أسبوع ثقافي دأبت " دار الحنان " على إقامته سنوياً منذ عام عام 1391-1392هـ بهدف تشجيع الطالبات على القراءة والإطلاع وعمل الأبحاث العلمية في شتى الموضوعات ..... وقد استطاع هذا النشاط أن يميز طالبات دار الحنان بقدرتهم على عمل الأبحاث واختيار المراجع والبحث عن المعلومة وتكوين الرأي الخاص وتوسيع المدارك .
وقد بدأت مدارس دار الحنان مسارها التجديدي الرائد من خلال هذا النشاط حيث تمثل في السنوات الخمس الأولى بعرض مجسمات وإلقاء محاضرات للتعريف بقيمة الكتاب والعلم ، إلى أن انطلقت بعد ذلك فكرة البحث العلمي الذي يعتمد على دراسة موضوع معين مع تحديد مراجعه لتقوم الطالبات بجمع المعلومات وتنسيقها والتعليق عليها واستطلاع الرأي حولها مع مراعاة الدقة والأمانة العلمية وحسن التنسيق والعرض وسلامة الصياغة ... وتتالت الخطوات ليصبح على كل مرحلة دراسية تقديم بحث جماعي وتطورت ليصبح كل فصل من فصول المدرسة مسؤولاً عن تقديم بحث خاص به ... بالإضافة إلى الأبحاث الفردية التي تبرز مجهود كل طالبة على حدى .... وأصبح التنافس بين الطالبات كبيراً للتفوق في إعداد البحوث والإهتمام بها منذ اعتماد موضوع البحث إلى تنسيقه وتصميم غلافه وطباعته ... ويتم كل ذلك بسرية بالغة تحرص عليها القائمات على البحث لحين عرضه بشكل متكامل في يوم الإحتفال بأسبوع الكتاب ....
وتعتبر دار الحنان أول من بدأ ونفذ فكرة أسبوع الكتاب وعمل الأبحاث على نطاق المملكة كما ذكرت مديرتها السيدة / سيسيل إبراهيم رشدي في تصريحها لجريدة عكاظ في العدد " 6528 " عام 1404هـ الموافق 1984هـ قائلة : " إنني أعتبر فكرة أسبوع الكتاب طريقاً للنهوض بمستوى الطالبة ، فالبحث شيء ضروري وناجح وعلى حد علمي أننا أول مدرسة في المملكة أقامت أسبوع للكتاب على مستوى الجامعات والمكتبات والمدارس وكل الهيئات بالنسبة للبنات أو البنين ... ومتتبع الأخبار سيجد أنه على مستوى الجامعات لم يحتفل بأسبوع الكتاب إلا منذ أربع أو خمس سنوات وهذه هي السنة الحادية عشر لاحتفال دار الحنان به ... وهدفنا دائماً أن نجعل الطالبة تحب الإطلاع من الابتدائي إلى أن تتخرج من الثانوية العامة حتى تستطيع أن تقدم معلوماتها بطريقة جيدة وسليمة " .
هذا ويشهد كل عام دراسي ألواناً متعددة من الموضوعات المختلفة التي تبرزها طالبات دار الحنان من خلال الأبحاث المقدمة في أسبوع الكتاب فتضيف بذلك دار الحنان إلى تاريخ تألقها صفحات مشرقة من مسيرة التجديد التي تسعى إليها دائماً .
كما يتضمن الأسبوع الثقافي عرض أعمال الجمعيات التالية :
ـ أعمال طالبات جمعية الإجتماعيات
ـ أعمال الطالبات في جمعية العلوم
ـ أعمال الطالبات في جمعية الإنجليزي
ـ أعمال الطالبات في جمعية الدين
ـ الأعمال الفنية والأشغال اليدوية والتطريز والرسم وغير ذلك من أعمال الطالبات .
وقد ذكرت الأستاذة / أسماء الحمصي في مجلة دار الحنان السنوية عام 1407هـ وهي صاحبة فكرة إنشاء أسبوع الكتاب أن من الأسباب التي دفعتها لطرح هذه الفكرة على إدارة الدار هي حادثتان وقعتا في عام 1393هـ الأولى عند رؤيتها لطالبة تقذف بكتابها في الهواء بعد أن انتهت من اختبارها النهائي فسقط متناثراً على الأرض ... والثانية كانت طالبة أخرى سألتها أن تأتي بكتاب من كتبها التي درست فيها في السنين الماضية فأجابتها بأنها تحرق الكتب في نهاية كل عام دراسي ... تقول الأستاذة / أسماء : " أدركت من تلك الممارسات أن العديد من أسر الطالبات غايتهم أن تحفظ الفتاة مافي الكتاب لتنال الشهادة فقط ولذا رأيت أن أثير في النفوس مفهوم الكلمة ومعنى الكتاب فعرضت على مديرة الدار السيدة / سيسيل رشدي ماحدث ومادار في ذهني من إقامة مهرجان ثقافي سنوي في الدار يهتم بالكلمة والكتاب والثقافة العامة لعلنا بذلك نغرس المفاهيم الصحيحة في نفوس الطالبات ... فباركت المشروع وتبنته وطلبت مني إعداد منهاج والقاء محاضرتين للتوجيه واحدة على الزميلات المدرسات والثانية على الأمهات ... بالإضافة إلى معرض يقام في مكتبة الدار تجسم فيه الأفكار والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأقوال المأثورة التي تعرضت للكتاب والكلمة وللعلم وفضله في تطور الإنسانية ... ونمى أسبوع الكتاب عاما بعد عام وتطور من أفكار مجسمة إلى موضوعات تناولت الحياة بشتى ميادينها كالمكتبات العامة في العالم الإسلامي ثم دراسة طائفة من مفكري الإسلام في الشرق والغرب إلى أبحاث ثقافية ودراسات عن المملكة منذ تأسيس المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود لها ... عدا عن موضوعات أخرى طرحت في مهرجان عام 1400هـ وتناولت شؤون الإسلام والمرأة المسلمة خلال أربعة عشر قرناً .... كما درست وبتوجيه من السيدة المديرة مدينة جدة ومؤسساتها العامة والخاصة وماتقوم به من خدمات لسكانها وزائريها وذلك ليحيط الجميع علماً بحقيقة تقدمها بالأرقام لابالكلام ".