنزة الشتاء تغطي 32% من المصاريف والدولة تؤمن 32% والاهالي 8% والباقي " على الله " .
كيف سيكون مستقبل المعوقين في لبنان؟
لدينا أمل كبير في ان يستوعبهم سوق العمل الطبيعي ففي ايار السنة الماضية أصدرت الدولة قانون المعاقين ولكنه ليس فقط مراسيم تطبيقية عند الدولة بل عليه أن يقترن بوعي من الشركات والنقابات والجمعيات التجارية والصناعية ليقبلوا المعوقين ويمنحوهم حقوقهم كاملة كأي عامل طبيعي.
هل تعتقدين أنِ نظرة المجتمع للمعوق قد تغيرت؟
طبعاً، فقد كان المجتمع يعتبر المعوق عبء وليس هناك منفعة منه إلا أن الجهود التي قمت بها غيرت هذه المعادلة وخاصة اني استطعت ادخال مشروع الصحة العقلية إلى وزارة الشؤون الاجتماعية.فالمعوق هنا ليس فقط منتج بل هو عامل ولديه مشاركة فاعلة في المجتمع وندفع عليه الرسوم كعمال ولديهم ضمان اجتماعي وحقوقهم كحقوق أي عامل.
كلمة اخيرة لجميع نساء العالم العربي عبر منبر عربيات؟
لقد كنت اول من تجرأ على خوض الانتخابات النيابية في لبنان سنة 1960 ولقد ناضلت خلال فترة الاستقلال من أجل الحقوق السياسية للمرأة و كنت أول من فتح الطريق أمام المرأة في العالم العربي للسير قدماً والمطالبة بحقوقها وعلى المراة الكفاح والنضال لاجل أهدافها مهما بلغت صعوبة طريقها.