نظرة فاتنة
"الحياة صورة إذا عرفنا كيف نرى الوجه الجميل فيها فقد عشنا، وإذا لم نره فخير لنا أن نبحث لأنفسنا عن حياة أخرى في كوكب آخر".
مارك توين
عندما نقرأ المقولة السابقة ندرك مدى تحكم تفكيرنا في حياتنا، فالتفكير السلبي قادر على تشويه جميع الصور التي نراها، والتفكير الإيجابي في الحياة وفي العالم من حولنا يجعلنا نرى الجمال ونحيا السعادة ونشعر بالرضى... لكن كيف نرى ذلك الوجه الجميل من الحياة في ظل الهموم والآلام والمتاعب التي تحيط بنا؟ وكيف ندرب أنفسنا على ممارسة الرؤية الصحية لكل ما يدور حولنا؟.
قد لاتكون هناك مدارس ولا معاهد تقدم دورات لفن (الرؤية)، فالواقع أنها عملية تلقائية تبدأ من أعماقنا ليتدفق نور الإبصار ويقع على مواطن الجمال في الحياة ولا يترك مساحة للظلام القاتم ليحكم رؤيتنا ويحجب حقيقة الكون وبساطة همومه، فجميع ضغوط الحياة لاتتعدى عن كونها قشور تنتظر إزالتها بأناملنا وبتلك النظرة المتفائلة والشفاه المبتسمة التي تفتح أبواب السعادة لمن يحب أن يعيش في كنفها.
هذا هو التفكير الإيجابي الذي ينبع من داخلك وينعكس على فضائك، وهذه هي النظرة الفاتنة التي عاشت ضيفتنا اليوم الدكتورة فاتنة أمين شاكر تعلمنا أبجدياتها وتزيح بقدرتها على التواصل مع نفوس الآخرين جميع الهموم والمشاكل، فقد عرفناها منذ أن كانت أول رئيسة تحرير سعودية تكتب عن الإنسانية وتتواصل مع نبض المجتمع وتبحث عن حلول للمشاكل من خلال صفحاتها الاجتماعية، وعرفناها وهي أستاذة لعلم الاجتماع في جامعة الملك عبد العزيز بجدة تقدم لطالباتها خلاصة علمها وتجربتها في الحياة بكل الإخلاص والتفاني.
قد تكون جميع العلوم مكتسبة، أما لمس الجراح وتضميدها فهي هبة من الخالق اتصفت بها ضيفتنا ووظفتها لخدمة الآخرين، ولعل ثراء تجربتها وتعدد إنجازاتها جعلنا نحتار من أين نبدأ لكن الحيرة الأكبر هي في تساؤلنا: كيف نختم؟، فمشوار الدكتورة فاتنة شاكر متواصل بالعطاء وحب العمل والحماس الذي يحركها، بل قد يكون سر تميزها في هذه الروح المليئة بالحيوية، فلايوجد في قاموسها مفردات لليأس ولا النهاية التي قد تكون بالنسبة للكثيرين متمثلة بالتقاعد وانتهاء مرحلة العمل الرسمي، لكن هذه المرحلة بالنسبة لضيفتنا كانت بداية جديدة لأعمال ونشاطات أخرى... وتتواصل بتقديم الوصفة الخاصة لنظرة (فاتنة) ترى من خلالها الجمال وتشعر بالاطمئنان وتبحث عن العمل والعطاء.