مما لا شك فيه أن الطب يعتبر أعظم رسالة يمكن أن يحملها الإنسان، والطبيب هو الذي يحمل هذه الرسالة على عاتقه مكلفاً بأن يكون أميناً و صاحب ضمير يقظ.
في هذا العدد من "عربيات" نستضيف الدكتور مازن سليمان فقيه استشاري الأمراض الباطنية و الغدد الصماء في مستشفى فقيه بجدة أحد أكبر مستشفيات الشرق الأوسط، الذي اقتدى بوالده الرائد في مجال الطب ولم يسر على نفس الدرب لمجرد التقليد فحسب بل لأنه وجد نفسه في الطب أيضاً وهنا ينطبق المثل القائل "الولد سر أبيه".
دكتور مازن هل لك أن تحدثنا عن تاريخ المستشفى و عن البداية؟
لقد افتتحت المستشفى في عام 1978م في وقت كانت الخدمات الصحية،سواء في القطاع الخاص أو الحكومي متواضعة جداً... فكانت المستشفى بمثابة طفرة نوعية من حيث الخدمات الصحية لأنها جهزت على أحدث ما يمكن أن تُجّهز به مستشفى في ذلك الوقت، من ناحية المعدات الطبية و التجهيزات الفنية و التقنية..في البداية كانت المستشفى صغيرة مؤلفة من مئة سرير ..فاستغل والدي الدكتور سليمان فقيه (مؤسس المستشفى) خبرته الطويلة في المجال الطبي و كطبيب معروف و متميز و كمدير عام للشؤون الصحية في المنطقة الغربية آنذاك.. انشأ المستشفى لتكون أول مستشفى حديث حسب المفهوم العالمي في المملكة العربية السعودية.
بما أن مستشفى سليمان فقيه كانت الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية فهل كان للدولة دور في دعم مشروع مستشفى سليمان فقيه؟
كان للدولة دور هام جداً.. حيث أن الدولة كانت قد بدأت بمنح قروض بنسبة 50% لكافة المشاريع التي تخدم البلد و كنا في الحقيقة من أول المستفيدين من هذه القروض.
قريباً سيكون لدينا مركز للأبحاث العلمية
كانت المستشفى، مستشفى صغير و ما نراه اليوم يدل على انها تطورت و توسعت، فماهي أهم ملااحل التوسعة التي مرت بها المستشفى؟
بالفعل فالمستشفى كانت في البداية مستشفى عام... وقمنا بالتوسعة الأولى عام 1986م و أضيفت في هذه التوسعة أقسام جديدة كجراحة القلب المفتوح، علاج كافة أمراض القلب و الأورام، استحدثنا أقسام العيون ،طفل الأنابيب، الجراحات المجهرية وجراحات الأطفال ... و في هذه التوسعة شرفنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بافتتاحها... وهذه التوسعة قفزت بالمستشفى من 100 سرير الى 125 سرير.. و جعلتها أكبر مستشفى في الشرق الأوسط...و في عام 1999م و اكتملت التوسعة و أُضيفت مستشفى خاص للأطفال و أمراضهم و جراحاتهم ، و مستشفى خاص للأمراض النسائية و الولادة.
الدكتور سليمان فقيه
أحياناً غلطة من طبيب ما في مستشفى كبير تتسبب في زعزعة ثقة المريض في المستشفى كلها و يُعَمم على المستشفى أنها سيئة ... فكيف تواجهون مثل هذه المشاكل؟
للأسف الخبر السئ دوماً ينتشر بشكل سريع و الخبر الجيد لا يذكر!!و هذه معادلة غريبة!! نحن نتعامل يومياً مع 1500 مريض في العيادات الخارجية لدينا،و لدينا ما لا يقل عن 100 حالة دخول (تنويم) يومياً و تجري تقريباً 60 عملية جراحية....لذا نحرص كل الحرص على اختيار الأطباء بمراجعة سيرتهم الطبية...ومع ذلك لابد أن يوجد بين الأطباء من لا يتحلى بالضمير الطبي الكافي أو لا يكون كفؤ و في هذه الحالة يجب أن نستبعده حرصاً على صحة مرضانا،لأننا نتعامل مع أرواح...و خلال الثلاث السنوات الماضية رفعنا من مستوى الأطباء لدينا و استقطبنا أطباء ذو خبرات كبيرة ليعملوا معنا بصفة دائمة ..و أتينا بهذه الخبرات من ألمانيا و من بريطانياو من دول أروبية أخرى..
و ما هي خطط المستشفى المستشفى المستقبلية؟
قريباً بإذن الله سيتغير إسم المستشفى إلى (مستشفى و مركز د.سليمان فقيه للأبحاث العلمية).الآن اكتملت قدرات المستشفى لتفعيل هذه الخطة الطموحة و الآن نحن مهيئين للإنطلاق نحو البحث العلمي،بالإضافة طبعاً للخدمات الطبية...
بما أننا في عصر التكنولوجيا و الإنترنت فهل يساعدك الإنترنت في عملك كطبيب؟
أنا أستعمل الإنترنت بكثافة و من أكبر مشجعين الإنترنت...لأنه ببساطة سهّل عملية البحث ووفر الكثير من الوقت... بالنسبة لي كطبيب الإنترنت يساعدني على سبيل المثال في معرفة الآثار الجانبية لدواء جديد بشكل موسع و دقيق... كما أنه يساعدني في توفير أكبر قدر من المعلومات عن مرض ما.
أعتمد كثيراً على الإنترنت وعربيات قامت بما لم يقم به الرجال
موقع مستشفى فقيه يعتبر من أكثر المواقع دقة من حيث المعلومات فمتى دخلتم عالم الإنترنت و بماذا يفيدكم الموقع ؟
نحن بدأنا الموقع منذ أربع سنوات و لقد سبقنا غيرنا في هذا المجال في المملكة... كان الموقع في البداية يحتوي على معلومات أقل من هذه الموجودة حالياً... و بعد التوسعات أصبح الموقع يحتوي على 60 صفحة، و الموقع يشرح جميع خدمات المستشفى و الإمكانيات المتاحة،و مدرج فيه جميع أسماء الأطباء و تخصصاتهم...و هناك صفحة للإستفسارات تقدم هذه الخدمة مجاناً لمرضانا،و سنطور الموقع بحيث يكون متفاعل لكي يتمكن المريض الإتصال بطبيبه مباشرة عن طريق الإنترنت و إمكانية حجز المواعيد...و موافاة المريض بتقاريره الطبية عن طريق الإنترنت.. وهناك العديد لتوفير الخدمات و تسهيلها للمريض عن طريق الإنترنت، ولقد أصبح لدينا (web master) يتولى الإشراف على الموقع، و نفكر الآن بتوسعة الدائرة عن طريق شبكة تسمى (إنترانت) تربط أقسام المستشفى ببعضها البعض لتكون بالتالي كلها متصلة بالموقع.
ماذا تقول لعربيات؟
أتمنى لها أن تأخذ المكانة التي تستحقها لأنها مجلة قائمة على جهود مخلصة وفريدة من فتيات سعوديات مثقفات قاموا بما لم يقم به الرجال.