"شخصية العام هو موضة فوانيس رمضان في مصر إنه الشعار الذي رفعته الشركات الصينية بعد نجاح فانوس كرومبو العام الماضي، لتعود الصين هذا العام فتغزو الأسواق المصرية بفانوس حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر، وأبو تريكة كابتن فريق النادي الأهلي، ترسيخا منها لفكرة شخصية العام التي ابتدعتها وصارت علي نهجها ورحب بها المستهلك المصري، وعلاوة على ذلك فقد ظهر بوجي وطمطم بعد اختفائهم إعلاميا كعرائس وكأن الشركات تغازل بصورتهما الماضي القريب.
وبجولة عربيات في الأسواق لرصد ردود أفعال الجماهير المصرية قال شاكر صالح ـ (مستورد) : "لم يكن غريباً علي هذا العام وأنا أطالع كتالوجات الشركات الصينية أن أجد فوانيس لحسن شحاتة وأبو تريكة، واعتقدت بادئ الأمر أنها مزحة لكني اكتشفت أنها صحيحة وأنها موجودة فعلا، ووجدت نفسي أقول وما المانع إن كان العام الماضي كرومبو الشخصية الكرتونية غزت الأسواق فلماذا لا يكون لدينا حسن شحاتة وأبو تريكة؟"
وأما سعد الدين أحمد ـ (تاجر جملة) فيقول: لا أعتقد أن فكرة حسن شحاتة وأبو تريكة ستنجح ، أنا أرى أن الشركات الصينية لجئت لهذه الحيلة كي تحافظ على نجاحها العام الماضي لكن السوق الآن متجمد لا بيع فيه مثل الأعوام الماضية، فغلاء الأسعار المتزايد جعل الناس تهتم بما هو أهم من الفوانيس فكل شيء زاد سعره الضعف فمن أين لهم بشراء فوانيس".
ولهاني خفاجي ـ (تاجر جملة) رأي آخر حيث يقول: "ستتعجبين إن قلت لك أن الفانوس ذو الشمعة - أي الفانوس القديم- هو الأكثر بيعا من الفانوس الجديد الذي يغني، والذي يرقص نظرا لسعره المنخفض، بالإضافة إلى أن الناس بدأت تميل إلي العودة إلى الأشياء القديمة، فحتى بوجي وطمطم اللذان ولأول مرة يباعان بأسعار مناسبة وفي ثوبهم الأصلي عرائس وليسا فوانيس لقيا نجاحا كبير، ولو تم تصنيعهم على أنهم فوانيس لفشلا مثل كل الفوانيس الأخرى".
وعن كمال سليم ـ (بائع جائل) فيقول: "السوق متقلب يوم به بيع ويوم لا، وحسن شحاتة أكثر بيعا من أبو تريكة وأسعارهم مناسبة لأسعار السوق وتبتدئ أسعار الفوانيس من 18 إلى 70 جنيها حسب الحجم، وأغلب المقبلين علي الفوانيس عرسان جدد يفرحون بابنهم الصغير فيجلبون له فانوس، لكن دون ذلك فالأسعار هادئة والسوق نائم".
وأما "شريف عابدين ـ صاحب محل فوانيس" فيقول: الفوانيس القديمة أكثر طلبا، وكأن الناس تقف أمام حملة طمس معالمها الجميلة، فكل الفوانيس القديمة تباع وحتى بوجي وطمطم أيضا الناس مقبلة عليهم بشغف شديد، ولا عزاء للفوانيس الصيني التي تراجعت أمام الفوانيس القديمة".
يرجع الفانوس للعهد الفاطمي وذلك بالاستناد لروايات عدة أبرزها : خروج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي الذي أتى إلى القاهرة ليتخذها عاصمة دولته، فخرج سكانها لاستقباله ومعهم الفوانيس الملونة حتى وصل إلى قصر الخلافة، وكانوا بشهر رمضان آنذاك فصارت الفوانيس من يومها من مظاهر الاحتفال برمضان، بينما تقول رواية أخرى أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، وكل طفل يحمل فانوسه ثم يقوم الأطفال معاً بالغناء تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.